الأعمدة

نكتة طريفة و معلومة غير صحيحة !!

فى الاونة الاخيرة تلاحظ انتشار النكات بصورة ملفتة عبر وسائل التواصل الاجتماعى , والمعروف بان النكتة هي نوع من أنواع الأدب الشعبي تحكى قصة صغيرة أو موقفًا أو تسلسلًا من الكلمات بغرض التأثير على المتلقي وجعله يضحك. وفى هذا الصدد فان علماء الاجتماع يقولون بأن انتشار النكات قد يكون فى الاغلب فى المجتمعات التى تعانى من ضغوطات و صعوبات فى الحياة حيث يلجأ الناس الى التنفيس و التخفيف من اثار المصائب و الكوارث وهذا قد يفسر انتشار النكات بصورة ملفتة لدى السودانيين مؤخرا بسبب استمرار الحرب الملعونة فى البلاد وما خلفته من اوضاع غاية الصعوبة يعيشها السودنيون سواء داخل او خارج السودان , وبالامس تلقيت واحدة من تلك النكات الرائجة هذه الايام من اكثر من جهة واحدة مما يدل على ان النكتة فى صدارة النكات,. والنكتة مسار الحديث اتخذت من نادى التحرير البحراوى مادة للتندر من حيث ذكر انه لم يتحصل على اية بطولة او كأس بالرغم من تاريخه الطويل الممتد منذ العام 1923 ! ان بؤس حاضر النادى لا يبرر السخرية منه ! وبالرغم من ان الغرض من النكتة هو اضحاك الناس و رسم الابتسامة على وجوههم , الا اننى شعرت بعدم الارتياح و النقد عند سماعى لهذه النكتة ! وهذا ليس بسبب اننى نكدى لا احب الضحك او النكات او ابحث عن المشاكل وكما يقولون ( متلقى حجج) بل لان مؤلف النكتة استند على معلومات غير صحيحة مستنى فى الصميم وذلك بحكم صفتى كموثق و باحث فى تاريخ الخرطوم بحرى والاهم اننى اعتبر شخصى الضعيف واحد من اكبر محبى ومشجعى هذا النادى العريق ! وقبل الخوض فى التفاصيل ننقل اليكم النكتة مع بعض التعديل الخفيف مراعاة للذوق العام :
” جماعه اعمامك كبار بختوا شربتهم قدام نادي التحرير البحراوي ويقعدو يتونسوا ويشربوا وفيهم واحد عمك كبير كدا معروف لو جا الجيش مابديك من قزازتوا دي المهم اليوم داك جاهم ضيف من الجزيره قريب واحد فيهم واثناء ماهو قاعد معاهم مايعتر الا في عمك القطيم ده قال ليهو عليك الله ياحاج كب لي معاك كاس قام عمك احتراماً للضيف كب ليهو الكاس صاحبنا شرب الكاس وناولوا الكبايه قال ليهو شرابكم ده نضيف كدي كب لي واحد تاني ياعمك قام عمك قال ليهو ياولدي كدي اقرا اليافطه دي وشوف نادي التحرير ده اتاسس سنة كم ووريني قام الضيف عاين كدا قال ليهو اتاسس سنه 1923 قام عمك قال ليهو طيب ياولدي نادي اتأسس من سنه 23 ماشال ليهو كاس تجي انت في خمسه دقائق داير تشيل ليك كاسين ” أنتهى
والنكتة مضحكة بلا شك ! وكما يقولون انها ” جابت دخل” ولكن فى المقابل فانها بنيت على معلومات غير صحيحة نرى انه من الواجب تصحيحها , فاولا نادى التحرير البحراوى تاسس رسميا فى العام 1930 باسم استاك فى ايام الحكم البريطانى فى السودان , وستاك هو اللواء لى اوليفر فيتزماروس ستاك والذى كان واحد من ابرز القادة البريطانيين فى زمانه فقد كان حاكم عام السودان وفى نفس الوقت قائد عام الجيش المصرى فى الفترة من 1917 الى 1924م وقد تم اغتياله فى القاهرة فى 20 نوفمبر 1924م بواسطة مجموعة من الثوريين المصريين المناهضين للاستعمارالبريطانى وقد اتخذت بريطانيا بعدها عدة اجراءات قاسية ضد المصريين كان من اخطرها فض الشراكة مع مصر فى حكم السودان والانفراد التام بحكم السودان خلافا لاتفاقية الحكم الثنائى الموقعة فى 19 يناير 1899م والتى تنص على تقاسم السيادة على السودان بين بريطانيا و مصر . وكان تاسيس فريق استاك نتيجة لاندماج فريقى النصر فى حلة حمد و فريق اليونايتد فى حى الوابورات ومجموعة من لاعبى حى الديوم , وق حمل هذا الفريق اسم النصر و لكن سرعان ما تغير الاسم الى استاك وهنالك العديد من القصص عن سبب التسمية ” استاك” يضيق المجال هنا عن ذكرها , ولكن من المرجح ان التسمية قد اتى بها الاستاذ ومفتش التعليم عبدالحكيم جميل احد المؤسسين للنادى عندما اعجب بفريق كرة قدم داخلية استاك بكلية غردون ( جامعة الخرطوم) لاحرازها الكثير من الكئوس و الجوائز . وفى فترة ما قبل قيام الدورى فى السودان كانت هنالك العديد من البطولات التى تتنافس فيها تلك الفرق مثل :اس الحاكم العام و كأس البلدية و وكاس الصحة و التعليم , وكان لفريق استاك نصيب وافر من تلك الكئوس حيث نال كاس الحاكم العام و كأس البلدية , وعند تنظيم اول دورى فى السودان فى العام 1951 حقق نادى استاك الانجاز الكبير و التاريخى بنيله كاس البطولتين معا ( الدورى و كاس السودان) متفوقا على الهلال و المريخ وبقية الفرق الاخرى . وبالرجوع الى النكتة مثار الحديث فنرى ان مؤلفها قد جانبه التوفيق فى اقحام التحرير فى القصة وكان من الافضل للحبكة ان يكون هنالك نادى عريق اخر غير التحرير ولم يحرزوا اية بطولة وما عندهم ” التكتح” وبالطبع هنالك العديد من تلك الاندية , وبذلك فان النكتة كانت تصلح لنادى اخر غير التحرير وكما علق احد الاصدقاء ضاحكا ” كمان الموضوع جاب ليهو شراب قدام خشم باب النادى ! ”
وبمناسبة النكات و الطرائف فلا باس من سرد بعضها , يقال بان كل السودانيون كانوا فى انتظار خطاب الرئيس الاسبق نميرى عبر الاذاعة اذ ان الرئيس سوف يصدر قرارات هامة جدا , وفى نادى التحرير كان الانطون عثمان الحاج الاب الروحى لنادى التحرير قرب جهاز المذياع فى انتظار الخطاب والذى اعلن فيه الرئيس الرياضة الجاهيرية وحل جميع الاندية الرياضية و استبدالها بفرق المناطق والاحياء ويقول الحاضرين وقتها بان نميرى وهو يعلن هذه القرارات قال : بلا هلال بلا مريخ وهنا اغتبط عثمان الحاج و عقب قائلا ” ايوة يا ريس دة كلام صح , الا ان نميرى واصل بعدها قائلا : بلا موردة بلا تحرير وهنا شعر الانطون بخيبة الامل فقال معقبا ” يا اخوانا الريس دة جن ولا شنو ؟؟ ” رحم الله الانطون فقد كان كرس كل حياته من اجل نادى التحرير
وفى الصورة الاولى لقطة تزكارية بمناسبة احراز استاك لكأس الحاكم العام حيث نرى المرحوم الطيب الصافى وهو والد ال الصافى بحى الختمية وكان احد تجار سوق بحرى جاسا و امامه الكاس و الى يمينه يقف حامد حسن والى يساره محجوب محمد على لهم الرحمة و المغفرة . والصورة الثانية نرى مدخل النادى الحالى وهو يفتح الى الغرب تماما من جارته مدرسة بحرى الثانوية الحكومية فى حى الختمية وسط .
نكتة طريفة و معلومة غير صحيحة !!
بقلم : أمير شاهين
فى الاونة الاخيرة تلاحظ انتشار النكات بصورة ملفتة عبر وسائل التواصل الاجتماعى , والمعروف بان النكتة هي نوع من أنواع الأدب الشعبي تحكى قصة صغيرة أو موقفًا أو تسلسلًا من الكلمات بغرض التأثير على المتلقي وجعله يضحك. وفى هذا الصدد فان علماء الاجتماع يقولون بأن انتشار النكات قد يكون فى الاغلب فى المجتمعات التى تعانى من ضغوطات و صعوبات فى الحياة حيث يلجأ الناس الى التنفيس و التخفيف من اثار المصائب و الكوارث وهذا قد يفسر انتشار النكات بصورة ملفتة لدى السودانيين مؤخرا بسبب استمرار الحرب الملعونة فى البلاد وما خلفته من اوضاع غاية الصعوبة يعيشها السودنيون سواء داخل او خارج السودان , وبالامس تلقيت واحدة من تلك النكات الرائجة هذه الايام من اكثر من جهة واحدة مما يدل على ان النكتة فى صدارة النكات,. والنكتة مسار الحديث اتخذت من نادى التحرير البحراوى مادة للتندر من حيث ذكر انه لم يتحصل على اية بطولة او كأس بالرغم من تاريخه الطويل الممتد منذ العام 1923 ! ان بؤس حاضر النادى لا يبرر السخرية منه ! وبالرغم من ان الغرض من النكتة هو اضحاك الناس و رسم الابتسامة على وجوههم , الا اننى شعرت بعدم الارتياح و النقد عند سماعى لهذه النكتة ! وهذا ليس بسبب اننى نكدى لا احب الضحك او النكات او ابحث عن المشاكل وكما يقولون ( متلقى حجج) بل لان مؤلف النكتة استند على معلومات غير صحيحة مستنى فى الصميم وذلك بحكم صفتى كموثق و باحث فى تاريخ الخرطوم بحرى والاهم اننى اعتبر شخصى الضعيف واحد من اكبر محبى ومشجعى هذا النادى العريق ! وقبل الخوض فى التفاصيل ننقل اليكم النكتة مع بعض التعديل الخفيف مراعاة للذوق العام :
” جماعه اعمامك كبار بختوا شربتهم قدام نادي التحرير البحراوي ويقعدو يتونسوا ويشربوا وفيهم واحد عمك كبير كدا معروف لو جا الجيش مابديك من قزازتوا دي المهم اليوم داك جاهم ضيف من الجزيره قريب واحد فيهم واثناء ماهو قاعد معاهم مايعتر الا في عمك القطيم ده قال ليهو عليك الله ياحاج كب لي معاك كاس قام عمك احتراماً للضيف كب ليهو الكاس صاحبنا شرب الكاس وناولوا الكبايه قال ليهو شرابكم ده نضيف كدي كب لي واحد تاني ياعمك قام عمك قال ليهو ياولدي كدي اقرا اليافطه دي وشوف نادي التحرير ده اتاسس سنة كم ووريني قام الضيف عاين كدا قال ليهو اتاسس سنه 1923 قام عمك قال ليهو طيب ياولدي نادي اتأسس من سنه 23 ماشال ليهو كاس تجي انت في خمسه دقائق داير تشيل ليك كاسين ” أنتهى
والنكتة مضحكة بلا شك ! وكما يقولون انها ” جابت دخل” ولكن فى المقابل فانها بنيت على معلومات غير صحيحة نرى انه من الواجب تصحيحها , فاولا نادى التحرير البحراوى تاسس رسميا فى العام 1930 باسم استاك فى ايام الحكم البريطانى فى السودان , وستاك هو اللواء لى اوليفر فيتزماروس ستاك والذى كان واحد من ابرز القادة البريطانيين فى زمانه فقد كان حاكم عام السودان وفى نفس الوقت قائد عام الجيش المصرى فى الفترة من 1917 الى 1924م وقد تم اغتياله فى القاهرة فى 20 نوفمبر 1924م بواسطة مجموعة من الثوريين المصريين المناهضين للاستعمارالبريطانى وقد اتخذت بريطانيا بعدها عدة اجراءات قاسية ضد المصريين كان من اخطرها فض الشراكة مع مصر فى حكم السودان والانفراد التام بحكم السودان خلافا لاتفاقية الحكم الثنائى الموقعة فى 19 يناير 1899م والتى تنص على تقاسم السيادة على السودان بين بريطانيا و مصر . وكان تاسيس فريق استاك نتيجة لاندماج فريقى النصر فى حلة حمد و فريق اليونايتد فى حى الوابورات ومجموعة من لاعبى حى الديوم , وق حمل هذا الفريق اسم النصر و لكن سرعان ما تغير الاسم الى استاك وهنالك العديد من القصص عن سبب التسمية ” استاك” يضيق المجال هنا عن ذكرها , ولكن من المرجح ان التسمية قد اتى بها الاستاذ ومفتش التعليم عبدالحكيم جميل احد المؤسسين للنادى عندما اعجب بفريق كرة قدم داخلية استاك بكلية غردون ( جامعة الخرطوم) لاحرازها الكثير من الكئوس و الجوائز . وفى فترة ما قبل قيام الدورى فى السودان كانت هنالك العديد من البطولات التى تتنافس فيها تلك الفرق مثل :اس الحاكم العام و كأس البلدية و وكاس الصحة و التعليم , وكان لفريق استاك نصيب وافر من تلك الكئوس حيث نال كاس الحاكم العام و كأس البلدية , وعند تنظيم اول دورى فى السودان فى العام 1951 حقق نادى استاك الانجاز الكبير و التاريخى بنيله كاس البطولتين معا ( الدورى و كاس السودان) متفوقا على الهلال و المريخ وبقية الفرق الاخرى . وبالرجوع الى النكتة مثار الحديث فنرى ان مؤلفها قد جانبه التوفيق فى اقحام التحرير فى القصة وكان من الافضل للحبكة ان يكون هنالك نادى عريق اخر غير التحرير ولم يحرزوا اية بطولة وما عندهم ” التكتح” وبالطبع هنالك العديد من تلك الاندية , وبذلك فان النكتة كانت تصلح لنادى اخر غير التحرير وكما علق احد الاصدقاء ضاحكا ” كمان الموضوع جاب ليهو شراب قدام خشم باب النادى ! ”
وبمناسبة النكات و الطرائف فلا باس من سرد بعضها , يقال بان كل السودانيون كانوا فى انتظار خطاب الرئيس الاسبق نميرى عبر الاذاعة اذ ان الرئيس سوف يصدر قرارات هامة جدا , وفى نادى التحرير كان الانطون عثمان الحاج الاب الروحى لنادى التحرير قرب جهاز المذياع فى انتظار الخطاب والذى اعلن فيه الرئيس الرياضة الجاهيرية وحل جميع الاندية الرياضية و استبدالها بفرق المناطق والاحياء ويقول الحاضرين وقتها بان نميرى وهو يعلن هذه القرارات قال : بلا هلال بلا مريخ وهنا اغتبط عثمان الحاج و عقب قائلا ” ايوة يا ريس دة كلام صح , الا ان نميرى واصل بعدها قائلا : بلا موردة بلا تحرير وهنا شعر الانطون بخيبة الامل فقال معقبا ” يا اخوانا الريس دة جن ولا شنو ؟؟ ” رحم الله الانطون فقد كان كرس كل حياته من اجل نادى التحرير
وفى الصورة الاولى لقطة تزكارية بمناسبة احراز استاك لكأس الحاكم العام حيث نرى المرحوم الطيب الصافى وهو والد ال الصافى بحى الختمية وكان احد تجار سوق بحرى جاسا و امامه الكاس و الى يمينه يقف حامد حسن والى يساره محجوب محمد على لهم الرحمة و المغفرة . والصورة الثانية نرى مدخل النادى الحالى وهو يفتح الى الغرب تماما من جارته مدرسة بحرى الثانوية الحكومية فى حى الختمية وسط .
والى اللقاء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى