رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير.. أسامة صالح

الأعمدة

متى ما ذهب الطغاة يتركون بعدهم الكوارث ..!

الناظر الى التاريخ السياسي على الاقل منذ اندلاع الحربين الاولى والثانية وما نجم عنهما من تشكل جديد لخارطة العالم حيث اختفت امبراطوريات و تشظت بعض الدول بموجب اتفاقيتي ..قصر فرساي و سايس بيكو ..فان كل الكوارث التي حلت بعالمنا الثالث اما تسبب فيها ديكتاتور جاهل بعواقب فعلته اثناء حكمه او متجاهلا تبعاتها اللاحقة لزواله .
لن نعود الى زمان هتلر ولا استالين ولا فرانكو ..لكن على المدى القريب نجد ان العراق واليمن وليبا وسوريا و السودان والى حد ما تونس ..هم المثال الأقرب.
فالحاكم الجاهل وهنا لا نقصد جهله القراءة والكتابة بالفهم التقليدي لهما.. وانما جهله في كيفية قراءة التاريخ السابق لعهده وكتابه ما هو مشرق في سفر الحياة ليخلد بطلا في صفحات الذكر الطيب و لا يذهب ويترك صورته تلطخ حائط الزمن من بعده يقذف عليها المارة باحذية اللعنات .
صحيح هم في سبيل التغطية على حلمهم بالديمومة المستحيلة فوق كرسي السلطة و تسهيلا لسرقة مقدرات البلاد لذاتهم و من يمدحون قبحهم بنفاق الخطب و الولاء النفعي تجدهم يجتهدون في توفير قدر من الامن و متطلبات العيش النسبية مقابل تكميم الافواه وسلب الحريات ويجعلون رماد سواءتهم تحت صفيح لا يعكس الحرارة وقتيا ولكن ما ان ينزاح ذلك الغطاء حتى يشتعل اواره ويتناثر حريقا في كل انحاء الوطن بل ويتعداها..مثل ما هو حاصل في كل البلاد المجاورة وغيرها الوارد ذكرها انفا خلال العقد الذي اعقب هبة رياح التغيير الشعبي فيها .
وهنا يكمن الفرق بين الحاكم الذي يستولي على السلطة بوضع اليد العقائدية او المسوقات الوراثية او بضغط الاصبع على زناد السلاح ويقول للشعب انا ومن بعدي الطوفان..وبين الحاكم الذي تنتخبه الارادة الشعبية والذي وان لم ولن يسلم من مقاربة الاخطاء في عهدته المحددة دستوريا ولكن عندها يمكن ازاحته بذات الارادة التي تكون هي الحاكم الحقيقي ..ويمكن بالمقابل اعادة تفويضه اذا احسن الاداء في عهدته المنقضية .

زر الذهاب إلى الأعلى