د. أماني الطويل : “تقدم” انخرطت في مسائل خلافية لم يكن جديراً مناقشتها في هذه المرحلة
قالت مستشارة مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، د. أماني الطويل لـ(السوداني)، إنّ الإيقاد لا تزال قادرة على ممارسة نوع من الرشد السياسي والضغط من خلال دعم دولي ــ خاصة واشنطن على طرفي الصراع في السودان؛ ودفعهما نحو منصة التفاوض بالتنسيق مع منبر “جدة”، شريطة أن يكون لها مشروع سياسي يختلف عن الذي تطرحه تنسيقية القوى المدنية “تقدم”.
وفي وقت سابق، وافق رئيس مجلس السيادة، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، على توصية قمة الإيقاد للقاء قائد قوات الدعم السريع المتمردة حميدتي، لكن قادة المنظمة اعتذروا بعد اكتمال ترتيبات اللقاء لسبب “فني” منع حميدتي من حضور اللقاء.
ورأت الطويل، ضرورة التنسيق بين منبر جدة والإيقاد، وذلك لأهمية
البعد العربي في الأزمة السودانية، وأضافت أن منبر جدة تمكن من تحقيق بعض الإنجازات في هذا الملف، في وقت لم تتمكّن الإيقاد من جمع طرفي الحرب البرهان وحميدتي، فضلاً أنّ الإيقاد لم تكن “بالكفاءة لأن تصون كرامة القوات المسلحة السودانية وتم استخدامها من جانب حميدتي ومن جانب أطراف سياسية أخرى”.
ولفتت الطويل إلى أنّ قوى تنسيقية “تقدم” انخرطت في مسائل خلافية، لم يكن جديراً مناقشتها في هذه المرحلة “الحساسة” وهي قضايا تعنى في حقيقة الأمر “عدم وقف الحرب” وتعطي مؤشراً أيضاً للأسف بأن “تقدم” لا تملك أدوات الحياد بين طرفي الصراع.
ووقّع الثلاثاء في العاصمة الإثيوبية إعلاناً سياسياً مع د. عبد الله حمدوك الذي سبق له تولي رئاسة الوزراء في السودان قبل أن يطيحه انقلاب عسكري قاده البرهان وحميدتي في أكتوبر2021.
ودعت الطويل إلى تطوير رؤية تقدم وتطوير أدائها حتى يكون فعلاً وقولاً، وبالتالي الوصول إلى منصة التفاوض من خلال مشروع سياسي بعيداً عن الاتفاق الإطاري، وبعيداً عن مشروع إقصاء أي مشروع سياسي لأي أطراف سياسية أخرى.
وأضافت: “إذا حدث ذلك، أظن سوف تكون منصة مناسبة في هذه المرحلة الدقيقة، وإلا أصبحنا في تفاعلات حرب أهلية”.
وأعلن البرهان، الجمعة رفضه الاتفاق الموقع بين القوى المدنية وقوات الدعم السريع. وقال “نقول للسياسيين الذين وقعوا اتفاقاً مع الدعم السريع ــ أنتم مخطئون ــ اتفقتم مع جهة متمردة ومع جهة نعتبرها خارجة عن القانون، والعالم يعدها جماعة إرهابية.. تريدون أن تأتوا بهم إلينا من جديد عبر الاتفاق المبرم معهم، بالنسبة لنا هذا أمر غير مقبول ولن نلقي له بالاً”.
وحذّرت الطويل من المقاومة الشعبية، وقالت: “مع احترامي لفكرتها لكنها لا تملك في حقيقة الأمر سنداً حقيقياً من الجيش، بسبب تقاصر قدراته لدعمها، ما يدفعها للبحث عن داعمين لها، ما يفتح المجال لتدخل خارجي كل يدعم مناصريه.. وقتها يصبح المشهد السوداني أشبه بالسيناريو السوري الدامي المستمر منذ عدة سنوات، وهو قطعاً ليست في مصلحة السودانيين”.
وتمنت مستشارة مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجي؛ أن تمتلك النخب السودانية من القدرة والرشد والحكمة حتى يتجنب السودان هذا المأزق. مضيفة أن التحريض على المقاومة الشعبية غير صحيح، وفي المقابل ــ عدم الحياد بين طرفي الصراع غير صحيح ويزيد من “التهاب الموقف”.