قراءات حول زيارة نائب وزير الخارجية الروسي للسودان.
تقرير – أشرف عبد العزيز
خلفت زيارة نائب وزير الخارجية ومبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وأفريقيا ميخائيل بوغدانوف، إلى بورتسودان على رأس وفد من وزارتي الخارجية والدفاع والتي استمرت ليومين خلفت علامات استفهام عدة، فالزيارة جاءت في أعقاب مشاركة مدير جهاز المخابرات السوداني أحمد إبراهيم علي مفضل في الاجتماع الدولي الثاني عشر للممثلين رفيعي المستوى المسؤولين عن القضايا الأمنية بموسكو، وبعد اعتماد السفير ميكولا ناهورني سفيراً لأوكرانيا لدى السودان الأسبوع المنصرم فضلاً عن إعلان ميخائيل بوغدانوف دعم بلاده لسيادة السودان ووحدته والشرعية القائمة فيها ــ في إشارة إلى مجلس السيادة ــ معتبراً زيارة الوفد الحالية تعبيراً عن هذا الموقف. كما اكد رفض روسيا التدخلات الأجنبية في السودان ومخططات تمزيقه، حسب تعبيره، بالإضافة إلى الاهتمام الروسي الواضح بالمعادن والتنقيب عن الذهب والذي اتضح من خلال الحرص على مقابلة الوفد الزائر لوزارة المعادن.
فرقعة إعلامية
وقال دبلوماسي مخضرم لراديو دبنقا معلقاً زيارة نائب وزير الخارجية الروسي ” كلما هرعت السلطة الانقلابية شرقاً كلما اشتد عليها الخناق والعزلة الدولية والإقليمية غرباً في ظل القطيعة بين الغرب وروسيا على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا” وأضاف “روسيا ليس لها ما تقدمه للسودان في ظل الظروف الراهنة وموقفها المعلن من الحرب في السودان يتماشى ومواقف الدول الغربية والأفريقية الداعية لإيقاف الحرب ومؤيد لكافة المبادرات الهادفة لحل النزاع سلمياً بما فيها منبر الايقاد ومنبر جده، وأوضح السفير الصادق المقلي “أن الموقف الروسي سيظل على ما هو عليه، لقد رأينا كيف مررت روسيا أول قرار لمجلس الأمن بالرقم 2724 حول الحـ.رب في السودان والقرار 2725 الخاص بتمديد العقوبات الخاصة بحظر إمداد السلاح في دارفور ولم تستعمل حق (الفيتو) .
إطالة أمد الحـ.رب
يرى المدير التنفيذي لمنظمة فكرة للبحوث والدراسات د. أمجد فريد أن زيارة نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف والتي تزامنت لحد كبير مع قبول أوراق السفير الاوكراني في السودان توضح بجلاء عمق التدخلات الخارجية في حرب السودان مما يطيل أمد الحرب ويجعل السودان ساحة لتصفية الحسابات بين أطراف دولية لا علاقة له بها، وطالب فريد المجتمع الدولي باتخاذ اجراءات لوقف التدخل الخارجي في حرب السودان لصالح أي من طرفي النزاع مشدداً بأن استمرار التدخل الخارجي في الشأن السوداني يعني إطالة الحـ.رب.
علاقات عامة
وبالرغم من العلاقات الاوكرانية الجيدة مع السودان التي وصلت حد الاتهام بالتعاون العسكري وقتال أوكرانيين مع الجيش السواني يري السفير الصادق المقلي إنه ليس هناك علاقات جيدة بين السودان وأوكرانيا بخلاف منحة شحنة القمح التي قدمتها أوكرانيا السودان ضمن عدد من دول العالم الثالث بعيد الغزو الروسي لأوكرانيا ، وأضاف لكن يجب القول “إن مثل هذا التعاون بين أوكرانيا وغيرها من الدول الأفريقية لا شك يثير حفيظة روسيا في ظل تغلغلها وتكالبها نحو القارة السمراء بمخالب شركة فاغـ.نر”.
وقال المقلي “من هذا المنطلق جاءت زيارة المبعوث الروسي للسودان وفي اعتقادي ومع ذلك هي مجرد تمرين دبلوماسي وعلاقات عامة” وأضاف “لا يمكن الحديث عن تعزيز العلاقات الثنائية أو الاقتصادية أو الاستثمارية مع روسيا أو مع أي دولة أخرى في ظل هذه الحـ.رب الكارثة الإنسانية والأمنية والعزلة الدولية والإقليمية والقطيعة مع المؤسسات المالية الدولية متعددة الأطراف التي تتحكم بالضرورة في انسياب التبادل التجاري و المعاملات المصرفية على الصعيد العالمي.
راديو_دبنقا