الأخبار

استنكار على خطاب كرتي في عزاء هنية

استنكر سياسيون ومثقفون سودانيون أن يكون أول خطاب يلقيه الأمين العام للحركة الإسلامية، في السودان علي كرتي، عن حرب غزة ومقتل القيادي بحركة حماس إسماعيل هنية، في وقت يشهد فيه السودان حربا طاحنة تتهم حركته بإشعالها.

واعتبر عدد من هؤلاء السياسيين والمثقفين إلى أن الشعب السوداني يموت جوعاً بسبب حرب 15 أبريل التي أشعلها تنظيم الإخوان الإسلاميين من أجل العودة إلى السلطة.

ويشهد السودان منذ 15 أبريل 2023 قتالاً عنيفاً بين الجيش وقوات الدعم السريع، بدأ في الخرطوم وامتد إلى مناطق واسعة من دارفور وكردفان والجزيرة وسنار، وأدى إلى أزمات إنسانية كارثية.

ويُتهم الأمين العام للحركة الإسلامية في السودان، علي كرتي، على نطاق واسع بأنه هو الذي يحرك الجيش ويسيطر عليه، من خلال عناصر الإسلاميين بداخله، لكن الجيش وقائده عبد الفتاح البرهان ظلا ينفيان هذا الاتهام بشكل مستمر.

وفرضت الولايات المتحدة الأمريكية في سبتمبر الماضي، عقوبات على كرتي، بعد أن رأت أنه يهدد الأمن والسلم في السودان.

وقالت وزارة الخزانة الأمريكية في بيان وقتها، أن كرتي أُدرج على قائمة العقوبات لكونه “مسؤولا عن أو متواطئا في، أو شارك بشكل مباشر، أو حاول الانخراط في أعمال أو سياسات تهدد السلام أو الأمن أو الاستقرار في السودان.

 ظهور كرتي

وظهر الأمين العام للحركة الإسلامية علي كرتي في فيديو مصور لتقديم العزاء في مقتل إسماعيل هنية.

وقال خلال تعزيته “نحن في السودان نحن السودان اختبرنا لسنوات عديدة، أنه ما أن نقدم “شهيداً” حتى تمتلئ الساحات بالآلاف المجاهدين المتطوعين، لمجرد سماعهم أن هناك رمزاً من الرموز قد استشهد، أو قائداً من القادة قد استشهد”.

 

 

وأضاف “أنا على يقين أن الطاقة التي ستتركها شهادة هذا البطل المغوار في -إشارة لإسماعيل هنية_ سيكون لها زلزال قوي في وجه الأعداء” حسب قوله.

وتابع “الذين يظنون بأنهم بالقضاء على قادتنا ورموزنا وأبطالنا يضعفون الأمة ليسري فيها الخوار والضعف هم واهمون؛ لأنهم بهذا يشعلون فتيلا جديدا وبركانا جديدا، وأضاف “هذا عهدنا مع الشهداء”.

وأردف قائلاً: إن التحدي أمامنا هو كيف أن نسير على هذا الطريق، وكيف نجمع الطاقات، ونحرر بلادنا لمساندة قضيتنا الأساسية”.

 

 

وأشار إلى أن العالم يتجمع في الشر من شرقه إلى غربه. وزاد: بكل أسف الأقربون يساندون هذا الشر والعدوان، مشيراً إلى فلسطين يتداعى عليها كل دول الشر”.

مآسي السودانيين

وفي السياق، يقول الأكاديمي والمفكر النور حمد، إن اختفاء علي كرتي منذ تهريبه من السجن، وصمته عما سببه من مآسي للسودانيين، وظهوره فقط لكي يرثي المرحوم إسماعيل هنية يعد أكبر دليل على أن الإسلاميين ليسوا سوى أجانب ذوي سحن سودانية اختطفوا الدولة السودانية”.

من جهته، يقول الصحفي المختص في شؤون الإسلاميين مرتضى كوكو، إن “عناصر الإسلاميين ليس لديهم أي انتماء حقيقي للأوطان أو الشعوب، وإنما يتنمون بشكل أساسي إلى ما يسمى بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين والأفراد الذين ينضوون تحت لوائه.

 

 

وأشار كوكو إلى أن الإسلاميين يقدمون الغالي والنفيس في سبيل مناصرة بعضهم البعض والتضامن في ما بينهم في كل الظروف والأزمات.

ولفت إلى أن “كيزان السودان على مر تاريخهم ظلوا يقدمون القضايا التي يتبناها الإخوان في فلسطين وأفغانستان والصومال وغيرها على أجندة الشعب السوداني”.

ويضيف كوكو لـ«التغيير»: “من غير المستغرب أن يتباكى الأمين العام للحركة الإسلامية علي كرتي، ويصدر نواح خطابي على مقتل رئيس حركة حماس إسماعيل هنية، بينما لم يفتح الله عليه بكلمة في شلالات الدماء التي تسيل في أرض السودان ولا الجوع الذي يحاصر السودانيين في كل أرجاء البلاد، نتيجة الحرب التي أشعلها تنظيمه للعودة إلى السلطة من جديد”.

 

 

وتابع “لقد كان تنظيم علي كرتي وهو في سدة الحكم في السودان يهتم بمعاناة الشعب الفلسطيني أكثر من السودانيين الذين يقتلون في دارفور، كما يمول الجماعات الإخوانية مثل حماس والقاعدة من مال الشعب.

وأوضح قائلاً “ما جرى وما سوف يجري هو سلوك تنظيم الإخوان الإرهابي وخطط معتمدة عنده على مر تاريخ سجله الأسود في قهر الشعوب ونهب ثرواتهم وإرادته لصالح مشروعه التدميري”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى