باحث في قضايا الطفولة: فاقدي الرعاية الوالدية في تصاعد ونناشد بوقف الحـ.رب من أجل الأطفال
حذر الباحث في قضايا الطفولة، ياسر سليم، من أن أعداد الأطفال فاقدي الرعاية الوالدية في تصاعد مستمر بسبب الحـ.رب بحسب الدراسات، وطالب المجتمع المدني والمنظمات وكل المنظمات الإقليمية والدولية بالعمل على وقف الحـ.رب من أجل الأطفال، كما ناشد الأطراف المتـ.حاربة بمراعاة الجانب الإنساني ووقف الحـ.رب من أجل الأطفال.
وقال ياسر سليم لـ”راديو دبنقا”: بمثلما أفرزت الحـ.رب جيوش من الأطفال المشردين والأطفال خارج المدارس بسبب تعطل الدراسة، ستفرز أطفالًا فاقدي الرعاية الوالدية وبأعداد كبيرة ونوه إلى أنه حسب الدراسات العدد في تصاعد مستمر. ووصف الإحصائيات التي تتحدث عن وضع الأطفال في الحـ.رب بالمخيفة.
وفي يوم الأحد، قامت حكومة ولاية كسلا بترحيل عدد ثلاثون طفلًا من الأطفال فاقدي الرعاية الوالدية مرحلين من قبل من دار (المايقوما) في ولاية الخرطوم، إلى ولاية البحر الاحمر بغرض تنفيذ كفالات للأمهات الأرامل نسبة لتزايد طلبهن للكفالة، وذلك بتمويل من منظمة اليونسيف عبر منظمة تنمية الاطفال وبطلب من ادارة الرعاية الاجتماعية بالبحر الاحمر بغرض الكفالة.
وطالب سليم، الدولة بأن تضع أولوية للميزانيات للأطفال، وقال إن كل الدول والمجتمعات المحترمة دائما ما تركز على أن الأولوية في ميزانياتها للأطفال والإيفاء بحقوقهم، وشدد على أن المخاوف والقلق يتزايد بأن هنالك جيل كامل مهدد بالفناء والضياع، مشيرًا إلى أن هذا يعني أن الدولة لن يكون لديها مستقبل، في الوقت الذي يتحدث فيه العالم عن الاستثمار في الأطفال ومستقبلهم وتعليهم ورعايتهم وعن توفير البيئة الملائمة لهم.
ونصح بأن الرعاية الاجتماعية يجب أن يكون لها دور كبير في حماية الأطفال، كما اعتبر أن للمجتمع المدني دور كبير في رفع الأصوات عالية بوقف الحرب من أجل الأطفال، وقال إنَّ المطالبة بوقف الحـ.رب لن يتحقق مالم تحس الأطراف المتحاربة من ناحية إنسانية بالأطفال باعتبارهم كل المستقبل، ورأي أنه بخلاف ذلك من الصعب إقناعهم بإيقاف الحـ.رب.
الرعاية الوالدية:
واعتبر الباحث في مجال الطفولة ياسر سليم أن شريحة الأطفال فاقدي الرعاية الوالدية من أهم شرائح الأطفال والتركيز عليهم دائمًا في كفالتهم قائم على إيجاد أسر لهؤلاء الأطفال باعتبار أن المصلحة الفضلى والأساس قائم على إيجاد طفل للأسرة المناسبة وأن الأمر لا يخضع لرغبة الأسر فقط.
وقال: أن الاتفاقيات والمواثيق نصت على البيئة الأسرية ولتوفيرها لابد من اتباع معايير ودراسات محددة، حتى لو تقدمت أي أسرة بطلب لكفالة أي طفل من فاقدي الرعاية الوالدية، هنالك معايير وإجراءات وشروط تنطبق على الأسرة وتتم زيارتها والتعرف عليها وإجراء بحث اجتماعي بعد ذلك تتم الموافقة.
ورأى الباحث في قضايا الطفولة أن الرعاية الاجتماعية في ظل الحرب الدور الإيوائية آخر ملاذ بالنسبة للأطفال، وأضاف أن الاستراتيجيات الدولية والإقليمية وحتى في السودان والقوانين تتحدث عن تشيجع كفالة للأطفال.
الكفالة والتبني:
ونوه إلى أهمية التمييز بين الكفالة والتبني مشيرًا إلى أن هنالك خلط بينما الإطار الرسمي يتمثل في التسمية التي وردت رسميًا في السودان، بتسميتهم الأطفال فاقدي الرعاية الوالدية، وهم الذين تخلى عنهم والديهم، خو.فًا من الوصمة، نتيجة للعلاقة خارج الحياة الزوجية والإطار الرسمي ولم يجدوا من يكفلهم. وقال: أن تسمية فاقدي السند لا تنطبق على هؤلاء.
كما أوضح أن التبني، بإعطاء الطفل أسم العائلة والوالدين مع إعطائه حقه في الميراث. وأشار سليم إلى أن قانون الطفل السوداني 2010 نص على أن الدولة دورها في الرعاية وحماية الأطفال وتهيئة الظروف المناسبة وتنشئتهم بالطريقة الصحيحة، ومراعاة المصلحة الفضلى في كآفة الأشياء المرتبطة بالرعاية. وقال: إنَّ القانون أوضح أن رعاية الأطفال بتوفير المسكن والملبس المناسب والعلاج والتعليم، وحدد شرائح معينة واستبعد على سبيل المثال الرجال غير المتزوجين من الحق في الكفالة.
