الأخبار

سقوط ضحايا في معارك السبت بالفاشر

تجددت مدينة الفاشر في غرب السودان يوم السبت المواجهات العنيفة بين الجيش وقوات مؤازرة له من جهة، مقابل قوات الدعم السريع من جهة أخرى.

بدأت الاشتباكات في الساعات الأولى من الصباح بعد أن حاولت قوات الدعم السريع السيطرة على المدينة الاستراتيجية، والتي تعتبر آخر معقل للجيش في إقليم دارفور، الذي يضم خمس ولايات سقطت جميعها تحت سيطرة قوات الدعم السريع خلال الأشهر الماضية من الحرب.

قُتل وتعرض العشرات من السودانيين للإصابة صباح يوم السبت نتيجة للاشتباكات التي نشبت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور غرب السودان.

أفادت مصادر محلية سودانية لقناة الجزيرة مباشر أن 15 شخصًا على الأقل لقوا حتفهم وأصيب العشرات نتيجة الاشتباكات العنيفة التي وقعت بين الجيش والحركات المتحالفة معه من جهة وقوات الدعم السريع من جهة أخرى في مدينة الفاشر.

وأشارت المصادر نفسها إلى أنه سُمعت انفجارات قوية مع أصوات أسلحة متوسطة وخفيفة في عدة مناطق من المدينة، وذلك بعد هجوم نفذه عناصر الدعم السريع على الفاشر صباح يوم السبت.

أظهرت اللقطات صوت إطلاق نار كثيف بالقرب من المدنيين العزل في المدينة.

ذكرت مصادر عسكرية لموقع “دارفور24” أن قوات الدعم السريع شنت هجومًا شديدًا في الساعات الأولى من صباح يوم السبت، مما استدعى تدخل الطائرات الحربية واستخدام المدافع الثقيلة من قبل الجيش للمرة الأولى.

أشار إلى أن الطيران الحربي قصف بأكثر من 8 براميل في المناطق الشرقية والشمالية الشرقية من المدينة التي تحتلها قوات الدعم السريع.

أفادت المصادر بوقوع اشتباكات عنيفة في أحياء الثورة جنوب والرياض والإنقاذ جنوب غرب المدينة، بينما قام الجانبان بتبادل القصف المدفعي في شمال وشرق عاصمة ولاية شمال دارفور.

 

هجوم من ثلاثة محاور

قالت مصادر محلية لموقع “إرم نيوز” إن قوات “الدعم السريع” شنت صباح يوم السبت هجومًا واسع النطاق من ثلاثة محاور على مواقع الجيش السوداني وحلفائه من الفصائل المسلحة في مدينة الفاشر، مشيرة إلى أن الهجوم نتج عنه سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف جميع الأطراف المعنية.

ذكرت المصادر أن قوات “الدعم السريع” تتجه نحو مركز قيادة الجيش السوداني في الفرقة السادسة مشاة في مدينة الفاشر، بينما تعمل الحركات المسلحة ومجموعات المتطوعين على التصدي لهذه القوات من أجل منع المدينة من الوقوع تحت سيطرتها.

وأشارت المصادر إلى أن الأمطار التي نزلت على المدينة في اليومين الماضيين أدت إلى غمر الخنادق التي كان يستخدمها مقاتلو الجيش والحركات المتحالفة معه كملاجئ، مما جعلهم مضطرين للخروج من أماكنهم.

استفادت قوات “الدعم السريع” من هذه الفرصة من خلال تكثيف قصفها المدفعي، قبل أن تشن اليوم هجومًا بريًا من ثلاثة محاور.

من جانبها، ذكرت القوة المشتركة للحركات المسلحة التي تقاتل إلى جانب الجيش السوداني على موقع “فيسبوك” أنها “تخوض قتالاً عنيفاً منذ الساعة السادسة صباحاً وحتى الآن في جميع الاتجاهات الجنوبية والشمالية والشرقية”.

في وقت لاحق، أعلن الجيش السوداني يوم السبت أنه واجه هجومًا كبيرًا شنته قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.

أفاد المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية، العميد نبيل عبد الله، في تصريح للصحافة: “الحمد لله، استطاعت قواتنا اليوم التصدي لهجوم واسع شنته مليشيا آل دقلو الإرهابية على مدينة الفاشر”، كما ذكرت صحيفة سودان تريبيون.

في تصريحات لقناة الجزيرة مباشر، ذكر المتحدث باسم الجيش السوداني نبيل عبد الله أن الجيش استطاع التصدي لهجوم وصفه بأنه “ضخم وغادر” من قبل قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر.

أكد نبيل عبد الله أن جميع الهجمات التي قامت بها ما يعرف بمليشيا الدعم السريع في الفاشر قد “انهارت” أمام ما أطلق عليه الصمود التاريخي للجيش والحركات المسلحة والمواطنين.

وأشار إلى أن قوات الدعم السريع استمرت في العمل والتجمع بشكل هستيري للهجوم على مدينة الفاشر، لافتًا إلى أن جميع هجماتها كانت تنتهي بالفشل الواضح.

أفاد بأن قوات الدعم السريع، بعد فشلها في الهجوم على الفاشر، تحاول القيام بقصف مدفعي مكثف على المدينة، وخاصة على منازل السكان، مما أسفر عن مئات الضحايا نتيجة القصف العشوائي.

أفادت القوة المشتركة للفصائل المسلحة المؤيدة للجيش بأنها “استطاعت صد هجوم مفاجئ من قوات الدعم السريع، ونجحت في إلحاق خسائر كبيرة بهم.”

بدأت قوات الدعم السريع، تحت قيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، حصار مدينة الفاشر، العاصمة التاريخية لدارفور، في العاشر من مايو الماضي. وقامت بشن العديد من الهجمات التي واجهها الجيش والقوات المساندة له. وفي سياق ذلك، طالب مجلس الأمن الدولي قبل عدة أسابيع بضرورة وقف الحصار لحماية حياة مئات الآلاف من المدنيين في المدينة ومعسكرات النزوح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى