الأخبار

استمرار حرائق النخيل يثير المخاوف مع قرب موسم الحصاد

شب حريق في قرية جدي بمحلية دلقو بالولاية الشمالية أمس الأول تسبب في اتلاف 85 نخلة مثمرة صباح أمس الأول الإثنين، تمكنت قوة من الدفاع المدني من إخماده، وذلك قبل شهر واحد من موسم حصاد ولقيط التمر.بينما وقع حريق محدود في قرية قرقود تم إخماده بسرعة قبل أن يصل إلى بساتين النخيل.
وقال شاهد عيان لـ”راديو دبنقا”: الحريق في بداياته كان في مرحلة “البوص والحلفا” وهي من الحشائش النامية، ثم انتقل للجزيرة ليشتعل على أشجار النخيل وخلف الحريق حوالي الـ 85 نخلة مثمرة.
وأرجع سبب اشتعال الحريق هو نتيجة للطرق الخاطئة المتبعة في عمليات النظافة التي تتم داخل بساتين النخيل، وقال إن أحد الاهالي قام بعملية نظافة أشجار النخيل في الصباح، وقام بحرق المخلفات للتخلص منها، وفي ظنه ان النار انطفأت وذهب إلى منزله، فإذا به يفاجأ باشتعال النيران داخل بستانه لكن سرعان ما تم تداركه قبل أن يمتد ليحدث خسائر كبيرة.
وتابع شاهد العيان قائلاً: “من المصادفة أننا كنا في ورشة عمل في منطقة فرَّيق عن ظاهرة حرائق النخيل التي انتشرت بشكل مكثف في قرى الشمالية مؤخرًا، بمشاركة الجهاز التنفيذي ورؤساء لجان التسيير في شياخات الوحدة وأعيان ورموز المنطقة.
وأردف: “بعد الفراغ من الورشة ونحن في طريق العودة في نهاية شياخة جدي بعد كدنتكار وجدنا الحريق في بداياته ووقفنا واتصلنا بفريق المطافي من محلية دلقو وانتظرنا حتى مجيئه وبالفعل حضروا وقاموا بعملية الإطفاء بالكامل”.
وتعتبر التمور هي عماد سكان الولاية الشمالية الاقتصادي في دخولهم بشكل أساسي من عائدات بيعها. بينما تعاني قراها من حرائق النخيل في فصل الصيف من كل عام، وتجاوز عدد مرات الحريق خلال هذا العام أكثر من عشرة مرات في مناطق المحس والسكوت ودنقلا بدرجة أقل، أما على مستوى الولاية فأكثر من ذلك، ولاتزال هنالك حاجة ملحة لابتكار وسائل إطفاء تناسب المنطقة.
واستمر مسلسل حرائق النخيل بصورة مزعجة أقلقت مضاجع المزارعين وملاك الأراضي بالشمالية، عجزت كل محاولات وخطط حكومة الولاية في احتوائها وتفادي حدوثها، ما يزيد المخاوف من احتمال فقدان سلالات نادرة ذات جودة عالية ومنتجة، وقدرت تقارير رسمية صادرة من وزارة الزراعة، الخسائر السنوية في أصول النخيل بسبب الحرائق، حوالى ألف إلى خمسة ألف نخلة كل عام، غير أن الحرائق التي اشتعلت منذ بداية العام تجاوزت هذا الرقم بكثير.
وانتقد شاهد العيان استخدام النار في عمليات النظافة للتخلص من مخلفات النخيل، وقال سبق وأن أوصت ورش عمل عديدة عقدت أكثر من مرة على عدم استخدام النار في عمليات النظافة إلا بحضور فريق من الدفاع المدني للقيام بعمليات التأمين.وقال إن الإدارة العامة للدفاع المدني في محلية دلقو قامت بتوعية المواطنين في المساجد وعبر النشرات في مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات وسائل التواصل المختلف مثل الواتساب.
ضمن حرائق الغابات:
صنفت ورقة الاستراتيجية العامة لمكافحة حرائق النخيل، هذا النوع ضمن حرائق الغابات التي يصعب التعامل معها وإحتوائها الا بمقدرات تقنية وبشرية كبيرة. ودعت لتكاتف الجهود الرسمية والشعبية لمنع وقوع الحريق وتفادي حدوث خسائر بشرية ومادية.
