#image_title
بعد سقوط آخر معاقل داعش في سوريا أواخر عام 2018، تم احتجاز مقاتلين وعائلات مقاتلين من تنظيم داعش في مخيمات في محافظة الحسكة وبإدارة قوات سوريا الديمقراطية، وتحوّل هؤلاء المحتجزون إلى ورقة تلعب بها الأطراف المتنازعة في شمال شرق سوريا.
ومع سقوط نظام الأسد وبقاء المناطق التي تسيطر عليها “قسد” خارج سيطرة إدارة العمليات العسكرية بقيت هذه الورقة فعالة ومؤثرة، ومؤخراً دخلت تركيا على الخط باعتبارها مهندسة السقوط وراعية”الجولاني”، فاعلنت عن نيتها الدفع نحو إعادة السجناء الأوروبيين التابعين لتنظيم داعش وأفراد عائلاتهم من المعسكرات والسجون في سوريا إلى بلدهم الأصلي، بعد إنشاء هيكل حكم جديد في الدولة التي مزقتها الحرب. وتهدف أنقرة إلى تجريد “قسد” من ورقة استراتيجية مهمة تستخدمها لبقاء سيطرتها مستمرة على شمال شرق سوريا.
وفي هذا السياق صرح وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، في 13 ديسمبر الحالي، أن الدول الأوروبية يجب أن تتحمل مسؤولية إعادة مواطنيها المحتجزين حالياً في السجون والمعسكرات في سوريا. كما اتهم فيدان وحدات حماية الشعب باستغلال قضية داعش لابتزاز المجتمع الدولي، مؤكدًا أن هذا التكتيك قد وفر للمجموعة نفوذاً ودعماً غير مبررين.
واتهم الدول الغربية، وخاصة الدول الأوروبية، بإهمال مسؤولياتها. “دعونا نسميها نفاقاً أو انتهازية في أفضل حالاتها، سواء كان هناك 10 أو 20 أو 30 أو 50 منهم، يجب على الدول الأوروبية إعادة مقاتلي داعش وعائلاتهم. “أما بالنسبة للعراقيين والسوريين في المخيمات، فيجب على حكوماتهم أن تتحمل المسؤولية [أيضًا]. وبالنسبة للآخرين، ربما يمكن تطوير آلية دولية أو إقليمية، تتضمن الحوار مع الحكومة السورية لإيجاد حل”.
التقديرات حسب منظمة العفو الدولية تشير الى أن 11500 رجل و14500 امرأة و30000 طفل محتجزون حالياً في 27 مركز احتجاز على الأقل ومعسكرين رئيسيين هما الهول وروج. وبلا شك أن وجود هذا العدد الكبير من ارهابيي داعش وعائلاتهم هو بمثابة قنبلة موقوتة في الجغرافية السورية، سيما وأن الكثيرين يريدون استثمارها إما للبقاء أو لفرض واقع جديد أو لابتزاز المجتمع الدولي، لكن التركيز التركي على هذا الملف وفي نفس الوقت وضع الملف الكردي في سوريا على الطاولةـ وتلويح مظلوم عبدي قائد “قسد” باحتمالية هروب سجناء داعش من معسكرات الاعتقال، وإعلان “فيدان” من دمشق أمس أن الادارة السورية الحالية قادرة على تسلم ملف سجون داعش. يجعل من الأمور تنحو منحى معقداً وخطيراً.
لكن سجل تركيا في مكافحة داعش بعيد كل البعد عن المثالية، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع المقاتلين الأجانب. فخلال التوسع السريع لداعش في العراق وسوريا بعد عام 2014، دخل العديد من المقاتلين الأجانب سوريا عبر تركيا. وفي ذلك الوقت، دعمت تركيا بشكل مباشر الإطاحة بنظام الأسد وسعت إلى قمع القوات الكردية، بما يتماشى مع بعض الأهداف الأوسع لداعش. ومع ذلك، مع هزيمة داعش، وتصاعد الضغوط الدولية، اضطرت تركيا إلى تعديل سياساتها.
وما بين الابتزاز والشد والجذب بين الاطراف في هذا الملف الخطير تبدو الأوضاع صعبة، وتنذر بأن “بعبع” داعش لا يزال فعّالاً ومؤثّراً، وأن هذا التنظيم الإرهابي باقٍ طالما بقيت مصالح المستثمرون والمشغلون والمستفيدون.
حزنت كثيرا لابو نمو و هو يمارس التزييف المتعمد للتاريخ و يحرف الكلم عن…
وافق رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، خلال مكالمة هاتفية مع الأمين العام…
كشفت معلومات متطابقة عن تدمير سلاح الطيران السوداني معسكر يتبع لقوات الدعم السريع المتمردة تدميرا…
سلّم سفير السودان المرشح لدى دولة إريتريا ، أسامه أحمد عبد الباريء امس نسخة من…
أعلنت شركة تاركو للطيران عن استئناف رحلاتها المجلية إلى مطار كسلا الدولي ابتداءً من 1…
انتهى اجتماع عُقد بين رئيس الوزراء د. كامل إدريس وعضوي مجلس السيادة الانتقالي مجلس السيادة…