رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير.. أسامة صالح

الرياضة

البرغوث المرعب يعود: ميسي يهز عرش مدريد وبرشلونة يستعد لاستقبال ملكه

ملكه" "عودة الأسطورة: ميسي يلوح بالرجوع إلى برشلونة وريال مدريد يتحسب للكابوس

IMG 20250510 WA0016

IMG 20250510 WA0016

IMG 20250510 WA00161

بقلم : معاوية أبوالريش
في خبر زلزل ملاعب كرة القدم الإسبانية وأعاد رسم المشهد الكروي الأوروبي من جديد، ألمح النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي إلى عودته المرتقبة إلى بيته الأول، نادي برشلونة، المكان الذي صنع فيه أسطورته وسحره على مدى عقدين كاملين من الإبداع والتألق.
عبر تصريحات خاطفة تناقلتها منصات التواصل الاجتماعي بسرعة البرق، كشف البرغوث الأرجنتيني عن حنينه العميق وشوقه للعودة إلى حضن برشلونة، مؤكداً أن المال لا يشكل هاجساً بالنسبة له، وأن رغبته الحقيقية تكمن في إنهاء مسيرته الكروية في نفس المكان الذي بدأ فيه رحلته نحو العالمية والمجد.
“برشلونة هو بيتي الحقيقي، وأرغب في ختام مشواري هناك حيث بدأت كل شيء. المال ليس هدفي، بل أريد أن أقدم كل ما أملك للنادي الذي منحني كل شيء وصنع مني ما أنا عليه اليوم”، هكذا عبّر ميسي عن مشاعره، في كلمات أشعلت حماس الجماهير الكتالونية وبثت الرعب في قلوب منافسيهم.
تكمن دوافع ميسي للعودة إلى كامب نو في مزيج من المشاعر والطموحات. فالشعور بالانتماء إلى النادي الذي احتضنه منذ طفولته يمثل الدافع الأقوى، يضاف إلى ذلك رغبته الصادقة في نقل خبراته الثمينة إلى الجيل الجديد من مواهب لاماسيا المتألقة أمثال لامين يامال وفيرمين لوبيز وكوبارسي، ليصبح بمثابة المعلم والقدوة لهم في رحلتهم الكروية.
كما يحدوه الأمل في إعادة برشلونة إلى منصات التتويج الأوروبية والفوز مجدداً بلقب دوري أبطال أوروبا، تلك البطولة التي غابت عن خزائن النادي الكتالوني منذ عام ٢٠١٥، آخر مرة رفعها ميسي مع البارسا. وبالطبع، لا يمكن إغفال حنينه العميق لأجواء المدرجات الكتالونية الصاخبة التي طالما تغنت باسمه وساندته في كل خطوة.
ستحمل عودة ميسي المحتملة منافع جمة للنادي الكتالوني على مختلف الأصعدة. فعلى المستوى المعنوي، ستبث عودته الثقة من جديد في نفوس اللاعبين والجماهير بعد فترة عصيبة عانى منها النادي. أما على صعيد تطوير المواهب، فسيمثل وجود قائد بحجم وخبرة ميسي نقلة نوعية في مسيرة لاعبي لاماسيا الشباب، مما سيسهم في صقل مهاراتهم وتسريع نضجهم الكروي.
تسويقياً، ستضخ عودة البرغوث دماءً جديدة في شرايين النادي من خلال زيادة الإيرادات من مبيعات القمصان وعقود الرعاية، مما سيساعد في تخفيف الأزمة المالية التي يعاني منها برشلونة. وفنياً، سيتحول البارسا مجدداً إلى قوة ضاربة ومنافس شرس على جميع البطولات محلياً وقارياً.
في المقابل، أثارت تصريحات ميسي موجة من الهلع والقلق في أروقة سانتياغو برنابيو، معقل ريال مدريد. فذكريات الهزائم المتتالية التي ألحقها البرغوث بالفريق الملكي ما زالت عالقة في أذهان الجميع، خاصة مع الأرقام القياسية التي سجلها ميسي في مباريات الكلاسيكو والتي لم يقترب منها أي لاعب آخر حتى الآن.
تشير بعض التقارير إلى أن مدافعي الريال الحاليين بدأوا يشعرون بالتوتر من إمكانية مواجهة ميسي مجدداً، لا سيما مع رحيل القائد سيرجيو راموس الذي كان من أبرز المدافعين القادرين على التصدي لسحر البرغوث في أوقات تألقه.
ومع ذلك، فإن عودة ميسي إلى برشلونة تصطدم بجملة من التحديات والعقبات. فالوضع المالي المتأزم للنادي الكتالوني قد يمثل عائقاً أمام إتمام الصفقة رغم استعداد ميسي للتنازل عن جزء كبير من راتبه. كما أن عامل السن قد يطرح تساؤلات حول قدرة اللاعب على مجاراة إيقاع المباريات المكثف في الدوري الإسباني بعد بلوغه السابعة والثلاثين من العمر.
يضاف إلى ذلك ضرورة بناء مشروع رياضي طموح يضمن توفير فريق متكامل حول ميسي يستطيع المنافسة على جميع الأصعدة، وهو تحدٍ آخر يواجه إدارة برشلونة في ظل الظروف الراهنة.
يجمع خبراء وأكاديميو كرة القدم على أن عودة ميسي ستمثل ضربة معلم لبرشلونة من مختلف النواحي. فتشافي هيرنانديز، مدرب برشلونة السابق وزميل ميسي السابق، لا يخفي حماسه لهذه العودة المحتملة: “أبواب برشلونة ستظل مفتوحة دائماً لليو، فهو أسطورة النادي وتاريخه الحي. عودته ستكون إضافة هائلة للفريق وللاعبين الشباب”.
ومن جهته، يبدو المحامي لابورتا، رئيس النادي الكتالوني، متفائلاً بإمكانية إعادة البرغوث إلى معقله القديم: “نحن نعمل بهدوء، وأحلم دائماً بعودة ليو. إنه جزء من تاريخنا ومستقبلنا أيضاً”.
تبقى عودة ميسي إلى برشلونة مسألة وقت ومفاوضات ومصالح متشابكة. لكن المؤكد أن الرغبة متبادلة بين الطرفين، وأن الجماهير الكتالونية تترقب بشغف لحظة رؤية نجمها المحبوب يرتدي القميص البرشلوني مرة أخرى، ويعيد إحياء الأيام الذهبية في ملعب كامب نو.
وسواء تحققت هذه العودة أم لم تتحقق، فإن مجرد تلويح ميسي بإمكانية العودة قد أعاد الأمل إلى قلوب محبي برشلونة، وأيقظ المخاوف في نفوس منافسيهم، وخاصة ريال مدريد الذي عانى الأمرّين من سحر وعبقرية البرغوث الأرجنتيني.
وهكذا، بين أحلام البارسا ومخاوف الميرينغي، تقف كرة القدم الإسبانية على أعتاب فصل جديد من ملحمة ليونيل ميسي، الأسطورة التي يبدو أنها لم تكتب سطورها الأخيرة بعد في سماء الليغا.

زر الذهاب إلى الأعلى