من الاخر كدا : نحن امة تكذب وتتجمل حين نرسم صورة ناصعة زائفة لدواخلنا المظلمة لاجل التغطية علي عورات الروح واسقاطاتنا النفسية
صورتنا الحقيقية حين نراها في المرآة لاتكذب ولا تتجمل.. وهي ذات الطريقة يجب أن ننظر بها إلي تلك الصورة المزيفة التي طالما رسمناها لدواخلنا المظلمة عن طريق تقنية الفوتوشوب وعلقناها في جدارن نفسنا الامارة بالسوء لأجل التمويه والتغطية على عورات الروح وإسقاطاتنا النفسية وإعوجاجنا الاجتماعي على طريقة ( القرد عند امو غزال ) والتي طالما ظهرت بوادرها بعد الحرب وكشفت لنا عن كم هائل من النفاق الاجتماعي الناتج عن خلل كبير في التركيبة النفسية للمواطن السوداني الذي ( يقول مالايفعل )
ومتصدياً ومتقمصاً للعديد من الشخصيات ذلك حين تجده داعية وأخرى واعظاً ومرشداً ومدرباً و فيلسوفاً وقائداً وخطيباً وعالماً وباحثاً اجتماعياً وطبيباً نفسياً وعالماً فلكياً يفتي في كل شيء دون سند أو مرجعية علمية متشبثاً بوجهات نظره العقيمة في محاولة لإقناع الطرف الآخر بمقدراته الخارقة التي لاتحمل أي مرجعية أو صيغة علمية توطد لهذه الوظائف الأكاديمية المتخصصة المرتبطة بالجامعات ومراكز الأبحاث تاكيداً لمصداقيتها ومشروعيتها بعيداً عن التأويلات
والتنظيرات التي نحاول من خلالها تمرير إسقاطاتنا النفسيه ونفاقنا الاجتماعي بجهل مطبق وبحيث إن هذه الحالة تسببت في تحويل حياة المواطن السوداني إلى جحيم لايطاق لجهة تمرير معلومات مغلوطة تبنتها الفئة العظمى وبالتالي أصبحت للبعض كمرجعية يجب الدفاع عنها وما عداها فهو الشرك بعينه
يجدر القول إن النفاق الاجتماعي يعد من أحد أسباب التخلف بيد أنه انحدر بمجتمعنا إلي الدرك الأسفل في حركة مجتمعات العالم المتطور إذ مازال الجهل والدجل والوهم والإيمان بقدرات البعض الخارقة للطبيعة مثل شيخي طار وأن ترى أحدهم يشرب من ماء وضوء شيخ باعتباره إحدى البركات المنزلة من السماء إنهم يفعلون ذلك عن قناعة وإيمان مطلق علي اعتبار أن هذه الممارسات نابعة من الدين حسب تصورهم وحسب تلك المعلومات المغلوطة التي ظلوا يتلقونها بصورة منهجية في مجتمعات مغلقة وهي أشبه بجلسات غسيل المخ يحدث كل ذلك من قبل فئات درجت على استقلال الدين كتجارة رابحة تدر الأموال كما أن بوسعها وضع أمثال هولاء المنافقين في خانة الشخصيات الاجتماعية البارزة والمؤثرة مجتمعياً وسياسياً ودينياً عدا أن هذه الميزات التي بنيت على باطل ونمت في بيئة تعج بالجهل فإن تأثيرها كان أكثر وضوحاً في تقييد حركة المجتمع نحو المعرفة والانطلاق نحو آفاق العلم والتطور لأجل خلق مجتمع معافى وغير مشوه اجتماعياً على نحو مايحدث في بلادنا الآن وكشفت عنه الحرب بجلاء حيث إنقسم الشعب الي طوائف أبرزها تلك الطائفة التي ظلت ترفض التطور والانفتاح والممارسة الديمقراطية وكانت السبب الرئيسي ا فيما آلت اليه الأمور في بلادنا