
الرويس : لجنة الإعلام والبرامج
أمس القريب، كانت تفاصيل المشهد المهيب، تنادي المدعون من كل فج بعيد، ليملأوا بحضورهم ساحات الموقع الرحيب، كانت وجهة الجميع، ارتكاز (الرويس) بتنقاسي، بعد سماعهم (بروجي) النفير، الذي اطلقته لجنة الإستنفار والمقاومة الشعبية، بمحلية مروي، لحضور الإفطار السنوي في رمضان، نزولا تحت ظلال دوحة أهل(تنقاسي) الوريفه،التي كانت وستظل، مضرب المثل في إكرام ضيوفها، بصور شتي، تعجز عن وصفها الكلمات..
تزين المكان بحضور لافت، جاءت الوفود من كل مكان، من دنقلا، تسابقت الخطوات، لاستقبال وفدها الميمون، ممثل الوالي، الأستاذ محجوب محمد سيداحمد، وقائد ركب المقاومة بالولاية، الفريق مهندس د، صالح يسن، إلي جواره لفيف من أعمدة المقاومة الولائية، اتجهت الانظار كلها، ناحية (عرين الأسود) الفرقة ١٩ مشاه، رفعت التمام، لقائدها اللواء الركن، طارق سعود، وفي الخاطر، جملة المجاهدات،التي مافتئت تقوم بها، منذ دحرها الأول لمحاولات الأعداء، غزو مروي، قبيل إشعال فتيل الحرب في الخرطوم…ثم كانت الإدارات الأهلية، من بينهم الناظر عثمان سيداحمد، والعمدة عثمان كنيش، وغيرهم من الرموز واعيان المجتمع، الذين جاءوا من مروي ونوري، وابودوم، وتنقاسي والقرير ومساوي واوسلي و وامرى الصمود، وغيرها، من طلائع الشباب، وكتائب الجنود والمستنفرين، وأمهات الشهداء، واخوات المقاتلين، من نساء المحلية، تتقدم ركبهن،وتحمل رايتهن، (نعيمة الله) ، و (خلوق كتيره ما معروفه جات من وين)…
أمس القريب، بدأت الفرحة ونجحت الخطة، وتماسكت الرّصة، عندما انبري رئيس المقاومة بمحلية مروى، اللواء الركن، محمد الأمين الزين ، نيابة عن كل اعضاء اللجنة، يعلن للملاء، ثبات المقاومة علي مبادئها، بالوقوف خلف القوات المسلحة، واسناد ظهر الفرقة ١٩ مشاه، دون تراجع او خزلان، فالمقاومة بسندها الشعبي، ستكون كالعهد بها، بإذن الله، بمثابة الحائط السميك، الذي ستتكسر عليه، نصِال التآمر الصدئه، والمحاولات اليائسة داخل المحلية او خارجها، فقطار المقاومة الشعبية بالمحليه، قد غادر محطات الإنتظار، منطلقا علي دروب الانتصارات ، التي مازالت تحققها القوات المسلحة في كل المحاور وجبهات القتال، مدركا لاهدافه وغاياته، فالمتخلفين عن إدراك القطار، عليهم الإسراع لللحاق به، قبل أن يتجاوزهم الزمن، وتنصرف عنهم الأنظار.
ما فعله أهل تنقاس في (الرويس) أمس، فاق بكل المقاييس، ما فعله (حاتم الطائي)، الذي سارت بذكر كرمه الركبان، منذ وقت مبكر، والشمس تتهادي بلطف نحو مغربها، حملت العربات، والروؤس والكفوف،(جرادل)، التبلدي والعرديب، والقريب والكركدي،وما جادت به خيرات بلادنا، من الفواكه والتمور، تمددت (الصواني) التي حفلت بمطايب الطعام، من (المشاوى) و(الملفوف) و(المسلوق) حتي أن سيد المائدة المالوف(الفول المظبط)، زهد الناس في تناوله، بعد ان وُضعت امامهم، جبال(اللقمه)، وقد (عامت) في (سمن) مصفي تقيل، كما وصفها صديقنا الشاعر د محمد بادي، عند رثائه لجده ، سعيد بادي العكودابي… أهل الكرم والجود، في تنقاسي تنافسوا امس، واحرزوا الدرجة الكاملة، فازوا برمتهم، رجالا ونساءاً، علي المركز (الأول)، في مدرسة الكرم السوداني ، غير المسبوق، فلهم التحية والدعوات، خاصة لقائد قطار الكرم، و(الألفة) الحاج بابكر، ومعاونيه، الذين تصدوا للمهمة، وكان النجاح والبلاء الحسن،،، نجاح الحاج بابكر، ليس غريبا عليه، الرجل له في جوانب المقاومة والعمل العام ،صولات وجولات، إذا أسندت له تنفيذ أمر، وكلفته به، ثق أنه منجزه بالتمام، سيكون النجاح حليفه، بتوفيق من الله، وثقتة في نفسه، فامثاله تحتاجهم المقاومة بشدة، في هذا التوقيت العصيب.
بالأمس، رأيت المرحوم( محمد احمد ابحوتي) جالسا بين الناس، يؤدي دوره الذي اعتاد عليه، رغم إني والله لم التقيه وأسعد بمعرفته قبل رحيله، ذكره الناس جميعهم بخير، وطافت سيرته المبهرة تتناقلها الالسن، يوم كان قائدا ورائدا ومبادرا، وللديار حاميا، بجهده وكسبه وماله، سيجزيه الله علي حسن صنيعه، أجرا وثوابا، فالناس هم شهداء الله في الأرض، فقد شهدوا له، بالتفاني والإخلاص وصدق النوايا، التي بذلها لأهله ووطنه، وما كان يرجو من وراء ذلك جزاءا ولا شكورا…
بالأمس، كانت ملحمة تنقاسي الكبري، أطلقت صافرتها، لجنة المقاومة والاستنفار، فكان التداعي وكانت الاستجابه، الضيافة والكرم، وصدق القول والعمل، شكرا زملاء الخندق الواحد في دنقلا، بوجودكم سعدنا، ومن عذب كلماتكم نهلنا،وحديثكم عن مروى من فيضه ارتوينا، والثناء لقائد الفرقة ١٩، اللواء الركن، طارق سعود احمد حسون، اتتك المقاومة الشعبية أمس بكاملها، لا تقول لك كما قالت بنو إسرائيل لنبي الله موسي (اذهب انت وربك فقاتلا انا هنا قاعدون)، بل أذهب انت وجندك، قاتلوا بحول الله وقدرته، فنحن خلفكم واقفون، ولجهودكم مقدرون،ولما تقومون به مدركون،حتي يعز الله أمتنا بنصر مضمون…وأن كان من كلمة في الختام، فهي لكتيبة إعلام المقاومة،يقفون باقلامهم ، سنداً وعضداً، خلف حملة المدافع والسلاح، حتي تنجلي معارك الكفاح،بالنصر المؤزر والنجاح، حي علي المقاومة حي علي الفلاح، حتما سيشرق نور الصباح، بإذن الواحد الفتاح…..