رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير.. أسامة صالح

الأعمدة

على أعتاب عامها الثالث: الحرب تنتقل للسيطرة على الأجواء وسباق التسلح

بقلم
عبدالله رزق ابوسيمازه
يستفاد مما يرشح في الوسائط الإلكترونية والسوشال ميديا،من اخبار وارهاصات،ان مرحلة جديدة،على وشك أن تدخلها الحرب، وهي على أعتاب عامها الثالث،في وقت لا تلوح فيه ،على الأفق المنظور،نهاية وشيكة لها. لكن ثمة مرحلة تنتهي ،لتبتديءأخرى.اهم ارهاصات هذا الانتقال،بين المرحلتين،تتمثل في ان قوات الدعم السريع تقترب من إكمال تراجعها الاستراتيجي باتجاه الغرب،لاعادة تموضعها في مواقع جديدة ، باتمام انسحابها من ولاية الخرطوم،حيث تخوض قواتها المتبقية، آخر معاركها مع القوات المسلحة،في بعض أجزاء مدينة الخرطوم.
وكانت أنباء قد راجت في وقت سابق،حول مسعى لقوات الدعم السريع للتواصل مع القوات المسلحة لغرض السماح لهذه القوة المتبقية، بالانسحاب مقابل الإفراج عن بعض الاسرى،ويبدو أن هذا العرض لم يجد القبول،بدلالة المعارك المشتعلة في أكثر من مكان بالعاصمة ، منذ ذلك الحين.يتعلق الأمر ،ايضا،امر الانسحاب من جانب،واعادة الانتشار،من جانب آخر،بولاية الجزيرة والنيل الابيض، ،وسنار،مما يعني انتهاء الحرب في هذه الرقعة من وسط البلاد،التي شهدت اندلاع الحرب لأول مرة،قبل عامين، والتي ظلت لوقت طويل مسرحا رئيسيا لها ،قبل أن يتسع بدخول دارفور وكردفان ، وبدخول طيران الجيش في المعارك،بشكل مكثف.وقد رافق انسحاب القوة الرئيسية للدعم السريع من الخرطوم والجزيرة وبعض النيل الابيض،انتشار للقوات المسلحة،في تلك المناطق،التي تم فيها الانسحاب،بدون قتال،الامر الذي أثار التكهنات بشأن تفاهم ما أو اتفاق،بين طرفي الحرب،على ذلك،ولم يتبق للدعم السريع ،بعد سيطرة القوات المسلحة على كامل مدينة بحري،غير القوة التي قامت بتغطية الانسحاب في مدينة الخرطوم،والتي تتوفر على مجموعة من القناصين، اعاقت تقدم القوات المسلحة في عدة مناطق وسط المدينة،خاصة ،القصر الجمهوري ومحيط،كما يستنتج من بطء تقدم القوات المسلحة على هذا المحور.بجانب قوة المدفعية،التي ربما تتمركز في مكان ما من امبدة، غربي امدرمان،وتقوم بقصف أحياء من الثورة،بمحلية كرري،بين الحين والآخر.
ووفق ماهو متداول من اخبار،فانه يمكن الاستنتاج،بانتقال المواجهة بين الطرفين ،في غياب أي اتفاق على وقف إطلاق النار،الى مستوى جديد،تشكل المسيرات أحد علاماته البارزة. وقد شهد مطلع مارس الجاري، تصعيدا ملموسا ، من قبل الدعم السريع،لما يمكن تسميته بحرب المسيرات،باستهداف منشآت الكهرباء في مروي والدبة ودنقلا، بالشمالية،وعطبرة،بنهر النيل.وفيما كثف طيران الجيش غاراته على الفاشر ونيالا والضعين،في دارفور،استمر قصف الدعم السريع،المدفعي للابيض،في شمال كردفان .
غير أن إقليم دارفور،الذي يستضيف الحكومة الموازية،التي ستشكلها القوى السياسية،وبعض حركات الكفاح المسلح المتحالفة مع الدعم السريع،سترشحها التطورات الجارية،لتكون هدفا مثاليا للضربات الجوية لطيران الجيش،بغرض إرباك تلك الحكومة الموعودة وشلها.الامر الذي لم يغب،فيما يبدو عن إدراك قيادة الدعم السريع. ففي خطاب له،الاسبوع الماضي،كشف عبدالرحيم دقلو،قائد ثاني الدعم السريع،بالمقابل،عن تصميم مسبق،لحماية الحكومة الموعودة،بالطيران،وهو مؤشر لتوجه قوات الدعم السريع لامتلاك طائرات حربية، مما يرهص بمرحلة تالية من مراحل الحرب،تتسم بسباق التسلح،بانتحاء الطرفين نحو امتلاك الطائرات والمسيرات والمضادات الأرضية وأنظمة الدفاع الجوي المتطورة،اتساقا مع التطور الجديد في مسار الحرب، والذي دشنته المسيرات،بكثافة، إثر دخولها ساحة الحرب،واشعالها التنافس ،بين طرفي الحرب،على السيطرة، على الاجواء،بعد تقاسم السيطرة والتمكين المتبادل على الارض،الميدان القادم للاشتباكات.ومع ذلك فإنه ليس من المتوقع أن تحسم هذه التطورات،المرتبطة بدخول أسلحة جديدة ،وتكتيكات جديدة، الحرب،لصالح أي من الطرفين،بقدر ما تزيد من فرص التدخلات الخارجية،من جهة ،وعرقلة مساعي الوصول لسلام، وزيادة حدة الاقتتال ، من جهة أخرى.

زر الذهاب إلى الأعلى