*وداعا الفريق مهدى بابو نمر* *رجل الأصالة والمعاصرة*، *العسكرى الاحترافى*
رحل من دنيانا، الفريق أول، مهدى بابو نمر،بالخرطوم،٢١ أبريل ٢٠٢٤م . قال تعالى ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ )
الفريق مهدى بابو نمر،
الضابط المحترف،والمحارب المغوار ،،حتى وصل رتبة الفريق اول،ورئيس هيئة أركان الجيش السودانى ،فى عهد الديمقراطية الثالثة ١٩٨٥م،له أوراق و دراسات وبحوث ،عسكرية، ساهمت فى تشكيل،أكاديمية العلوم العسكرية السودانية،كان ضابطا مهنيا،يرفض زج الجيش فى السياسة والمحاور الأيدولوجية، كان مستقلا،ويطالب دوما بحماية دستور البلاد والتداول السلمى للسلطة، وحماية الديمقراطية ، رافضا المحاولات والمغامرات الانقلابية،ففى ٣٠ يونيو عام ١٩٨٩،استهدف منزله فى الخرطوم بالقيادة العامة ،بالرصاص.
عمل الفريق مهدى بابو بأغلب الوحدات العسكرية وطاف كل ربوع بلادى ،جنوب السودان ودارفور وشرق السودان وغيرها، التاريخ العسكرى السودانى وثق لشرفاء واحترافية وشجاعة ضباط بلادى منهم الفريق مهدى بابو والفريق عبد الماجد حامد خليل والفريق طيار خالد الزين على والفريق محمد عثمان كرار والفريق عبدالقادر الكدرو والفريق ابوكدوك والفريق حسن بشير واللواء عثمان بلول واللواء محمد نور سعد والعميد سعد بحر والمقدم بشير عامر ابو ديك وغيرهم، من كواكب بلادى من العسكريين .. كما تدرب وزار الفريق مهدى بابو كثير من الدول العربية و والآسيوية والافريقية، كما عمل وزيرا اتحاديا للصحة وامينا لمجلس الصداقة الشعبية السودانية الليبية وشارك فى عدد من الدورات البرلمانية. .
التقى ،بكثير من رؤساء الدول ،منهم المشير جعفر نميرى والرئيس المصرى حسنى مبارك والرئيس الليبى معمر القذافى، و الرئيس العراقى الشهيد المهيب ،الركن ، صدام حسين المجيد حيث اهداه مسدسا خاصا،ظل يفخر به وقتما التقيناه.
كثير من القادة السياسيين ،يكنون للفريق مهدى ، احتراما خاصا منهم الامام الصادق المهدى والمفكر بدرالدين مدثر، و المحامى على محمود حسنين وغيرهم.
*شخصيته الفذة*
تتكون شخصية الفريق مهدى بابو نمر ، من خليط ،من الأصالة والمعاصرة،
فهو رجل مثقف ،ومطلع على المدارس الفكرية والسياسية،،ومتابع المنتوج الثقافى الآداب والفنون،ويهتم بقراءة الشعر ، ويهتم بالتوثيق، فكثيرا يوثق مخاطباته فى نقاط مكتوبة.
هو رجل اجتماعى ومتواضع،ظل منزله، مفتوحا لأهله ولجميع أبناء شعبه،من المدنيين والعسكريين كما.يشارك الناس فى مناسباتهم الاجتماعية،وظل يشكل حضورا فى افراحنا واحزاننا،
كيف لا وهو ابن الناظر بابو نمر على الجلة،ناظر قبيلة المسيرية التاريخى بيت ومستودع الحكمة وجراب الراى،
الرجل الذى رفع رايات الاستقلال الوطنى عام ١٩٥٦م، فى الجمعية التأسيسية، وكان ضمن وفد السودان الذى زار بريطانيا ،مطالبا باستقلال بلادة والتحرر من المستعمر.
كما ظل الفريق مهدى بابو مدافعا عن حقوق مواطنى ابيى، داعيا لحل أزمتها سلميا بين مكونات المنطقة،القبلية الاجتماعية .،ومطالبا شركات البترول أن تتقيد بالمعايير الدولية لصناعة البترول ومراعاة واقع المنطقة الايكولوجى، وضرورة تقديم الخدمات والتنمية لمناطق البترول والتعدين.
كما معروف أن الفريق مهدى بابو نمر *من مناصرى القضية* *الفلسطينية*،مدافعا عن تحريرها من البحر إلى النهر ،كان دوما مرددا مقولة البطل القومى جمال عبدالناصر،
ما أخذ بالقوة، لا يسترد إلا بالقوة،
رافضا ،التطبيع و التسويات مع الكيان الصهيونى .
*كما ظل رافضا خيار الحرب* التى دارت فى السودان يوم ١٥ أبريل ٢٠٢٣م،مطالبا بوقفها،من خلال الحوار والتفاوض،مؤكدا أن طريق الحروب يدمر البلاد ويفتت وحدتها،مناشدا طرفى النزاع،بتفويت الفرصة،على أعداء الوطن والمحافظة على سيادة واستقلال الوطن.
كان الفريق مهدى بابو رمزا للكرم والتضحية لأهله ولمعارفه فضحى بممتلكاته من أجل الناس وكأنه يردد قول الشاعر :
أحمد بن جعفر البرمكي :
أنفِقْ ولا تخشَ إِقلالا فقد قُسمت
بينَ العبادِ مع الآجالَ أرزاقُ
لا ينفعُ البخلُ مع د نيا مولية
ولا يضرُ مع الإقبالِ إِنفاقُ.
وداعا الرجل الباذخ ابن السودان وكردفان والمجلد،
برحيلك فقدت البلاد احد رموزها التاريخيين.
العزاء،لابناءه، وآل الناظر بابو نمر وآل الناظر علي نمر وآل الجله وكل الاهل ،والقوات المسلحة السودانية.