


يترقب عشاق الساحرة المستديرة حول العالم الكلاسيكو الرابع هذا الموسم بين القطبين الإسبانيين برشلونة وريال مدريد، المقرر إقامته غداً الأحد على ملعب “مونتجويك” المقر المؤقت للنادي الكتالوني في ظل استمرار أعمال تجديد وصيانة ملعب “كامب نو” التاريخي، في مباراة قد تحسم مصير لقب الدوري الإسباني لموسم 2024-2025.
ويدخل برشلونة المواجهة منتشياً بسلسلة انتصارات متتالية على غريمه التقليدي هذا الموسم، حيث تمكن من الفوز في جميع المواجهات الثلاث السابقة وحصد لقبي كأس السوبر الإسباني وكأس ملك إسبانيا، بالإضافة إلى الانتصار الكاسح برباعية نظيفة في عقر دار الميرينغي “سانتياغو برنابيو” في مباراة الذهاب بالدوري الإسباني.
“صراع النقاط والأهداف”
يتصدر برشلونة جدول ترتيب الدوري الإسباني برصيد 78 نقطة، متفوقاً بفارق 4 نقاط عن ريال مدريد صاحب المركز الثاني برصيد 74 نقطة، مما يجعل المباراة مصيرية للفريقين. فوز البلوغرانا سيوسع الفارق إلى 7 نقاط قبل نهاية الموسم بمراحل قليلة، ما يعني حسم اللقب عملياً، بينما فوز الريال سيقلص الفارق إلى نقطة واحدة فقط، ليشتعل الصراع من جديد.
” دوافع مختلفة للفريقين”
يسعى برشلونة بقيادة مدربه الألماني هانسي فليك إلى تحقيق “ثلاثية محلية” بعد خروجه من دوري أبطال أوروبا، من خلال الجمع بين لقبي السوبر والكأس اللذين حصدهما بالفعل، إضافة إلى لقب الدوري الذي بات قريباً من حسمه.
وقد نجح فليك في وقت قياسي بإعادة الهيبة للفريق الكتالوني وتطبيق فلسفته الكروية القائمة على الضغط العالي والاستحواذ الفعال، محققاً نتائج مبهرة في أول موسم له مع البرسا بعد تولي المهمة خلفاً لتشافي هيرنانديز.
في المقابل، يخوض ريال مدريد المباراة بروح الثأر ورغبة عارمة في إنقاذ موسم مخيب للآمال، بعدما فقد لقبي السوبر والكأس وودع دوري الأبطال، ليصبح الدوري الإسباني البطولة الوحيدة المتبقية التي يمكن من خلالها تعويض جماهيره المحبطة.
” عوامل الحسم”
يتمتع برشلونة بأفضلية اللعب على أرضه وبين جماهيره، حيث سيمتلئ ملعب “مونتجويك” بالمشجعين لمؤازرة الفريق الكتالوني رغم أن سعته أقل من ملعب كامب نو التاريخي. كما يعيش الفريق حالة معنوية مرتفعة بعد سلسلة النتائج الإيجابية في الكلاسيكو هذا الموسم.
من جانبه، يراهن المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي على خبرة لاعبيه في المواجهات الكبرى وقدرتهم على العودة في أصعب الظروف، إضافة إلى رغبتهم القوية في محو ذكرى الهزيمة المذلة بالرباعية في مباراة الذهاب.
” تأثير ملعب مونتجويك”
يعد ملعب مونتجويك، المقر المؤقت لبرشلونة خلال فترة تجديد كامب نو، عاملاً مؤثراً في المباراة، حيث سيفتقد البرسا جزءاً من الدعم الجماهيري الهائل الذي كان يحظى به في معقله التاريخي. لكن اللاعبين اعتادوا أجواء الملعب المؤقت بعد خوض جميع مبارياتهم البيتية عليه هذا الموسم.
“مواجهات نجوم الفريقين”
سيشهد الكلاسيكو صراعات فردية مثيرة بين نجوم الفريقين، خاصة بين روبرت ليفاندوفسكي هداف برشلونة وفينيسيوس جونيور نجم ريال مدريد، بالإضافة إلى المواجهة المنتظرة بين لامين يامال ، الموهبة الشابة لبرشلونة، وجود بيلينغهام، صانع ألعاب الريال.
“تحديات تكتيكية”
يواجه فليك تحدي الحفاظ على التوازن بين الهجوم والدفاع، مع الاستفادة من عامل الأرض والجمهور دون الانجراف نحو الاندفاع الهجومي المفرط، في حين تبرز براعته التكتيكية التي أظهرها مع بايرن ميونخ سابقاً في قدرته على التعامل مع المباريات الكبرى. بينما يسعى أنشيلوتي لإيجاد الحلول المناسبة لاختراق دفاعات البرسا وتعويض غياب بعض اللاعبين المؤثرين.
” تاريخ الكلاسيكو”
يعد هذا اللقاء رقم 262 في تاريخ مواجهات الفريقين بجميع المسابقات، حيث يتفوق ريال مدريد بـ 105 انتصار مقابل 103 انتصار لبرشلونة و53 تعادلاً. لكن برشلونة نجح في الفوز بآخر ثلاث مواجهات هذا الموسم، وهو ما يسعى الريال لوقفه.
” توقعات المباراة”
تشير التوقعات إلى مباراة حماسية مفتوحة على جميع الاحتمالات، مع أفضلية طفيفة لبرشلونة بحكم عامل الأرض والجمهور والمعنويات المرتفعة، لكن خبرة لاعبي ريال مدريد في المواجهات الكبرى ورغبتهم في الثأر تجعل المباراة متكافئة إلى حد كبير.
الكلاسيكو الإسباني ليس مجرد مباراة كرة قدم، بل هو حدث عالمي يترقبه الملايين، وسيكون كلاسيكو الغد فرصة للاستمتاع بأجمل ما في كرة القدم من إثارة ومتعة وندية، في مواجهة قد تكون حاسمة لمصير لقب الدوري الإسباني هذا الموسم.