وقفة احتجاجية تطالب برفع الحصار عن مخيم زمزم بشمال دارفور
تأزمت الأوضاع الإنسانية بشكل كبير داخل مخيم “زمزم” للنازحين بولاية شمال دارفور بسبب الحصار المتواصل الذي تفرضه قوات الدعم السريع على المخيم ومنعها دخول الإغاثة والقوافل التجارية.
ونظم عدد كبير من سكان المخيم وقفة احتجاجية الأحد، طالبوا خلالها المجتمع الدولي بضرورة التدخل لإنقاذ أرواح الآلاف الذين يواجهون خطر الموت جوعًا.
وفي الحادي عشر من سبتمبر الجاري، سيطرت قوات الدعم السريع على بلدة دارالسلام، وهي المنفذ الوحيد الذي كان يغذي مخيم زمزم، واعتقلت عشرات التجار بعد أن اتهمتهم بتهريب الوقود إلى المعسكر.
وقال المتحدث باسم مخيم زمزم محمد خميس دودة لـ”سودان تربيون” إن “أعدادًا كبيرة من النازحين نظموا وقفة احتجاجية ناشدوا خلالها بضرورة فك الحصار العاجل عن مخيم زمزم”.
وأضاف أن قوات الدعم السريع أحكمت سيطرتها على كل المنافذ المؤدية إلى المخيم ومنعت دخول المعونات الإنسانية والقوافل التجارية، وكان آخرها ما جرى في منطقة دارالسلام خلال الأسبوعين الماضيين.
وكشف عن آثار سلبية ترتبت على الحصار، من بينها ظهور ندرة كبيرة في الأدوية بالمستشفيات الخاصة بالنساء والتوليد، وتحدث عن مخاطر عديدة تهدد حياة النساء الحوامل واللاتي يلدن عن طريق العمليات القيصرية.
وأشار كذلك إلى ندرة الوقود، مما أدى إلى تعطل آبار مياه الشرب، وكشف عن ارتفاع سعر برميل المياه إلى نحو عشرة آلاف جنيه، وهو مبلغ قال إنه يفوق طاقة النازحين نظرًا لانعدام فرص العمل والسيولة النقدية.
كما كشف عن معاناة كبيرة يعيشها النازحون الجدد القادمون من مدينة الفاشر ومناطق أخرى، حيث يقيمون في دور الإيواء والساحات العامة، وناشد بسرعة التحرك الدولي لإجبار قوات الدعم السريع على فك حصارها عن المخيم ومدينة الفاشر.
وبلغت أزمة الجوع داخل زمزم مرحلة خطيرة، حيث يلجأ عشرات النازحين إلى الاعتماد على مخلفات الفول السوداني بعد استخراج الزيت منه، والمعروفة بـ”الأمباز”، علاوة على مخلفات حبوب الدخن بعد قشرها واستخدامها كوجبات رئيسية للأطفال.
وتتحدث منظمات الامم المتحدة عن وقوع مجاعة في مخيم زمزم، الذي يؤوي نصف مليون نازح، لكن السلطات السودانية نفت ذلك، وأرجعت نقص الغذاء في مخيمات النزوح إلى الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع على الفاشر.
وكان سكان مخيم زمزم ومدينة الفاشر يعتمدون على المنفذ الغربي الذي يبدأ من منطقة طويلة، الواقعة شرق جبل مرة، للحصول على المواد الغذائية والدوائية، وذلك بعد حصار الفاشر من الاتجاهين الشمالي والشرقي.