الأعمدة

خروج البرهان.. التوقيت والخيارات الصعبة.!

تقييم تطورات المشهد السياسي والعسكري والحالة المأسوية التي خلفتها الحرب وقد تمددت نيرانها من الدروب الى القلوب.
لا ينبغي لاي عاقل في مثل هذه الظروف الشائكة ان يجعلها مطية للأمنيات الذاتية ولا رغبات التوجهات والولاءات الضيقة لان المسالة باتت شانا وطنيا مصيريا اكبر من كل الأشياء القابلة للتحولات التي قد تطرا على مفاهيم الانسان وتبدل نواميس الامور.
فليس من الحكمة اطلاقا ان نضيع الزمن والمداد وقبلهما اعتصار الذهن في الإنشغال بالكبفية التي خرج بها الفريق اول عبد الفتاح البرهان من مخبئه وانما المهم ان نقلب في مسالة التوقيت و مدلولاته و الخيارات الصعبة المطروحة امام الرجل القائد العسكري المواجه بمعارك بدأت تطعن في لحم كرامة جيشه الحي و تستهدف مواقع يعني سقوطها بالنسبة له انتحارا اكثر مرارة من الهزيمة نفسها.. كما انه بات ويشاطره قادة يقرأون خطوط كف الحذر بعقلانية وتوصلوا الى ان الحرب كلما استطالت امادها فانها تفت في عضد الجيش و تقلل من همة الجندي و تجعل من الحماس العاطفي الشعبي يضمحل في تعثر ظروف المعيشة وتضعضع امن المجتمع وغياب الدور الحكومي للإضطلاع بمهمة تحريك دولاب الدولة في اولوياتها الاهم.. وهذا يلقي على البرهان احمالا سياسية ثقيله و على كاهله السيادي بحكم الواقع الذي فرضه على الوطن وعلى نفسه بانقلاب ظنه سيكون موسى فاصبح عليه فرعونا تضاعفت تبعات كذبة اولوهيته عليه بعد ان تنصل عنه هامان الدعم السريع فادخلا البلاد في جحر الضب هذا الذي يحاول الحادبون على عدم التوغل فيه اكثر و جره عنه انقاذا للبلاد.. بينما يسعى اخرون الى اغراقه بالماء الاسن وهو وسط حلكته الموحشة!
وبهذا التشبيه نخلص الى ان البرهان امام الخيارات التي سيكون المخرج الافضل منها لا يقل ضيقا عن الاخىر ولكنه اقلها كلفة.
فما الذي سيختاره.. اهو مخرخ التفاوض الذي يتطلب تنازلات للغريم سعيا وراء ما يسمى بسلام اعداء الميدان.. ام سيختار حمل صفيحة البنزين مع مجاهدي الحركة الاسلامية و مختلف اطرافها المسلحة الذين حالفوه على ( البل والجغم) للخلاص حرقا لاخر جندي من فصيلهم الذي صنعوه تماثلا من العجوة فاكتشفوا عند نية الغداء به قبل ان يتعشى بهم انه اكثر سما وفتكا بمشروعهم من ثورة ابريل و مرارة في حلوقهم التي لا زالت تتزدرد تعطشاللعودة من خلف بندقية الجيش وتسترا بزيه المموه!
مع ملاحظة ان الجهة التي اسرت بالبرهان فجرا من قاعدة وادي سيدنا الجوية لم يرتبوا خروجه عبر عطبرة لينتهي الى ترؤس حكومته التي تتنفس صناعيا في حضانة الاطفال الخدج في بورتسودان.. ولكنها تخطط لاخذه جوا الى ما هو ابعد من سواحل البحر الاحمر!

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى