السودان: الأمين العام لتنسيقية تقدم يدعو لإنهاء العمليات القتالية دون شروط
أكد الأمين العام لـ”تنسيقية تقدم” أهمية إنهاء العمليات القتالية دون شروط مسبقة، مشدداً على أن تحميل القوى السياسية وزر الصراع يتجاهل الحقائق.
وقال الأمين العام لـ”تقدم”، صديق الصادق، الاثنين، إن التصعيد العسكري والإعلامي بين طرفي الحرب في السودان يتطلب معالجة جادة وشاملة.
وأشار لخطاب القائد العام للقوات المسلحة السودانية، عبد الفتاح البرهان، أمام الأمم المتحدة، الذي أكد فيه على مجموعة من المبادئ التي تشكل الأساس لتحقيق سلام دائم في السودان.
ولفت إلى البرهان أبدى التزامه بتفضيل الحلول السلمية وتبني عملية سياسية شاملة بملكية وطنية، مع رفض عودة النظام السابق.
ومع ذلك، أعرب صديق عن استغرابه من ربط البرهان إنهاء العمليات القتالية بانسحاب المليشيات وتجريدها من السلاح، حيث اعتبر أن هذا الخيار سيطيل أمد الحرب ويزيد من معاناة المدنيين.
وأوضح أنه في مفاوضات جدة في مايو 2023، كان الاشتراط خروج القوات من المنازل، وفي نهاية عام 2023 كان المطلب الخروج من المدن، والآن الحديث عن 13 ولاية، وهو شرط يُعد تعجيزياً، حيث أن مهمة الجيش تتمثل في حماية المدنيين والمدن والقرى.
وأضاف صديق أن قوات الدعم السريع لن تستسلم وتسلم سلاحها في الوقت الذي تمددت فيه عسكرياً في 13 ولاية. لذا، ينبغي أن تكون الشروط للجلوس للتفاوض بلا شروط مسبقة لوقف نزيف الدم السوداني ومعاناة المدنيين.
كما انتقد صديق المزايدات التي يقوم بها قائد الجيش بتحميل القوى السياسية وزر الصراع، مشيراً إلى أن الاتفاق الإطاري كان يسعى لدعم تأسيس جيش مهني قومي بعيد عن السياسة.
وأشار إلى أن القائد العام للجيش هو من قام منفرداً بتغيير المادة 5 من قانون الدعم السريع للعام 2017، مما ساهم في تعزيز وجود قوات الدعم السريع.
ولفت إلى أن الحرب التي بدأت في أبريل كانت نتيجة لانقلاب أكتوبر، الذي كان يهدف لحماية الفساد. وأكد أن تحميل القوى السياسية وزر الحرب يتجاهل الحقائق التي شهدها الشعب السوداني.
كما أكد صديق على أهمية محاسبة كل من يثبت تورطه في الجرائم، حيث أشار تقرير بعثة تقصي الحقائق إلى ارتكاب القوات المسلحة والقوات المتحالفة معها جرائم حرب.
وأضاف: كل هذه الاتهامات يجب أن يتم التحقيق فيها بشكل عادل وشفاف، مع محاسبة كل من يثبت تورطه في تلك الجرائم، لضمان عدم إفلات الجناة من العقاب.
من جهة أخرى، ثمّن صديق موقف قائد قوات الدعم السريع وموافقته على المشاركة الإيجابية في جميع مبادرات تحقيق السلام. ومع ذلك، أشار إلى ضرورة أن تتوقف قوات الدعم السريع عن الانتهاكات التي ارتكبتها.
ولفت إلى أن التصريح الأخير الذي يتحدث عن وقف التفاوض مع الجيش؛ هو انتكاسة كبيرة، مشيرا إلى أن السودانيين لن يجدوا من الحرب سوى الموت والتشريد والذل والإهانة.
وأضاف: نؤيد إقرار قائد الدعم السريع عدم تشكيل حكومة وهو أمر مهم لتجنيب البلاد سيناريوهات التقسيم، إلى جانب إعلانهم تسهيل وصول الإغاثات.
وتابع: “لكن يجب على قوات الدعم السريع أن توقف الإنتهاكات التي يرتكبها منسوبوها، والتي أُشِير إليها في تقرير بعثة تقصي الحقائق على أنها جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب.
مناشدة
ووجه صديق مناشدة لقائدي الجيش والدعم السريع، قائلاً إن حماية المدنيين وتسهيل وصول الإغاثات هي من أولويات المرحلة الحالية.
وأكد أن استمرار الحرب لن يحقق نصراً لأي طرف، بل سيؤدي إلى مزيد من المعاناة، بما في ذلك القتل والتشريد واللجوء والجوع.
وأكد الأمين العم لـ”نسيقية تقدم” على أن الحرب ستنتهي بالتفاوض، وأن “تقدم” ستواصل العمل مع القوى المدنية والسياسية لإيقاف النزاع وتحقيق السلام في السودان.