الدعم السريع يجتاح منطقتين بمحلية أبوزبد بولاية غرب كردفان
اجتاحت قوات الدعم السريع منطقتين في محلية أبوزبد بولاية غرب كردفان، الأحد، في هجوم واسع خلف 6 قتلى على الأقل وسط المدنيين، وجرح العشرات، مع حرق للأسواق والمنازل، مما أدى إلى تشريد عشرات العائلات.
وهي المرة الأولى التي تتوغل فيها قوات الدعم السريع نحو القرى والبلدات في ولاية غرب كردفان، بعد أن ظلت طيلة الفترة التي أعقب اندلاع الحرب متمركزة في محلية أبوزبد، وعلى طريق الأسفلت الرابط بين مدينتي الفولة والأبيض، وتمت هذه الهجمات على أساسي قبلي اثني، وفق ما نقله شهود لـ(عاين).
وبحسب الشهود، فإن قوة تتبع لقوات الدعم السريع مصحوبة بمسلحين قبليين، هاجمت منطقة “طيبة” الواقعة شمال غرب رئاسة محلية أبوزبد مطلع الأسبوع الجاري، وحرقت بعض الأحياء السكنية والسوق الرئيسي بالمنطقة بعد نهبه، وقتل 4 مواطنين وجرح العشرات، وبدأ سكان البلدة عمليات نزوح جماعية خشية تجدد الهجمات.
ونفذ مسلحون من قوات الدعم السريع هجوم مماثلاً أمس الأحد على حلة شريف غربي مدينة أبوزبد، ونتج عنه مقتل 2 من المواطنين، وإصابة آخرين بجروح.
واقع مأساوي
وتشهد ولاية غرب كردفان منذ أكثر من عام توترات بين مجموعتي “المسيرية” والحمر” الأهليتين، وصلت حد الاشتباكات المسلحة في أكثر من مرة، لكن دخول قوات الدعم السريع على خط الأزمة ومهاجمة منطقتي “طيبة” و”حلة شريف” التي تتمركز فيها مكونات اجتماعية تتبع إلى الحمر، ينذر بتحولات خطيرة في الصراع، حسب ما قاله قيادي أهلي لـ(عاين).
ويشير القيادي الأهلي الذي فضل عدم ذكر اسمه، إلى أن تدخلات قوات الدعم السريع في الصراعات الأهلية ووقوفها إلى جانب مكونات اجتماعية على حساب الأخرى، سيقود إلى واقع مأساوي شبيه بما حدث في مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور، والتي شهدت مجازر وتشريداً جماعياً للسكان.
وشدد على ضرورة أن تقف قوات الدعم السريع على مسافة واحدة من المكونات الاجتماعية في ولاية غرب كردفان، وأن تكف عن مهاجمة القرى على أساس قبلي جهوي، لأن ذلك سيوسع دائرة الفتنة والصراعات في المنطقة المضطربة أصلاً.
وينقل نشطاء في ولاية غرب كردفان أن مسلحي قوات الدعم السريع، توغلوا نحو المناطق الشمالية، والتي تتركز فيها مكونات الحمر وهم على ظهور درجات نارية، كما منعوا مكونات اجتماعية بعينها من ارتياد السوق الرئيسي في مدينة أبوزبد.
أوضاع سيئة
ويواجه النازحون بسبب هجمات قوات الدعم السريع في ولاية غرب كردفان أوضاعاً إنسانية سيئة، ولاتوجد أي تدخلات لإيوائهم، فهم يعيشون في العراء، وتتوقف حياتهم على جهود متواضعة يقوم بها السكان في المناطق الآمنة نسبياً.
ويقول أحمد عبد الله “اسم مستعار بطلب منه” في حديثه لـ(عاين) إن “مسلحي قوات الدعم السريع هاجمت بلدته طيبة، وأطلقت الرصاص على المواطنين في السوق المحلي، ومارست عمليات نهب واسع للممتلكات، إلى جانب حرق المنازل، في يوم عصيب”. الأمر الذي دفعه إلى أخذ عائلته ومغادرة المنطقة مع مئات الأسر إلى مناطق تشهد هدوءاً نسبياً.
ويضيف: “خرجنا بأنفسنا فقط، لقد تركنا كل شيء خلفنا، الأغنام والمؤن الغذائية من ذرة، وكل ما أدخرناه لمعاشنا، ونحن نعيش في العراء حالياً، وليس هناك أي جهة تساعدنا، وبالإضافة إلى ذلك نخشى أن يلاحقنا المسلحون”.
ويحتفظ الجيش بالسيطرة على عاصمة ولاية غرب كردفان الفولة وحقول النفط، ومدينتي بابنوسة والنهود، بينما تسيطر قوات الدعم السريع على الجزء الجنوبي من الولاية، مدينتي المجلد وأبوزبد، إلى جانب طريق الأسفلت الرابط بين الفولة – الأبيض. وتعاني المنطقة انشار واسعاً للسلاح وأعمال النهب المسلح.