الأخبار

في غياب الدولة والدعم الدولي لجان المقاومة تقوم بالدور الانساني للمتضررين في الحرب

فتحت لجنة مقاومة في منطقة وسط بحري، ضاحية شمال العاصمة السودانية، باب التبرع من أجل تلبية الاحتياجات الغذائية للمحاصرين في منازلهم ولم يتمكنوا من الفرار منذ بدء المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع.

ومر على اندلاع القتال في السودان نحو 100 يوم وسط الدمار في العاصمة الخرطوم، والتسبب في زيادة حادة في العنف العرقي في دارفور، وتشريد ما يزيد على 3 ملايين شخص، وسط اشتباكات عنيفة متنقلة.

وأفادت لجنة “الدناقلة” أحد أحياء وسط بحري، في بيان ليل السبت الأحد، نشرته على صفحتها على موقع فيسبوك بعنوان “حوجة غذائية” أن سكان الحي “يعيشون وضعًا معقدًا جدًا لظروف الحرب، وانقطاع التيار الكهربائي والماء وعدم وجود محال تجارية”.

وأشارت إلى “توقف العمل منذ أكثر من ثلاث شهور، وعدم وجود مرتبات، ونفاد ما تبقى من المخزون الإستراتيجي لكل أسرة أو فرد”.

وقررت اللجنة، حسب ما أفادت، “فتح باب التبرع لنسند بعضنا البعض من خلال توفير مواد تموينية، أو المساهمة المالية لشراء مواد تموينية من أقرب مكان وتوزيعها على المتواجدين بالحي”.

ولجان المقاومة هي مجموعات شعبية، كانت تنظّم الاحتجاجات للمطالبة، بحكم مدني بعد الانقلاب العسكري الذي أطاح بنظام عمر حسن البشير في 2019، وتنشط في تقديم الدعم منذ بدء النزاع قبل ثلاثة أشهر.

وتمتد شكاوى السكان من عدم توافر الغذاء إلى أحياء أخرى. ففي حي المزاد وسط بحري أكد عباس محمد بابكر أحد السكان لوكالة “فراس برس”، أنه لم يغادر منزله بسبب تقدم عمر والدته ومرضها.

وقال: “نتناول وجبة واحدة يوميًا منذ شهرين للحفاظ على مخزوننا من المواد، واليوم معنا فقط ما يكفي ليومين ولا ندري ما سيحدث بعد ذلك”.

والأسبوع الماضي، توفي عازف الكمان السوداني المعروف خالد سنهوري، بعد أن أفاد أصدقاؤه على منصات التواصل الاجتماعي بأنه “مات من الجوع ودفن أمام منزله بحي الملازمين وسط أم درمان”، ضاحية غرب الخرطوم الكبرى.

وتتركز المعارك التي اندلعت في منتصف أبريل/ نيسان بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو في العاصمة الخرطوم وضواحيها وفي إقليم دارفور بغرب البلاد. وأسفرت الحرب حتى الآن عن مقتل 3900 شخص على الأقلّ، بحسب منظمة أكليد غير الحكومية.

ويعد السودان أحد أفقر بلدان العالم، إذ يحتاج أكثر من نصف السكان إلى المساعدة للبقاء على قيد الحياة، في الوقت الذي وصلت فيه حالة التحذير من المجاعة إلى أقصاها، وبينما بات أكثر من ثلثي المستشفيات خارج الخدمة.

من ناحية أخرى، يستمر العاملون في المجال الإنساني في المطالبة سُدى بالوصول إلى مناطق القتال ويقولون إنّ السلطات تمنع وصول المساعدات إلى الجمارك ولا تُصدر تأشيرات دخول لعمّال الإغاثة.

وأمس السبت، أسفرت المعارك في مدينة الأُبيّض مركز ولاية شمال كردفان، عن مقتل 4 مدنيين وإصابة آخرين. وفي وقت سابق، لقي 16 شخصًا في نيالا عاصمة جنوب دارفور حتفهم إثر سقوط قذائف على منازلهم في أثناء المعارك.

من جهة أخرى، طالبت وزارة الصحة في ولاية الخرطوم مساء أمس طرفي النزاع بتحييد المستشفيات واحترام القانون الدولي وفتح ممرات إنسانية وعدم التعرض للكوادر الطبية والمتطوعين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى