اماني الطويل تتحدث عن مرحلة مابعد مفاوضات جنيف في السودان
بعد مرور 10 أيام، وفي ظل غياب الحكومة والجيش السوداني، اختتمت في جنيف السويسرية مفاوضات تحت رعاية الولايات المتحدة لوقف الحرب المستمرة في السودان منذ حوالي 16 شهرًا. ويتوقع المراقبون والمحللون أن يتبنى المجتمع الدولي سياسة أكثر حزمًا، وأن تزداد حدة المواجهات العسكرية بين طرفي النزاع، مما يزيد من معاناة الشعب السوداني.
وأكد البيان الختامي لمحادثات جنيف أنه تم الحصول على ضمانات من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لتوفير ممر إنساني آمن، بهدف التخفيف من آثار الحرب المستمرة بين الجانبين. وأوضح أن الممر سيكون “آمناً وبدون عوائق عبر شريانين رئيسيين، وهما الحدود الغربية عبر معبر أدري في إقليم دارفور، وطريق الدبة الذي يتيح الوصول إلى الشمال والغرب من بورتسودان”.
وأكدت دول الوساطة في بيانها على أهمية عدم استخدام الغذاء والمجاعة كأداة في النزاعات، مشددة على الاستمرار في “تحقيق تقدم” لفتح ممر آمن ثالث للمساعدات من خلال سنّار في جنوب شرق البلاد.
من جهته، صرح المبعوث الأميركي للسودان توم بيرييلو خلال مؤتمر صحفي بعد انتهاء المفاوضات، “نسعى لتطبيق حظر على الأسلحة للأطراف المشاركة في الصراع السوداني، والصراع سيستمر ما لم توجد رغبة من الأطراف لإنهائه”، متهمًا طرفي النزاع بعدم الالتزام الكافي بتنفيذ اتفاق جدة.
قال المبعوث إنه كان بإمكان المحادثات أن تتقدم لو حضر جميع أطراف النزاع في السودان، موضحاً أنهم يعملون على تقليل الخلافات فيما بينها، وأنهم استمروا في التشاور مع الجيش والدعم السريع منذ عدة أشهر لوقف الحرب.
ترى مديرة البرنامج الأفريقي في مركز “الأهرام للدراسات الإستراتيجية” أماني الطويل، أن مفاوضات جنيف “لم تُحقق تقدماً نحو إنهاء الحرب، وكانت نتائجها محدودة”، حيث اقتصرت على موافقة الحكومة السودانية على فتح معبر أدري مع تشاد لتمرير المساعدات إلى إقليم دارفور.
تعتقد الباحثة المهتمة بالشأن السوداني في حديثها لوكالة الجزيرة نت أن موقف الجيش من تنفيذ “إعلان جدة” كان صائبا، لكن الوسائل المستخدمة لتحقيق ذلك كانت غير مناسبة. ودعت البرهان إلى التحرر من ضغوط القوى السياسية والتقييمات المتعلقة ببعضها، وأن يتخذ موقفًا محايدًا تجاه جميع التنظيمات.
توقعت الباحثة أن المرحلة القادمة ستشهد تصعيداً عسكرياً وسياسياً في السودان، وأن يُستدعي كل من طرفي النزاع حلفاءهما لتعزيز مواقفهما. كما أشارت إلى احتمال حدوث تغيير في أسلوب تعامل المجتمع الدولي، بعد المرونة التي أظهرها فيما يتعلق بمفاوضات جنيف.