مجلس قومي:
وأوضح أن اللوائح والقوانين حددت كل الالتزامات للأسر الكافلة وللدولة ممثلة في مؤسستين وهما وزارة الرعاية الاجتماعية والتي من مسؤوليتها المتابعة الميدانية للأطفال ودور الإيواء، بينما المجلس القومي لرعاية الطفولة، مسؤوليته تتعلق بالإيفاء بحقوق الطفل والرصد والمتابعة وكتابة التقارير الدورية فيما يلي الايفاء بكل الالتزامات المتعلقة بحقوق الطفل وفق الاتفاقية كما يوثق المجلس أي انتهاك يتعرض لها الأطفال.
وقال إن المجلس القومي لرعاية الطفولة تم تشكيله عقب توقيع ومصادقة على اتفاقية حقوق الطفل وعلى ضوء ذلك تم تشكيل مجالس ولائية، وذكر أنه الأمانة العامة للمجلس تضم وزراء الرعاية والداخلية والدفاع والتعليم، والعمل، يرأسه رئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء وفي الولايات يرأسه الوالي.
وقال إن هذا المجلس جاءت تركيبة المجلس لتداخل الاختصاصات لأن الاتفاقية تناولت عمالة الأطفال وتجنيدهم وغيرها من الانتهاكات التي حظرتها الاتفاقية، أضاف أن المجلس يقوم بإعداد وكتابة التقارير أمام لجنة الأمم المتحدة فيما يتعلق بوضع الأطفال في السودان. بينما العمل التنفيذي من اختصاص الرعاية الاجتماعية، وقال إن الجهتين ملزمتان بتوفير الميزانيات وتكون هنالك نوع من المسائلة والمحاسبة حال حدوث أي انتهاك للأطفال.
الأسر البديلة والطارئة:
وأكد الباحث في قضايا الطفولة ياسر سليم في حديثه لـ”راديو دبنقا” أن الكفالة بالنسبة للأطفال هي الأولوية لفاقدي الرعاية الوالدية وهو المسمى الصحيح في الإطار الرسمي، حسب السياسة الوطنية للدولة والتسمية القانونية وقال: إن تسميتهم بفاقدي السند ليست صحيحة رغم أنها شائعة، وتابع: التسمية الصحيحة لكي تتمكن من الدفاع عنهم ومعرفة تفاصيل حياتهم لابد من أن تطلق عليهم الاسم الصحيح وهو فاقدي الرعاية الوالدية.
وأشار إلى أن الأطفال فاقدي الرعاية الوالدية المقصود بهم الأطفال الذين تخلوا عنهم والديهم خوفًا من الوصمة ولم يجدوا من يكفلهم، نتيجة للعلاقات خارج الإطار الرسمي.
وأشار إلى أن هنالك نظامين من الرعاية، حال عدم توفرهما فالمصلحة الفضلى للأطفال فاقدي الرعاية الوالدية في هذه الظروف هي دور الإيواء. وقال: إنَّ النظام الأول يتمثل في الأسر البديلة وتنقسم لاثنين هنالك أسر بديلة، طارئة أو مؤقتة، تقوم برعاية الأطفال بصورة مؤقتة لا تتجاوز فترة رعايتها للطفل الثلاثة أشهر، واعتبر أن هنالك معايير متبعة في نظام الأسرة الطارئة أو المؤقتة والتي ترعى الطفل بصورة طوعية وفي معظم الأحيان يتم منحها راتب أو حافز شهري.
وأضاف أن الصنف الثاني للأسر البديلة للرعاية الوالدية تتمثل في الأسرة البديلة، الدائمة، وذكر أن البعض يطلق عليه باللغة الدارجية “التبني”، وأشار إلى أن هذا النوع من الأسر توفر لها الدولة الرعاية والتعليم وتساعد الرعاية الاجتماعية في استخراج في الأوراق الرسمية، وقال إنَّ هذه الأسر يعين لها أخصائي أو باحث اجتماعي يقوم بالمتابعة والزيارات المنتظمة للأسرة والطفل. ونوه إلى أن هنالك معيار هام في كلا النظامين يتعلق بالسحنة والتجانس بين الأسرة الكافلة والطفل تجنبًا للوصمة.
اليونسيف:
ودعا الباحث في قضايا الطفولة، الرعاية الاجتماعية والمالية والمنظمات وكافة الجهات ذات الصلة بقضايا الطفولة بتوفير الدعم لهذه الأسر الكافلة، لتشجيع بقية الأسر لكفالة الأطفال فاقدي الرعاية الوالدية لأن مكانهم الطبيعي الأسرة وليس دور الإيواء.
وقال ياسر سليم: بالرغم من الأطفال فاقدي الرعاية الوالدية من مسؤولية الرعاية الاجتماعية غير أنه في ظل الوضع الحالي وظروف الحرب، تتكفل اليونسيف برعايتهم بالكامل وبدعم ميزانية دور إيواء الأطفال “مراكز الانتظار الانتقالية” ولديها شراكة مع الدولة في البحوث وتدريب الإخصائيين الباحثين وتوعية المجتمع بحقوق الطفل وخاصة فاقدي الرعاية الوالدية ودمجهم في المجتمع.