بعد عودة كيكل : قوات درع الشمال تدفع بمطالب من بينها مراجعة اتفاق سلام جوبا
طالب الفريق محمد عبد الحافظ عقلة، قائد قوات الصمود المشتركة درع الشمال، بإعادة تقييم اتفاق سلام جوبا قبل الشروع في عملية الدمج. وأكد على ضرورة أن يشمل الاتفاق جميع الحركات المسلحة التي شاركت في معركة الكرامة، حتى لو لم تكن طرفًا في الاتفاقية الأصلية، وذلك لضمان شمولية الاتفاق وإنصاف جميع أقاليم السودان.
وأشار عقلة إلى أن هذا التوجه من شأنه أن يوحد السودانيين تحت راية القوات المسلحة، مما يساعد في تجنب أي نزاع مسلح قد ينشأ في مرحلة ما بعد الحرب. وأكد على أهمية تحقيق الاستقرار في البلاد من خلال تعزيز الوحدة الوطنية وتفادي الانقسامات.
كما دعا القوات المسلحة إلى الاستمرار في معركة الكرامة وعدم الانصياع للأصوات التي تطالب بوقف القتال أو التفاوض مع قادة المليشيات الذين تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء. وشدد على ضرورة أن تتحمل القيادة العسكرية مسؤولياتها في تحقيق العدالة وعدم التفريط في السلطة حتى يتم تسليمها لجهات منتخبة تعبر عن إرادة الشعب.
كان قد رحب الجيش السوداني، في بيان صدر (الأحد)، بأول انشقاق لقائد من “قوات الدعم السريع” مع مجموعة من قواته للانضمام إلى صفوف الجيش. هذه الخطوة تعتبر علامة بارزة في الصراع القائم، حيث تعكس تحولاً في ولاءات بعض العناصر العسكرية.
وأوضح المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية أن أبوعاقلة كيكل، الذي كان يقود مجموعة كبيرة من قواته، قد قرر الانحياز إلى جانب الحق والوطن بعد مغادرته صفوف المتمردين. وأشار إلى أن هذا القرار جاء بعد أن أدركوا زيف دعاوى مليشيا آل دقلو الإرهابية، التي اعتبرها أدوات لتنفيذ أجندات إجرامية تهدف إلى تدمير البلاد.
وأكد البيان أن القوات المسلحة ترحب بشجاعة هؤلاء المنشقين، مشدداً على أن الأبواب ستظل مفتوحة لكل من يرغب في الانحياز إلى صف الوطن. كما جددت القوات المسلحة تأكيدها على عفو رئيس مجلس السيادة لكل متمرد يختار العودة إلى الوطن ويبلغ عن موقعه لأقرب قيادة عسكرية في جميع أنحاء السودان.
وكان قد أفاد المتحدث الرسمي باسم قوات الدعم السريع، الفاتح قرشي، بشأن انضمام قائد الدعم السريع في ولاية الجزيرة، أبو عاقلة كيكل، إلى الجيش السوداني، بأن القوات قد رصدت تحركات كيكل مع بعض قيادات حزب المؤتمر الوطني. وأكد قرشي أن هذه التحركات تأتي في إطار صفقة مشبوهة.
وأوضح قرشي في بيان له أن كيكل تم استقطابه من خلال صفقة قادها شقيقه، حيث قام بإجراء مجموعة من الاجتماعات في مدينتي القضارف وبورتسودان. وأشار إلى أن كيكل قد سلم نفسه للجيش السوداني مقابل وعود بعمل عسكري واستخباراتي.
وأكد قرشي أن عملية تسليم كيكل تعتبر حدثاً عابراً لن تؤثر على الوضع القائم، مشدداً على أن القوات ستظل متيقظة لمثل هذه التحركات التي تهدف إلى زعزعة الاستقرار.