الأعمدة

جنينة عبود معلم بحراوي اصيل

اذا كانت حديقة البلدية فى حلة حمد والتى انشاها الانجليز فى العشرينيات من القرن الماضى تعتبر من اوئل الحدائق و المنتزهات العامة ليس فى بحرى فقط بل وفى كل السودان وكانت نهايتها فى عهد الرئيس الاسبق جعفر نميرى عندما تم بناء فندق قصر الصداقة الكورى فى محلها , الا ان حديقة عبود او كما نطلق عليها جنينة عبود والتى تم انشاؤها فى فترة اوائل الستينات فى عهد حكم الرئيس الاسبق الفريق ابراهيم عبود 1958-1964م والتى تقع فى قلب الخرطوم بحرى تماما قد اصبحت بمثابة التعويض لسكان بحرى عن فقدان حديقة البلدية و اكتسبت شهرة كبيرة كواحدة من اجمل و اهم المتنزهات العامة فى ولاية الخرطوم , . وهنالك العديد من الكتابات عن تاريخ الحديقة ولعل من ابرزها ما كتبه الاستاذ على طه مهدى و الاستاذ الدكتور عمر زيدان وقد ذكر الاستاذ زيدان الاتى:
“حديقة عبود فى البداية كان حدها الشرقى شارع النص الذى يفصل بين الحديقتين الجزء الشرقى الفيه الان الالعاب هو امتداد للحديقة ولم يكن تابع لها هذا الجزء اصلا كان ملعب نادى الامير الذى كان داره عبارة عن منزل شمال الحديقة بشارعين تقريبا بيت ناصية تابع لال القراى وعندما بدا العمل تحول الملعب الى الجهة الغربية الان المسمى بملعب الامير الذى تم تحويله لرابطة الختمية
بداية التشييد كانت فى اواخر الخمسينيات وكان طين البحر يجلب من النيل الازرق وتم افتتاحها بواسطة الرئيسين إبراهيم عبود وجمال عبدالناصر عام ١٩٦٠وقاما بغرس شجرة عند المدخل الغربى ”
والحديقة التى اصبحت معلم بحراوى بارز تتمتع بموقع فريد فهي تتوسط حى الاملاك الانيق و الختمية العريق و تقع على بعد مسافة قصيرة شمال كوبرى النيل الأزرق وحديقة اركويت التى تم تغيير اسمها الى الزوادة فى شارع البلدية وسينما الحلفايا ومدرسة العزبة الابتداية 1 و نادى الاملاك والمدرسة الاهلية ( االسكة حديد) والى الشمال الغربى منها نجد نادى التحرير العريق و مدرسة العزبة البتدائية 2 ومدرسة بحرى الثانوية و التى كان اساتذة مادة الفنون قيها يحرصون على جلب الطلاب الى الحديقة فى حصة الفنون وذلك لرسم المناظر الطبيعية الخلابة التى تشتهر بها الحديقة و خصوصا اشجار النخيل الملكى الفارع الطول و البديع المنظر الذى يزين المدخل و الممر الرئيسى , والحديقة هى فى الاساس تتكون من حديقتين يفصل بينهما شارع زلط جميل المنظر فى اتجاه شمال/جنوب, وفى اعقاب ثورة اكتوبر التى ازاحت حكم عبود فى العام 1964 تم تغيير اسم الحديقة الى حديقة القرشى ولكن الاسم لم يستمر طويلا .
وفى فترة حكم الرئيس نميرى تم تاسيس مركز ثقافة الطفل حيث كانت الحديقة مقرا له وكان به قسم الموسيقي والفنون الجميلة والمسرح وفى عهد الانقاذ امتدت يد البزنس و الاستثمار الى الحديقة حيث استولت منظمة الشهيد على الحديقة وتم بناء الصالة الذهبية في الجزء الغربى منها المطل على ميدان رابطة الختمية ( ميدان الامير القديم)
وفى الختام نسأل الله ان تتوقف الحرب االملعونة وان يعود الامن و السلام الى بلادنا مرة اخرى .
والى اللقاء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى