انتقادات حادة للمبعوث الأمريكي بعد تغريدة حول الأزمة الإنسانية في السودان
في تغريدة لفتت الانتباه على منصة إكس، “تويتر” سابقًا، أكد المبعوث الأمريكي توم بيريللو، ان “الحواجز البيروقراطية التي فرضتها مفوضية العون الإنساني، أعاقت وصول الغذاء والدواء العاجلين إلى أكثر من سبعة ملايين سوداني”.
واوضح أن “هناك جهودًا دولية مستمرة لإيصال المساعدات إلى مختلف أنحاء السودان، إلا أن المفوضية تحتاج إلى تسهيل هذا العمل، بما في ذلك ضمان بقاء معبر أدري مفتوحًا”. وأردف: “لا يمكن السماح باستخدام الجوع كسلاح في الحرب.”
هذا الرد جاء بعد استفسار من عبد الرحمن، الذي غرد قائلاً: “سعادة السفير، في الوقت الذي تصل فيه مساعدات إلى تشاد، إلا أنها لا تصل إلى اللاجئين السودانيين، من المسؤول عن ذلك، ولماذا لم يتم التعامل مع هذه المشكلة بعد؟”
التغريدة التي تجاوزت حاجز 39 ألف مشاهدة والمناقشات التي تلتها لم تقتصر على القضايا الإنسانية فحسب، بل أثارت تساؤلات حول دور الولايات المتحدة في السودان.
أحد المعلقين عبّر عن قلقه من الفساد وندرة الخدمات اللوجستية، قائلاً: “ما لم تتخذ الأمم المتحدة والجهات المانحة خطوات صارمة، سيبقى السودانيون المتضررون من الحرب والجوع محرومين من المساعدات، واعتبر ان الفساد ونقص البنية التحتية اللوجستية هما من أبرز الأسباب، فضلا عن التقارير التي تشير إلى أن بعض مواد الإغاثة تُباع مقابل المال.”
في تعليق آخر، انتقد أحد المستخدمين فتح معبر أدري قائلاً: “سيد توم، فتحتم معبر أدري لإيصال الأسلحة الإماراتية إلى ميليشيا دقلو. إذا كنتم جادين في مساعدة الشعب السوداني، فهناك مطارات أخرى مثل مطار بورتسودان يمكن استخدامها لإيصال المساعدات” وأضاف ” معبر أدري أصبح مخصصاً لدعم التمرد ضد الشعب.”
ولم تخلُ التعليقات من انتقادات للدبلوماسية الأمريكية، حيث اعتبر أحد المستخدمين أن الأسلوب الذي استخدمه المبعوث الأمريكي في توجيه الانتقادات إلى الحكومة السودانية كان استعلائياً. وقال: “استخدام كلمات مثل ‘يجب’ و’ينبغي’ مع دولة ذات سيادة يعكس أسلوباً غير دبلوماسي. من أعطى المبعوث وأمريكا الحق في توجيه الدول بما يجب عليها فعله؟ وأردف: أنتم الآن تُشردون وتجوعون أهل غزة ولا أحد يوجهكم.”
في تعليق أكثر حدة، وجه أحد المعلقين اتهامات مباشرة إلى المبعوث الأمريكي، قائلاً: “توم، أنت تعلم جيداً من يمنع وصول المساعدات. الإمارات تستخدم معبر أدري لإيصال الأسلحة إلى قوات الدعم السريع التي ترتكب جرائم التطهير العرقي. أنت متواطئ مع الإمارات.”
في ختام النقاشات، تساءل أحد المستخدمين عن دور المبعوث الأمريكي، قائلاً: “أعلنتم منذ عدة أشهر عن مهمتكم، ولم يهتم أحد بكم، كنا نعتقد أن مهمتكم هي وقف الحرب، وليس تنسيق جهود الإغاثة، فهذا دور يجب أن تقوم به الأمم المتحدة وليس الولايات المتحدة.”
مع ازدياد التفاعل، أصبحت التغريدة محور نقاشات واسعة حول الأزمة الإنسانية والسياسية في السودان، ما جعلها تتصدر الترند وتفتح الباب أمام مزيد من التساؤلات حول دور القوى الدولية في هذا الصراع المعقد.