المليشيات للاعمال القذرة. (ماركة مسجلة )
رغم ان عيار الحرب قد يفلت من عقال الجيوش النظامية احيانا و تتخذ من اسلوب التعاطي مع عدوها في الميدان وحتى مع العزل المدنيين ما لا يقره الانضباط المطلوب ولو في حده الادني ..ولكن الكثير من الجيوش في العالم لانها تخشى الوقوع في المحاذير التي تدخلها في مواجهة مع الجهات الاممية والمنظمات الإنسانية مما قد يعرضها لعقوبات صارمة تؤثر على قدراتها و تكبل حكوماتها ..فإن تلك الحكومات و تتبعها جيوشها في ذلك المنحى فتقوم بتاسيس اذرع مدنية مسلحة خارج العقيدة العسكرية الرسمية للبلاد وهي ما تسمى بالمليشيات التي لا تحتكم لاي ضوابط اخلاقية في تنفيذ المهام القذرة التي تقوم بها انابة عن الجيش المعني لانها ببساطة تظن انه بمقدورها ان تفعل ما تشاء دون ان تخشى احدا او تحسب حسابا للعالم كله ..بل انها لا تتورع من تجنيد اسوا العناصر الذين لا يعرفون حدودا للرحمة او الرافة باي طرف ليس بينهما عداوة ولكن دافع الارتزاق مقابل المال احيانا يجردهم من كل شعور انساني في اتباع اقسى انواع القتل و التنكيل و التخريب و العبث باستقرار الحياة في المجتمعات !
ولكن كما يقول المثل ..فكل دور إذا ما تم ينقلب .
فغالبا ما تصبح تلك المليشيات مشكلة تحسب على من انشاها وتكلف كثيرا في رعايتها بعد ان تقوى شوكتها..فتكون مثل القطط التي يربيها احدهم لتخلصه من فئران مخزنه ..وما إن تفرغ من مهمتها الا والتفت صاحبها ليجد انها تكاثرت وصارت سمينة و باتت هي مشكلة في حد ذاتها تتملكه الحيرة في كيفية التخلص منها خاصة إذا ما اصابها سعار الهيمنة على كل مرافق الدار متجاوزة حدود المخزن !
حزب الله مثلا قام لاهداف محددة في بداية امره بدعوى تقوية ظهر محور المقاومة قبل ذلك تحرير مناطق الجنوب التي احتلتها اسرائيل وبعد ان فرغ من ذلك بالكاد حتى شكل لنفسه قوة ضاربة تقزمت معها الدولة اللبنانية بعد ان تمدد نفوذه السياسي والعسكري و المذهبي بل ويشاع انه يستثمر في تجارة المخدرات لتمويل عملياته وتطوير مقدراته المليشاوية المختلفة !
والامثلة كثيرة في العراق و اليمن وليبيا ..بيد ان العاقل من يتعظ بغيره ولكن كان ذلك عكس الشي الذي وقع فيه جيشنا الذي غذى تلك القطط ولم يبادر إلى تسميمها بعد ان انجزت له كل الاعمال القذرة نيابة عنه في مناطق عملياته .ولم يبادر إلى اخذ العبر و الاستفادة من التجارب الشاهدة في تلك البؤر الإقليمية كسوابق..مع ان نفس قادته الحاليون هم من اشرفوا على تاسيس مليشيا الدعم السريع ويعرفونها جيداغير انهم تمادوا في رعايتها رغم كل ذلك و دعموا ادوات تقويتها وامعنوا في التحالف معها بعد سقوط نظام الإنقاذ وهي التي يفترض ان تذهب معه إلى مزبلة الزمان كله ليعود الجيش خالصا للوطن بعيدا عن الاستقطاب الفكري و الاستثمار التجاري والطموحات الذاتية لقادته ..ولكن الاطماع دائما هي التي تجمع الطامعين وتجعلهم يغضون الطرف عن تبصر الحقيقة ويحاولون انكارها ..ويتمادون في ذلك الإنكار حتى يتذوقون مرارتها في ضحى الكارثة التي تعدتهم إلى الوطن كله و اصابت معدة الشعب في اكثر من مقتل .!
لذا فإن اطراف هذه الحرب وهم جنرالاتها من الطرفين يظلوا مسئولين عن لجم حريقها قبل ان تنتشر السنته اكثر مما احرقت .
فمن رعى مجرما علامته التجارية القيام بالاعمال القذرة حينما كانا سمنة على عسل ..فلا يتوقع ان يفعل له شيئا حميدا حينما يقلب عليه ظهر المجن !