عادل خلف الله : أولوية وقف الحرب مسؤولية وطنية عامة وفرض عين ليبقى السودان عزيزاً ناهضاً ديمقراطياً موحداً ومستقلا أو لا يكون

*الناطق باسم حزب البعث العربي الاشتراكي م.عادل خلف الله
*▪️ نداء حمدوك جاء في وقت لكسر الجمود في الموقف الراهن وتليين حدة المواجهات*
*▪️ نداء السلام يلتقي في كثير منه مع ما طرحته الرؤية الحوارية التي طرحها حزب البعث ولجنته الاقتصادية وقوى اخرى*
*▪️ متوقع أن تواجه الدعوة تشكيكاً في جدواها فضلا عن الشروط التعجيزية لطرفي الحرب*
*▪️ القوى السياسية لا تملك أدوات ضغط سوى طرح المبادرات السلمية وحشد الرأي العام وتنظيمه في الداخل والخارج ولا يمكن تجاوزها*
*▪️ أولوية وقف الحرب مسؤولية وطنية عامة وفرض عين ليبقى السودان عزيزاً ناهضاً ديمقراطياً موحداً ومستقلا أو لا يكون*
في سياق مبادرة أو نداء د.عبد الله حمدوك رئيس الوزراء السابق أو المستقيل في الفترة الانتقالية، تم أجرء حوارا مع الناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي المهندس عادل خلف الله، حول توقيت المبادرة وإمكانية تحقيقها لاختراق في مواقف الأطراف المتحاربة..
*كيف ترى التوقيت الذي جاء فيه نداء حمدوك لوقف الح-رب؟*
يجيء نداء السلام الذي أطلقه دكتور عبد الله حمدوك في وقت ، لكسر الجمود في الموقف الراهن وتليين حدة المواجهات والاستقطابات، حيث ما تزال مساعي وقف الح-رب، الذي تتبارى فيه قوى إقليمية ودولية تراوح مكانها. فيما تسعى أقطاب الح-رب العبثية المدمرة لإطالتها وتدويلها وتحويلها لح-رب استنزاف، رغم إدراكهم لمخاطرها ودفع البلاد باتجاه التفتيت والتشظي. وضحاياها أغلبهم من المدنيين وما تبقى من البنى التحتية، وذلك من أجل إحداث اختراق في الوضع يمكن من استشراف أفق للسلام.
*لكن هل المرحلة الحالية تتحمل مبادرة جديدة؟*
التاريخ مثل الطبيعة لا يقبل الفراغ، لذلك لابد من فعل يناسب المرحلة وبأدوات متكافئة، ومن ثم فالنداء اجتهاد من د. حمدوك الذي يعبر، فيما يبدو، عن دفع تحالف القوى المدنية الديموقراطية صمود لتحمل مسؤولياتها دون تخطى قوى اخرى، خلال هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها البلاد، ويشكل بالتالي جزءاً من أدواتها السلمية والمدنية من أجل وقف الح-رب وتحقيق السلام وإعادة الإعمار وبما يحافظ على الوحدة والسيادة كما يرى حزب البعث.
*وهل تعكس دعوة حمدوك موقفاً فردياً أم تعبر عن تيار مدني واسع؟*
نداء السلام في محتواه لا يعبر عن مجموعة القوى المكونة لتحالف القوى المدنية الديموقراطية الذي يرأسه الدكتور عبد الله حمدوك، فحسب، وإنما يعبر عن ما طرحته العديد من القوى السياسية والاجتماعية وشرائح الجماهير الرافضة للح-رب والمتطلعة للسلام. ومنها الرؤية الحوارية التي طرحها حزب البعث، التي لخصها الأستاذ المناضل علي الريح السنهوري ضمن مشاركته في ملتقى القاهرة، وأكدت عليها مشاركات الحزب الأخرى، وعززتها اللجنة الاقتصادية لحزب البعث العربي الاشتراكي بمساهمة اقتصادية اجتماعية لمجابهة إفرازات الح-رب وما ألحقته من تخريب ودمار برؤية وطنية وبرنامج لإعادة الإعمار والإنعاش الاقتصادي.
*وما توقعاتك حيال قبول أو تعثر المبادرة التي أطلقها حمدوك؟*
من المتوقع أن تواجه هذه الدعوة المتجددة لوقف الح-رب، ما لاقته دعوات مماثلة من تشكيك في جدواها وفي مصداقيتها، فضلا عن تعنت طرفي الح-رب، وما يطرحانه من شروط تعجيزية، خاصة ما يصدر من قيادة القوات المسلحة ومن الفريق عبد الفتاح البرهان شخصياً، التي كان لها دور كبير في إطالة أمد الح-رب وفي تعطيل منبر جدة، وإفشال مساعيه من أجل وقف الح-رب.
*إلى أي مدى يمكن أن تؤثر شخصية كحمدوك في تقريب وجهات النظر بين طرفي الح-رب؟*
من الممكن أن يكون لشخصيات مثل حمدوك أدواراً إيجابية، لدعم جهود السلام، إذ أن بإمكانها أن تؤثر، بهذا القدر أو ذاك، في مجرى الأحداث من خلال تقريب وجهات النظر بين الأطراف المت-حاربة. وهي أدوار مطلوبة طالما استمرت الح-رب اللعينة، مع التأكيد على أن مسعى السلام ودرء المخاطر على السودان وشعبه ومحيطه وشواطئه يتسع لكل الجهود الخيرة. إذ أن النوايا والرغبة في تحقيق ذلك تتطلب استنادها على إرادة مكافئة واسعة تحشد كافة ممكنات الشعب وخبراته النضالية في سبيل ذلك والتقيد الصارم بما يتم التوافق عليه موضع التنفيذ.
*وهل تمتلك القوى المدنية أدوات ضغط لدفع طرفي الح-رب نحو التفاوض؟*
لا تملك القوى السياسية والجماهيرية والمدنية، أدوات ضغط أخرى، غير طرح المبادرات السلمية وحشد وتعبئة الرأي العام في الداخل والخارج حولها، من أجل دفع طرفي الح-رب للجلوس إلى مائدة التفاوض لوضع نهاية للح-رب بعد أن تبين أنهما لن يذهبا من تلقاء أنفسهما. فالتقاء طرفي الح-رب كما ورد في نداء السلام، هو الخطوة الأولى نحو إنهاء الح-رب، وتحقيق السلام عبر التفاوض.
*لكن مصدر المبادرة حاليا جهة واحدة وهو التحالف الذي يتزعمه حمدوك؟*
إن أولوية وقف الح-رب ووضع حد للانت-هاكات الجسام، كمطلب ملح في الوقت الراهن، تتجاوز الأفراد وأدوارهم، فهي لا ترتبط بهذا الشخص أو ذاك، دون تبخيس لأي جهد ومبادرة مقدرة، وإنما هي مسؤولية وطنية وفرض عين، يجب على الجميع القيام به، بإخلاص وحسن نية، تتخطى الاهتمام بالمصالح الشخصية والفئوية الضيقة، بالسمو إلى سماء القيم والمصالح العليا للسودان وشعبه، في هذا المنحى العصيب والاختبار المصيري، ليبقى السودان عزيزاً ناهضاً ديمقراطياً موحداً، أو لا يكون.
*هل تعتقد أن تصريحات حمدوك ستعيد إنتاجه في المشهد السياسي عبر بوابة المبادرات؟*
الدكتور حمدوك، موجود وفاعل في المشهد السياسي، وكذلك يتعلق الأمر بآخرين، كل من موقعه يسعى من أجل تحقيق هذا الهدف المشترك، وهو إيقاف الح-رب كأولوية وطنية، ولا يرتبط بطموحات شخصية، بقدر ما يرتبط بمصلحة عامة، هي مصلحة مجموع الشعب وتطلعاته في وقف الح-رب.
*ما هي السيناريوهات المتوقعة حيال قبول طرفي الح-رب لمبادرة حمدوك وإمكانية أن تكون بداية مسار لتسوية شاملة؟*
الح-روب تنتهي دائماً بتفاوض، بما في ذلك الح-رب الجارية في بلادنا منذ عامين، بالتالي من المتوقع، إذا ما وجد نداء السلام القبول من طرفي الح-رب، أن يتم اللقاء الذي يقترحه النداء لطرفي الح-رب، بحضور مجلس الأمن الدولي والإفريقي، بجانب الفصائل والقوى الأخرى لبحث وقف إطلاق النار، وإنهاء الح-رب وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية للمتضررين من الاقت-تال، كبداية لاتفاق واسع للقوى السياسية والاجتماعية حول استعادة المسار الانتقالي الديموقراطي بسلطة انتقالية مدنية تنجز مهام متوافق عليها بالتوازي في أقصر فترة ممكنة لتوفير متطلبات إجراء انتخابات عامة لانبثاق سلطة منتخبة تعبر عن الإرادة الوطنية للشعب، وتكون في خدمته وبلا وصاية من أحد عليه. فصلتها رؤية حزب البعث ولجنته الاقتصادية سواء ما يتصل بمهام الانتقال أو ما يرتبط بالإعمار والإنعاش الاقتصادي.
وأن يكون شعب السودان هو من يقرر في حاضر ومستقبله وشؤون بلاده، عوضاً عن دفع أقطاب الح-رب لتدويلها واستدعاء المزيد من التدخلات الخارجية، إقليمية ودولية.