المنطقة النموذجية للتعاون الاقتصادي والتجاري المحلي بين الصين ومنظمة شانغهاي للتعاون تتطلع إلى تعزيز التعاون مع السعودية
الاحساء
زهير بن جمعه الغزال
أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ في يونيو سنة 2018 وخلال الاجتماع الـ 18 لمجلس رؤساء دول منظمة شانغهاي للتعاون أن: “الحكومة الصينية تدعم بناء منطقة نموذجية للتعاون الاقتصادي والتجاري الملحي بين الصين ومنظمة شانغهاي للتعاون في مدينة تشينغداو بمقاطعة شانغدونغ في الصين”. وقد عملت المنطقة باستمرار على تعزيز سمات المنافع العامة الدولية وإبرازها وتطوير الخدمات اللوجستية الدولية، والتجارة الحديثة والاستثمار ثنائي الاتجاهات وتعزيز التبادلات التجارية والسياحية والثقافية. هذا بالإضافة إلى تأسيس معهد الاقتصاد والتجارة بين الصين ودول منظمة شانغهاي للتعاون وتسريع إنشاء منصة جديدة للتعاون الدولي في إطار “الحزام والطريق”.
وباعتبارها المنطقة النموذجية الوحيدة للتعاون الاقتصادي والتجاري المحلي في الصين ودول منظمة شانغهاي للتعاون، تعمل المنطقة النموذجية على توسيع “دائرة أصدقاءها” من الدول العربية بشكل فعال وبناء منصة للانفتاح على العالم الخارجي. وقد أصبحت على نحو متزايد أداة مهمة لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري في الصين والتبادلات والتعاون الاقتصادي والتجاري والشعبي بين منظمة شانغهاي للتعاون والدول العربية. وفي سبتمبر 2022 تم افتتاح منطقة عرض العناصر الوطنية للملكة العربية السعودية رسميا في مركز لؤلؤة منظمة شانغهاي للتعاون الدولي للمعارض في مدينة تشينغداو، وهو جناح يركز على عرض مشاهد الحياة والعناصر المميزة مثل التاريخ والثقافة والفن والعادات الشعبية وما إلى ذلك، ويستخدم تقنيات الرقمنة والإضاءة لعرض ثراء الدول العربية في العادات الإنسانية الواقعية، ويتم عرض وبيع المنتجات المميزة به، مما يجعله منصة تعاون للعرض والتواصل والتفاعلات المتنوعة. كما تتواصل المنطقة التجريبية لمنظمة شانغهاي للتعاون بشكل فعال مع الشركات السعودية الرائدة مثل مجموعة عجلان وإخوانه القابضة لتعزيز التعاون الاستثماري في مجال الابتكار العلمي والتكنولوجي، ومساعدة شركات الابتكار العلمي والتكنولوجي المحلية على “الانطلاق إلى العالمية” وتوسيع أعمالها لتشمل العالم والشرق الأوسط ممثلة في سوق المملكة العربية السعودية.
ويستعد وفد من المنطقة النموذجية لمنظمة شانغهاي للتعاون يضمن أمين عام لجنة العمل الحزبية ونائب أمين عام اللجنة الإدارية الدائمة في المنطقة لي قانغ، يستعد لزيارة المملكة العربية السعودية في الـ 8 من نوفمبر 2023 ويضم الوفد كذلك مجموعة تشينغداو للطاقة ومجموعة موانئ شانغدونغ، وستقوم الشركات ذات الوزن الثقيل من هذه المقاطعة ذات الاقتصاد المتقدم في شرق الصين بالاطلاع على بيئة الأعمال وسياسات الاستثمار في المملكة العربية السعودية، وستعقد فعاليات للتبادل لتعزيز التعاون الوثيق بين المنطقة النموذجية لمنظمة شانغهاي للتعاون والمؤسسات السعودية ذات الصلة.
الربط البيني يساعد على بناء قناة لوجستية دولية
هناك 21 خط قطار شحن يربط الصين بدول وسط آسيا وأروبا، كما أن هذه الخطوط تربط 54 مدينة بدول منظمة شانغهاي للتعاون مع 23 دولة واقعة على طول “الحزام والطريق”. كما تم فتح 42 طريق شحن بحري إلى دول منظمة شانغهاي للتعاون و203 مسارا منتظما و145 ميناء للشحن الجوي على الصعيدين المحلي والدولي.
وتمثل هذه المنطقة هي قناة كبيرة تربط العالم، ومنذ بدء عملية التشييد استغلت هذه المنطقة المجال كاملا لمزايا ربط الموانئ الأربعة “البحرية والبرية والجوية والسكك الحديدية” ببعضها البعض من أجل بناء ميناء محوري دولي لمنظمة شانغهاي للتعاون وحصلت على رمز الميناء الدولي “CNJZH” الذي وافقت عليه الأمم المتحدة، وبنت قناة لوجستية متعددة الوسائط تربط اليابان وكوريا الجنوبية في الشرق، ومنغوليا وروسيا في الشمال، ودول الآسيان في الجنوب، والدول المشاركة في بناء “الحزام والطريق” في الغرب، وتعزيز الخدمات اللوجستية والتجارة السلسة بين دول المنظمة، وتسريع التنمية في دول منظمة شانغهاي للتعاون لجعلها بوابة للأسواق الآسيوية ودول المحيط الهادئ.
بناء هذه المنصة يجعلها محركا رئيسيا للتعاون الاقتصادي والتجاري
وبالتركيز على حل نقاط الضعف في التعاون التجاري والاستثماري بين دول منظمة شانغهاي للتعاون، فإن المنطقة التجريبية قامت بشكل مبتكر ببناء منصة خدمة محلية شاملة للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ومنظمة شانغهاي للتعاون، (المشار إليها فيما يلي باسم “منصة الخدمات الاقتصادية والتجارية الشاملة لمنظمة شانغهاي للتعاون”)، وبورصة تشينغداو الدولية للطاقة، وقاعدة خدمات متكاملة للتجارة الإلكترونية على طريق الحرير، وذلك من أجل التحسين المستمر لمستوى الاستثمار الدولي وتسهيل التعاون التجاري.
وقد سرّعت منصة الخدمات الاقتصادية والتجارية الشاملة لمنظمة شانغهاي للتعاون من توسيع “خطة الصين” للانفتاح أكثر على العالم، كما جلبت فرصا جديدة للتنمية الرقمية في المملكة العربية السعودية. وباعتبارها أول منصة في مجال الخدمات الاقتصادية والتجارية الشاملة بين الصين ودول منظمة شانغهاي للتعاون، فهي توفر للمستخدمين خدمات شاملة وسلسلة للغاية تدمج “التجارة + التخليص الجمركي + الخدمات اللوجستية + التمويل”، وقد انضم إليها ما يقرب من 6 آلاف شركة محلية وأجنبية من خلال التسجيل عبر الإنترنت.