شكرالله خلف الله: أتمنى إلا تكون مكتبتي الإذاعة والتلفزيون تعرضوا للخراب
عبر المخرج شكر الله خلف الله، عبر عن أمله أن تقف الحرب ويعود الجميع أقوى وأفضل ويتجاوز الشعب السوداني هذه المحنة، وأن يتعافى الوطن من هذا الألم والجراح الذي تعرض له جراء الحرب الدائرة الآن بين الجيش السودان وقوات الدعم السريع.
ووجه شكر الله نداءً واسعاً عبر حديثه لـ”راديو دبنقا” لإبعاد المؤسسات القومية “الإذاعة والتلفزيون والمسرح القومي وماجاورهم”، من العراك السياسي، لتكون ملكًا لكل الشعب السوداني مثلها مثل المتحف الحربي والقومي. وقال: بمناسبة استعادة الجيش لسيطرته على مبنى الإذاعة والتلفزيون في امدرمان، لابد من النظر إلى أن يتكامل المواطنين على الشق المدني والعسكري وأن يفكروا في أن هدفنا وفهمنا في المؤسسات القومية أنها تكون موجودة ومحفوظة لتكون ملك للجميع.
وقال: “يجب أن نراجع أنفسنا للخروج من هذا الدرس بقبول بعضنا البعض، لأن السودان دولة عظيمة تسع الجميع ويجب النظر للتنوع الذي يذخر به السودان”. وتابع: إذا اعتبرتوني أحد الذين تربوا في الحيشان الثلاثة، المسرح والإذاعة والتلفزيون، لابد من تحكيم صوت العقل بالوقوف مع الشرعية التي تمثل الأمان، ولابد من التفكير للانتماء للجيش الواحد المهني بغض النظر عن تقاطعات السياسة.
الدولة والمجتمع:
وأعتبر شكر الله أن الإذاعة والتلفزيون يمثلان حال الدولة والمجتمع وهما ساهما في بناء كل الوعاء الوجداني القومي، الذي ضم كل أهل السودان من الشمال والجنوب، الشرق والغرب، هما من جمعا هذا الوجدان أكثر من أهل السياسة، بمعنى أن الفنان هو من يجمع الناس حوله وقد عملا على توحيد وجدان أهل السودان ونجحا في ذلك نوعًا ما.
الدولة هي التي تنفق على هذا الجهاز وبالتالي الهيئة تمثل حال السلطة القائمة إذا كانت شمولية أو ديمقراطية، وهذا الأمر يظهر في مناهج الأخبار والشؤون السياسية، لذلك فهي متقلبة دائمًا، بينما أهل الفنون والدراما ليسو لصيقين بالمستوى المتقارب من الساسة، لكن العاملين في قسم الأخبار والشؤون السياسية يتحدثون بلسان حال الدولة الحاكمة، شمولية أو ديمقراطية. مشيرًا إلى أن كثير من الظلم يقع على عاتق المبدعين في الحيشان الثلاثة، لانهم يعملون في ظروف مقعدة جدًا.
الايدي على القلوب خوفًا على المكتبة:
وحول المخاوف من أن ينال الخراب والإتلاف مكتبة وأرشيف الإذاعة والتلفزيون عبر شكر الله في حديثه لـ”راديو دبنقا”عن قلقه الزائد، وقال أنهم متواجدين خلال فترة الحرب في أمدرمان لكننا نصبح ونمسى ونتمنى الا يطال الخراب مكتبتي الإذاعة والتلفزيون لأنهما جزء من تاريخ ووجدان الشعب السوداني، هذا الشعور ينتاب كل من عمل في هذه الهيئة
لقاء العملاقين:
وقال إنَّ كثيرين غيره قدموا أعمال عظيمة وأنا اعتز شخصيا بسهرة قمت بإعدادها وإخراجها في اليوبيل الذهبي للتلفزيون القومي، جمعت العملاقين الراحلين محمد وردي ومحمد الأمين مع البروفسير علي شمو والإعلامي الطيب عبد الماجد، ظللت لفترة 6 أشهر أجري اتصالات بين الطرفين لإقناعهما للظهور في سهرة واحدة، وهذا ما لم يحدث في تاريخ التلفزيون منذ تأسيسه في العام 1962، وبدأت في التفكير في اقتناص فرصة الاحتفال باليوبيل الذهبي في جمع الاستاذين وردي ومحمد الأمين، في لقاء الذهب في العام 2012
وذكر المخرج التلفزيوني شكر الله خلف الله، من الأشياء العظيمة التي أحس بأني قمت بها،هي إعادة اكتشافي للأستاذ الراحل السر قدور، الذي لم يكن لديه تاريخ باللون ” الأبيض والأسود” في التلفزيون السوداني، وق قمت بتسجيل حلقة لأول ظهور له في القاهرة مع الاستاذ الراحل عبد الرحمن الأبنودي.
وأضاف: “كذلك انتجت وأخرجت مسلسل تلفزيوني بعنوان ” مهمة 56″ يتناول موضوع الهوية السودانية من أجل إنجاحه بعت كل ما أملك، لسد نفقات الانتاج، وقد شارك في هذا العمل الدرامي، الراحل جعفر سعيد، عبد الرحيم قرني وعبدا لرحمن الشبلي، ناهد سعيد. وغيري كثيرين من الزملاء يساورهم نفس الشعور.
نحن خلال الحرب وأثناء تواجدنا في أمدرمان نصبح ونمسى بحزن عالي جدًا ونتمنى أن لايطال الخراب مكتبتي الإذاعة والتلفزيون، لأنهن تاريخ ووجدان الشعب السوداني، وهذا الشعور ينتاب كل من عمل في هذه الهيئة والقابضين على جمر المهنية وكلما التقينا مع بعضنا البعض كزملاء نتباكى على هاتين المكتبتين وأن لايطالهما الخراب، لانتباكى على ما فقدناه في منازلنا، لانتحدث على تفاصيل حياتنا الخاصة دائماً نظرتنا على هذا الأرشيف التاريخي.