وحددت الورقة التي أعدها مدير مطافي دلقو النقيب شرطة محمد علي أبوبكر وحصل عليها “راديو دبنقا”، عدة موجهات لتفادي حدوث حرائق، تتعلق بالاهتمام بمزارع النخيل ونظافتها الدورية وعمل مساحات تمثل خطوط النار بين النخيل، ودعت لإبعاد المواد القابلة للاشتعال من محيط مزارع النخيل، وعدم اشعال النار بالقرب من مزارع وجنائن النخيل ومنع إقامة الكمائن، وشددت على ضرورة التبليغ الفوري عن مشعلي الحرائق، وتأمين عمليات نظافة الحشائش بالنار بواسطة فرد مدرب على الإطفاء، كما وجهت بتأمين خطوط الكهرباء المارة داخل مزارع النخيل ومراجعة الاسلاك، وأوصت بتوصيلها داخل انابيب ودفنها في باطن الارض.
أسباب اشتعال الحرائق:
وأرجعت الورقة اشتعال حرائق النخيل إلى عدة أسباب منها إشعالها عمدًا عن قصد أي بفعل فاعل نتيجة لتصفية حسابات شخصية، بأن يشعل شخص النار لمشكلة شخصية بينه وبين ملاك النخيل، أو أن تكون الأرض لشخص والنخيل المزروع عليها لآخر فيقوم صاحب الأرض بالتخلص من النخيل بالحرق للاستفادة من الأرض أو غير ذلك من الأسباب، وكشفت الورقة عن اتخاذ الشرطة إجراءات قانونية في مواجهة كثير من الجناة الذين أشعلوا الحرائق وأتلفوا أشجار النخيل بدوافع ذاتية.
كما عزت الورقة أسباب اشتعال الحرائق للإهمال وقالت إنَّ هذا السبب يعد الاكثر انتشار حيث لا يقصد الشخص الاضرار بالنخيل، لكنه لا يتخذ الاحتياطات اللازمة لمنع وصول النار للنخيل، مثل تعاطي التدخين بسايتين النخيل ويقوم برمي اعقاب السجائر أو من يقوم بنظافة الحشائش التي بالقرب من النخيل والتخلص منها بالحريق.
واعتبرت أن هنالك أسباب قدرية وهي خارجة عن إرادة الإنسان، كنشوب حريق في منزل مجاور ومن ثم انتقال الحريق لمزارع النخيل وغير ذلك مما لا يدخل في العمد أو الاهمال.
التحكم والسيطرة:
تعتمد عمليات السيطرة على حرائق النخيل عبر ثلاث مراحل في آنٍ واحد، تبدأ بفصل النيران ويقصد به فصل النخيل المحترقة عن تلك التي لم تصلها النار بعد وتعتمد عملية الفصل على سرعة واتجاه الرياح.
بالنظر للاتجاه الذي تهب إليه الرياح وتبدأ عملية فصل النار منه ثم الانتقال إلى الجهة الأخرى، ويكون الفصل إما بقطع بعض من اشجار النخيل ورميها أو بتكثيف ضخ المياه على منطقة الفاصل.
وبعد الفصل تبدأ عمليات المكافحة التي تستهدف اللهب الحي واخماده حتى يخمد آخر لهب مشتعل
والمرحلة الثالثة تتمثل في اخماد اللهب وذلك بضخ كمية كبيرة من الماء لتبريد موقع الحريق وإطفاء أي جذوة يمكن ان يتجدد منها الحريق ويتم قطع جزوع النخيل المحترقة (الامبوق) ورشها بالماء جيدًا حتى ترتوي لكي لاتتسبب في تجديد الحريق مرة أخرى عند هبوب الرياح.
التحضير للسيطرة والتحكم:
قدمت ورقة شرحًا لكيفية التحضير قبل بدء عملية السيطرة على حريق النخيل بأن يتم تجهيز مصدر للمياه لتوصيل المضخات “الطلمبات” أو لتعبئة عربة الإطفاء إن وجدت، في حالة قرب النخيل من النيل ووجود المكان المناسب لوضع مضخات السحب فيتم السحب من النيل مباشرة.
أما إذا كانت المسافة بعيدة من النيل او عدم وجود المكان المناسب فيجب ملء جدول او خزان قريب من أقرب جرار “واوبور” يعمل بالجاز الأبيض “الجازولين” وأوصت الورقة بعدم اللجوء لتشغيل المضخات من الكهرباء لامكانية وصول النيران للاسلاك وبالتالي الزيادة في عليات الحرائق.
ورأت الورقة أنه في حال عدم وجود جرار أو مصدر قريب للمياه يجب الاستعانة بشاحنة نقل المياه “تنكر” ذو سعة تخزينية كبيرة للإمداد بالمياه.

ا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى