تواصل إنهيار الجنية السوداني مقابل الدولار والعملات الأجنبية
تواجه العملة الوطنية في السودان انخفاضاً مستمراً في قيمتها مقابل الدولار الأمريكي منذ بداية شهر مايو الحالي، حيث تتقلب أسعار الصرف بشكل متكرر وقد تتغير حتى ثلاث مرات خلال يوم واحد.
يُرجع الاقتصاديون أسباب استمرار ارتفاع قيمة الدولار إلى تحويل الكثير من المستثمرين لأموالهم إلى خارج البلاد من خلال عملات أخرى خصوصا الدولار. وبشكل مواز، اعتمدت الحكومة على الأسواق غير النظامية لتأمين إمداداتها من العملة الاجنبية لشراء السلاح، المعدات العسكرية والمواد الأساسية. يُضاف إلى ذلك اللجوء إلى الاستيراد لسد العجز في موارد الوقود وتعويض نقص إنتاج القمح، وكذلك استيراد الديزل والبذور والأسمدة اللازمة للزراعة.
في إطار تنبؤات المستقبل، شدد عدد من الخبراء الاقتصاديين على عجز الهيئات الحكومية عن تطبيق إصلاحات نظراً للنزاعات الجارية، وأشاروا إلى أهمية تقديم دعم مالي كبير للمساعدات الإنسانية. وأكدوا على أن إيرادات تعدين الذهب في الشمال والشرق تشكل الركيزة المالية للبلاد، موضحين أن جزءاً كبيراً من هذه الإيرادات يُخصص لدعم الجهود الحربية وأن تكاليف النزاعات تسيطر على مقدار هائل من الموارد المالية.
منذ أزمة أبريل 2023، تعرض الجنيه السوداني لتراجع قيمته، مما أثر سلباً على البنية التحتية الاقتصادية للبلاد، وأدى إلى تذبذب القيمة الحقيقية للعملة. وقد انخفضت القوة الشرائية للجنيه إلى مستويات قياسية سواء في التعاملات الرسمية أو غير الرسمية.
سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه السوداني
مع بداية شهر مايو ، لوحظ ارتفاع ملحوظ وتدريجي في قيمة العملة الأمريكية مقارنة بالجنيه السوداني، وذلك استنادًا لما أوضحته جهات في القطاع المالي. تم تسجيل زيادة في نشاط وحيوية المعاملات المالية، الأمر الذي ساهم في ديناميكية تداول العملات الأجنبية في الأسواق المالية. هذا التطور ساعد في تقوية موقف الدولار الأمريكي وصعوده ليصل إلى مستوى جديد، بزيادة قيمتها 300 جنيه سوداني.
تشير التقارير الواردة من مصادر في القطاع المالي والتي اطلع عليها صحفي في موقع “السودان اليوم” إلى ارتفاع متواصل في أسعار الدولار مقابل الجنيه في الأسواق الموازية، مع بدء التعاملات يوم الثلاثاء. يجدر التنويه إلى أن السعر الذي وصلت إليه قيمة الدولار للبيع قد تخطى 1750 جنيهاً سودانياً، في حين وصل سعر الشراء إلى حدود 1730 جنيهاً سودانياً تقريباً.
تشير الأرقام الأخيرة إلى تراجع قيمة العملة الداخلية في السودان مقارنةً بالعملات الأجنبية، وخاصة العملات المعتمدة في التعاملات التجارية مع دول الخليج العربي. انخفضت قيمة الجنيه السوداني إلى حد يتساوى معه كل ريال سعودي بـ 461.33 جنيه سوداني، فيما انحفضت قيمته مقابل الدرهم الإماراتي حتى بلغت 471.38 جنيه، وبالنسبة للريال القطري فقد وصلت قيمته إلى 475.27 جنيه. تسبب هذه الانخفاضات في قيمة الجنيه السوداني ضغوطاً متزايدة على التجار وأصحاب الأعمال نتيجة التذبذبات الغير متوقعة في معدلات صرف العملات في السوق.
تشير المعلومات الحديثة حول سوق البنوك إلى تباين في أسعار تحويل الدولار الأمريكي بين البنوك المختلفة في السودان، حيث يتبع كل بنك خطة مالية متفردة به. وتحاول بعض البنوك جذب العملاء من خلال عرض أسعار تنافسية، في حين تهدف بنوك أخرى إلى جذب الانتباه بأسعار شراء جذابة لكسب رضا العملاء. ويؤدي هذا الاختلاف في استراتيجيات البنوك إلى حالة عدم استقرار في القطاع المصرفي، وكذلك إلى التأثير على مستوى الثقة لدى العملاء والمستثمرين.
حسب البيانات المالية المتوفرة، تباينت أسعار العملات الأجنبية تبايناً ملحوظاً، وشهدت العملة الأمريكية على وجه الخصوص تغييرات في قيمتها عبر مختلف البنوك في السودان. لاحظ في بنك الخرطوم أن الدولار الأمريكي قد بلغ سعر صرف يصل إلى حوالي 1255 جنيهاً، بينما وضع بنك أم درمان الوطني تقييماً أعلى له تجاوز الـ1260 جنيهاً. كما ارتفع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه في بنك فيصل الإسلامي إلى قيمة تقريبية مشابهة لـ1260 جنيهاً.
في الحالة الأولى التي تُعبر عن الانهيار الأخير، فسر وزير الاقتصاد في السودان، جبريل إبراهيم، أن الانخفاض الكبير في قيمة الجنيه السوداني مقارنةً بالدولار الأمريكي خلال فترة الاضطرابات جاء كأمر متوقع بسبب نقص المداخيل القادمة من الخارج. وأضاف أن هذا يعود أيضًا إلى زيادة الطلب على الدولار في ظل عدم كفاية العائدات المالية.
صرح جبريل لوكالة أخبار محلية معلقاً، “رغم مجهوداتنا المتواصلة والجادة لكبح جماح التراجع الذي نواجهه، لا يزال الطلب على الدولار قائماً ومستمراً، سواء لغرض استيراد السلع الأساسية والمواد الضرورية، أو من أجل سداد تكاليف العمليات العسكرية. من الجدير بالذكر أن من المتوقع أن تتأثر عملتنا المحلية بالانخفاض في قيمتها، وهذا ما تجربه الدول التي تعاني من النزاعات الحربية.”
حذر اقتصاديون من التداعيات السلبية المحتملة جراء استمرار انخفاض قيمة العملة المحلية، الجنيه السوداني، بالأخص بسبب زيادة قيمة الدولار الأمريكي الشرائية. هذه التحذيرات جاءت في أعقاب وصول سعر صرف الجنيه مقارنة بالدولار إلى مستويات قياسية غير مسبوقة، إذ وصل السعر في السوق الموازي إلى ذروة جديدة حيث بلغ 1750 جنيه مقابل كل دولار أمريكي.
أفاد المختصون بأن الجوانب الرئيسية السائدة في عمليات الاستيراد الحالية تتمحور حول جلب معدات عسكرية ومختلف فئات الأسلحة بجانب تخزين الذخائر والتجهيزات الحربية.
يوضح المختصون أن الدور الذي تؤديه السلطات الحكومية أساسي في ارتفاع قيمة الدولار مقارنةً بالعملة الوطنية خلال هذه الفترة، ويرجع ذلك لأهمية تأثيرها في عدم ضبط سوق التداول للدولار من خلال المسارات غير الرسمية.
يقول المتخصصون في الشؤون الاقتصادية أن التراجع في قيمة النقد السوداني يعود لعدة أسباب، منها استمرار النزاعات المسلحة في أنحاء متفرقة من البلاد لمدة تجاوزت العام. ويعزز هذه الحالة كذلك قرار البنك المركزي بإصدار كميات أكبر من النقود دون وجود احتياطي كافٍ من النقد الأجنبي. هذا بالإضافة إلى تناقص الأموال التي يحولها السودانيون القاطنون في الخارج، خاصة مع استمرار أفواج الهجرة. وفي ذلك السياق، خصصت الدولة نسبة كبيرة من ميزانية العام المالي 2024 لتعزيز قدراتها العسكرية ولتأمين التمويل الضروري لتجهيز الجيش.
اسعار العملات في السودان في السوق الموازي اليوم الثلاثاء 14\05\2024م الصباح
تنوية \ هذا الاسعار للمعلوماتية و سعر الدولار وبقية أسعار العملا يختلف من تاجر الى اخر بفارق بسيط لذا يرجى الانتباة والاسعار قابلة للتغيير
أسعار العملات | سعر الشراء (الصرف) | سعر البيع |
سعر الدولار | 1730.00 جنيها | 1750 جنيها |
الريال السعودي | 461.33 جنيها | 466.66 جنيها |
الدرهم الاماراتي | 471.38 جنيها | 476.83 جنيها |
سعر اليورو | 1860.21 جنيها | |
الجنيه الاسترليني | 2162.5 جنيها (غير متداول حاليا) | |
الجنية المصري | 36.79 جنيها (متباين يصل الى 40 ) | |
الدينار البحريني | 4552.63 جنيها | |
الريال القطري | 475.27 جنيها |