الإبداع والابتكار “.. طريق الأمة الإسلامية لاستعادة أمجادها
كتب: طارق الجزار – مصر
القاهرة – ٢٢-٩ -يعد الإبداع في مختلف المجالات، الركيزة الأهم التي تستند عليها الشعوب من أجل النهوض ومواكبة التطور الذي يعيشه العالم في القرن ألـ “21”، حيث التواصل والانفتاح بشكل كبير على باقي دول العالم، حيث أصبح الجميع مؤهل لمعرفة كافة الأخبار في نفس التوقيت في كافة أنحاء الكرة الأرضية؛ نتيجة للشبكة العنكبوتية التي جعلت العالم عبارة عن قرية صغيرة مهما كانت المسافات بين البلدان.
ويعيش مجتمعنا العربي فترة ركوض في المجالات المختلفة على مدار 7 قرونًا، منذ ذهاب نجم العصر الذهبي للعرب والمسلمين في القرن الرابع عشر الميلادي، ونحن مازلنا نتسائل ماذا قدمنا للعالم خلال تلك الفترة الزمنية الكبيرة،
لكن هذه هي طبيعة الحضارات ودورة التاريخ الذي تعلمنا منه أن الأمم تعيش لفترات زمنية قد تكون طويلة أو قصيرة في نمو وازدهار، ومثلها في ركوض وانحدار في شتى مجالات الحياة.
ولكن ورغم الركوض العربي والإسلامي في شتى المجالات، لا نستطيع أن نقول إن منبع الإبداع والابتكار عند العرب والمسلمين قد أصبح من الماضي، وإننا غير قادرين على أن نصبح أمة منتجة كما كنا من قبل،
حيث كان علماؤنا هم مصدر نواة للكثير من العلوم التي يعيش العالم بأسره تحت ظلها في عصرنا هذا،
ولم يقتصر إبداعنا فقط على المجال العلمي، بل كان الإبداع في كافة مجالات الحياة المختلفة.
ولذلك أخذ العالم العربي والإسلامي على عاتقه خلال الفترة الأخيرة حتمية النهوض في كافة المجالات خاصة المجال العلمي، حتى يمكنه المنافسة مع باقي المجتمعات الأخرى، إضافة لتقليل النفقات السنوية التي تستخدم في الحصول على الكثير مما يستخدمه العرب بشكل يومي من الخارج، وتوجيهها إلى التطور التكنولوجي، حتى نتمكن من تربية جيل جديد قادر على مواكبة التطور الذي نعيشه الآن، والذي يتغير بشكل ملحوظ ومستمر.
ورأينا خلال الأعوام السابقة الطرق التي يسير فيها العرب والمسلمين من أجل استعادة مجدهم الذي مضى عليه سعبة قرونًا، من خلال تدشين الكثير من البنية التحتية في بعض البلدان العربية والإسلامية، والتي تعتبر ركيزة أساسية لتسهيل النهوض في كل نواحي الحياة، حيث إنها تساعد على تذليل الصعوبات التي يواجها المبدعين من العرب والمسلمين، سواء إذا كان الأمر متعلقاً ببعد المسابقات أو ضعف شبكات الإنترنت وغيرها من المعوقات التي تواجههم نحو إظهار إبداعهم إلي النور.
ولم يتوقف الأمر عند تدشين البنية التحتية لدى العرب والمسلمين، بل صارت بعض الدولة العربية والإسلامية على نهج ضخ الكثير من الأموال في البحث العالمي وغيره من الأنشطة الحيوية الأخرى، ولعل أبرز ما شهدته المنقطة العربية والإسلامية في الأونة الأخيرة، هي الرحلة التي قام بها رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي في مهمة استمرت 186 يومًا، وبعدها دخلت للمملكة العربية السعودية سباق الصعود للفضاء، بعدما أرسلت اثنين من رواد الفضاء في 22/05/2023 في رحلة استمرت لمدة 8 أيام، في حدث، إضافة إلى تنافس كل من تركيا وإيران في صناعة الطائرات المسيرة مع الدول التي كانت تتزعم هذا المجال من قبل.
وستشهد المنطقة العربية والإسلامية خلال الفترة القادمة حدثًا سيكون هو بوابة العودة مرة أخرى لعصرنا الذهبي، حيث ستبدأ “الشبكة العربية للإبداع والابتكار” في الـعاشر من أكتوبر القادم، في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، والتي ستكون بمثابة مركزًاحيويًا لاحتضان المبدعين في مختلف مجالات الحياة من كافة أنحاء العالم الإسلامي وخاصة منطقتنا العربية.
وتضع الشبكة على عاتقها في المقام الأول تحويل الابتكارات إلى اختراعات ملموسة حتى يستفيد منها كافة البشر وليس العرب والمسلمين فقط، إضافة إلى تذليل الصعوبات أمام المبدعين من العرب وتعزيز العمل العربي المشترك، وكذلك مواجهة كافة التحديات الصعبة التي تعصف بمطقتنا في الفترة الأخيرة.