Categories: الأعمدة

إعلام الحرب ..ماله وما عليه ؟

من مميزات الإعلام الحديث لاسيما الذي يتسم بدرجة نسبية عاليه من حرية الحركة في تغطية الاحداث ..إنه يتواجد دائما في نقاط الاحداث الساخنة لتحقيق السبق الإعلامي او الصحفي ..غير انه ما أن يشعر بان تلك الاحداث قد بردت بحكم تطاول ازمانها دون ان يلوح في الافق ما يشير إلى جدوى متابعتها فإن الآلة الإعلامية لاتلبث ان تنصرف إلى مستجدات الاحداث الأكثر سخونة في انحاء اخرى من الإقليم المحيط او ابعد من ذلك بكثير .
طبعا هذا اذا استثنينا إعلامنا المحلي المتعلق على ذاته لضعف إمكانياته و محدودية حرية حركته إلا الدوران فيما يرضي التوجه العام لرغبات السلطان خدمة للمرحلة التي يخوض فيها الجيش معركته في تعرية انتهاكات قوات الدعم السريع دون المساس بالطرف الآخر ولو بعبارات نقد خجولة !
فإننا نلاحظ ان تعاطي القنوات العربية قد تراجع فيما يتصل بتغطية حربنا التي باتت اخبارها وكانها معلبة في إطار قد يثير الملل في نفوس المشاهدين بل والإعلاميين من غير السودانيين الذين باتوا يتساءلون عن اسباب استمرار هذا الصراع بل واعتبروه شانا محليا لا فائدة من إضاعة الوقت في تغطيته من الاساس !
إلا ان قناة الجزيرة مباشر دون غيرهاظلت تفرد مساحة يومية لمتابعة مجربات هذه الحرب في كافة بؤر صراعها الملتهبة .
ولكن مايعيب تلك التغطية هو تكرار الوجوه المستضافة من كلا طرفي الصراع و دورانها في جدلية الاتهامات المتبادلة ونفي كل متحدث في محاولات ممجوجة و مملة لإبعاد التهم عن الجانب الذي يمثله ..خاصة في ظل إدارة مذيعين بعينهم .
بيد أن ما يحمد لإحترافيةالاعلامي الاستاذ احمد طه مشكورا إنه درج في الآونة الاخيرة متجها نحو انتهاج اسلوب مختلف تمثل في استضافة ضيف واحد من الشخصيات الوازنة الراي من مختلف التوجهات واطراف الصراع العسكري والخلاف السياسي للحوار بصورة اصبح فيها شيء من التركيز على تلمس رؤى هذا الطرف او ذاك حول الحلول والمعالجات لكيفية ايقاف الحرب من وجهة نظر ما او حتى مبررات استمرارها من وجهة مغايرة !
اوتصور كيفية ان يكون اليوم التالي لوضع اوزارها عسكريا وامنيا وسياسيا من ناحية ثالثة ..بدلا عن التحجر في مربع تلمس اسبابها او من الذي اشعل شرارتها الاولى او من هو المستفيد من استمرارها وهي فرضيات متباينة الرؤى كل من زاوية وقوفه حيال عبثية ذلك المشهد التي لطالما قتلها المتحاورون جدلا بيزنطيا على مدى شهور وطيس الحرب.
وكل يغني على ليلاه !

ahmed

Recent Posts

(الشيزوفرينيا السياسية)

صباحات وطن الجمال الجديد المنشود وجمعة طيبة مباركة للجميع وعنوان المقال انا وطنيٌ لا علاقة…

ساعة واحدة ago

هل أخطأ د.عبد الله حمدوك قائد مجموعة صمود حين أصر على موقفه الداعي #لوقف الحرب العبثية حتى اغتاظت منه خارجية بورتسودان.؟

✍️ المستشار/مهيد شبارقة... في أزمنة الحرب حين تختلط الأصوات، ويعلو هدير المدافع والطائرات الحربية على…

ساعة واحدة ago

عندما يختبرك القدر: رحلة من الظلم إلى العدالة الإلهية”

بقلم : المستشار معاوية أبوالريش "عندما تنقلب الحياة رأساً على عقب" في لحظة واحدة، قد…

ساعة واحدة ago

الهلال السعودي يتأهل إلى دور 16 بكاس العالم للاندية رفقة ريال مدريد

📘نهاية المباراتين في كأس العالم للأندية :- 🔹ريال مدريد والهلال إلى دور الـ 16 بكأس…

ساعة واحدة ago

مسيرات في سماء بورتسودان.. والدفاعات الجوية تتصدى

تصدت الدفاعات الجوية في بورتسودان، العاصمة الإدارية المؤقتة للسودان، لهجوم جوي محدود عبر مسيرات تم…

ساعتين ago

العثور علي مقابر جماعية جديدة في الواجهة الغربية لسجن ود مدني القومي تم دفنها بطريقة غير لائقة.

كتبت .. سمية السكوتي وتم فتح بلاغ جنائي تحت المادة 47 “أ ج ج” بالقسم…

ساعتين ago