تُعتبر إعداد دراسات الجدوى من الخطوات الأساسية التي يجب اتخاذها قبل بدء أي مشروع واستثماره،: عين علي الاقتصاد .. د.خالد فواز
تُعتبر إعداد دراسات الجدوى من الخطوات الأساسية التي يجب اتخاذها قبل بدء أي مشروع واستثماره حيث تساهم هذه الدراسات في تقييم الجوانب المختلفة للمشروع وتحديد مدى جدواه. تشمل هذه الدراسات خمس مجالات رئيسية ينبغي الالتزام بها لتحقيق نجاح المشروع وتفادي الخسائر المحتملة.
1. **دراسة السوق**: تتطلب هذه الدراسة من الفرد الراغب في بدء مشروعه أن يكون على دراية شاملة بحالة السوق الذي ينوي الاستثمار فيه. يتعين على المستثمر زيارة الموقع المستهدف لجمع المعلومات حول عدد المنافسين في نفس المجال، والأسعار والخدمات التي يقدمونها، بالإضافة إلى حجم العملاء المحتملين لكل مشروع منافس. كما يجب عليه تحديد المزايا التنافسية التي يمكن أن يقدمها مشروعه، سواء من حيث الأسعار أو جودة المنتجات أو العروض الترويجية التي تفوق تلك المقدمة من المنافسين. علاوة على ذلك، يجب أخذ تكاليف الإيجار وحجم المكان المراد استئجاره في الاعتبار، بالإضافة إلى تقدير التكاليف الإجمالية للمشروع من بدايته حتى نهايته وكيفية تحقيق الربح المتوقع بناءً على دراسة العرض والطلب.
2. **الدراسة الفنية**: تتعلق هذه الدراسة بكفاءة فريق العمل المعني بالترويج للسلع والخدمات، حيث يجب أن يكون لدى الفريق القدرة على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أو الترويج في الشوارع والمدن لزيادة الوعي بالمنتجات وجذب العملاء.
3. **الدراسة القانونية**: تشمل هذه الدراسة الالتزام باللوائح والتشريعات المحلية، مثل الحصول على التراخيص اللازمة لمرافق الكهرباء والمياه، والتأمين على العمال، والامتثال للضرائب، سواء كانت ضرائب عوائد أو ضرائب شخصية تُفرض على الأرباح.
إن الالتزام بإجراء هذه الدراسات بشكل دقيق يُعتبر ضروريًا لضمان نجاح المشروع وتحقيق الأهداف المرجوة.
رقم أربعة يشير إلى المخاطر المرتبطة بتوقع فشل المشروع في أي لحظة، وعدم تحقيق أي أرباح حتى في حالة نجاح المشروع. يتعين على المستثمر أن يكون واعيًا لاحتمالية الفشل، حتى لو كان يتوقع تحقيق أرباح تفوق التوقعات. لذا، يجب أن يأخذ في اعتباره إمكانية تعثر المشروع في أي مرحلة بعد إجراء دراسة الجدوى ودراسة السوق.
لتجنب فشل المشروع، ينبغي اتخاذ بعض التدابير، مثل عدم الاعتماد على وعود الأفراد الذين تم التحدث إليهم عند بدء المشروع، حيث قد لا يتقبلون الفكرة. من المهم أيضًا أن يكون هناك تحفظ في إعداد النسب بدلاً من زيادة العدد بشكل عشوائي. على سبيل المثال، يمكن توزيع عشرة أفراد على خمسة محلات، بحيث يتم شراء منتج معين في كل منها. عند بدء المشروع، يُفضل تقديم ثلاثة أصناف فقط من المنتج المتخصص لتجنب التلف أو الخسارة الناتجة عن عدم البيع، مع تقليل الإنتاج إلى الحد الأدنى لتفادي خسائر كبيرة.
تتم هذه الدراسة قبل فتح المشروع، حيث تشمل معرفة رأس المال المطلوب، والعائد المتوقع من الأرباح، ودرجة المخاطر، والفرص البديلة المتاحة وكيفية تحقيق أفضل ربح مقارنة بالمشاريع السابقة.
كما يُستشهد بمقولة الاقتصادي الحائز على جائزة نوبل، دانيال كانيمان، حول التفكير السريع والبطيء، حيث يشير إلى أن المديرين غالبًا ما يقدرون الأرباح دون أخذ احتمالية الفشل بعين الاعتبار، مما قد يؤدي إلى تفاؤل مفرط.
أما بالنسبة للرقم خمسة، وهو العنصر الأخير، فيتعلق بمدير يمتلك معرفة كافية بأسرار السوق ولديه خبرة كافية في إدارة المشروع. إذا كان صاحب المشروع على دراية كافية بإدارته وكيفية تحقيق الأرباح وتجنب الخسائر، فإنه سيكون قادرًا على إدارة المشروع بشكل أفضل. أما إذا كان يفتقر إلى المعرفة بالسوق أو الإدارة، فمن الأفضل أن يُسند هذه المهمة إلى متخصص لتفادي الخسائر المحتملة.