هل شهدت قوات الدعم السريع انشقاقات؟
استغلّت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، الأخبار عن تحقيق القوات المسلحة في السودان لانتصارات حاسمة على قوات الدعم السريع، للترويج لبيان منسوب لعسكريين وقياديين من الدعم السريع، وأعلنوا من خلاله انشقاقهم وتكوين ما يُعرف بـ “الأشاوس الأحرار”.
وفي البيان المزعوم الذي حمل اسم “نداء السلام”، اعتذر هؤلاء من الشعب السوداني عمّا لحق بالبلاد من خراب في الممتلكات والأرواح.
كما تضمّن البيان خبرًا عن فقدان قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي”، زاعمًا أنّ غالبية قوات الدعم السريع فرّت وحلّت محلها قوات من تشاد وإثيوبيا وإفريقيا الوسطى.
وأعلن الموقّعون على البيان استعداد قواتهم للاندماج ضمن صفوف الجيش السوداني. وذُيّل البيان بتوقيع الناطق الرسمي باسم “الأشاوس الأحرار” الناير إسماعيل حرّان.
وبالبحث عن الحقيقة، تبيّن أنّ البيان زائف، إذ لم تُعلن أي مجموعات من عناصر الدعم السريع انشقاقها، أو تقدّم اعتذارها للشعب السوداني.
وبنظرة أولية على البيان المتداول، يتبيّن أنّه مفبرك ومعدّل من بيانات قديمة للدعم السريع. كما أنّه مذيّل باسم مجهول هو الناير اسماعيل حران وبدون توقيع.
ونُشر البيان على صفحة يُتابعها بضع مئات أنشِئت في 18 فبراير/ شباط الحالي، وتحمل اسم “الأشاوس الأحرار” قبل أن تُشارك هذا البيان في اليوم نفسه. وأتبعت ذلك بالإعلان عن نشر مقطع مصور قريبًا لقواتهم.
كما شاركت منشورًا آخر كتبت من خلاله “مرحبا بكل العائدين لحضن الوطن”.
بالتزامن مع انتشار هذا البيان، أعلن الحساب الرسمي للدعم السريع عن انضمام قبيلة التاما لقوات الدعم السريع.
يُذكر أنّ فترة الصراع العسكري بين الجانبين، شهدت حركة من الانشقاقات المتبادلة التي ظلَّت تتصاعد بين الطرفين، مع تصاعد وتيرة الحرب التي اشتعلت في منتصف أبريل/ نيسان من العام الماضي.