
⚽️ ضربة حرة مباشرة
بقلم / معاوية أبوالريش
في الوقت الذي تستعد فيه جماهير كرة القدم الأفريقية لمتابعة مباراة الإياب المرتقبة بين الهلال السوداني والأهلي المصري في ربع نهائي دوري أبطال أفريقيا، تدور معركة أخرى خلف الكواليس، معركة كسب القلوب والأنصار في الساحة الموريتانية.
“حقائق لا يمكن تجاهلها”
ملعب شيخا ولد بيديا (وهو رئيس سابق للاتحادية الموريتانية لكرة القدم ) بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، والذي سيحتضن المباراة، يتسع لـ 8500 متفرج فقط. وبحسب لوائح الكاف، يحق للأهلي المصري الحصول على 5% من سعة الملعب، أي ما يعادل 425 مقعداً فقط.
لكن ما يثير القلق هو ما كشفه الإعلامي الموريتاني المعروف، يسلم سيدي، من أن إدارة النادي الأهلي بدأت بالفعل في عملية منظمة لحشد الجماهير الموريتانية لمساندة فريقها. الأمر لم يقتصر على توزيع أعلام النادي الأهلي، بل اماكر ليشمل تكفلاً كاملاً بنقل هذه الجماهير من وإلى الملعب، مستعينة في ذلك بالسفارة المصرية في نواكشوط للتواصل مع روابط المشجعين المحلية.
” سبات إداري في لحظة حاسمة”
في المقابل، تبدو إدارة الهلال السوداني غافلة عن هذا البعد المهم من المنافسة. فرغم التنبيهات المتكررة بضرورة التنسيق مع روابط مشجعي الأندية الموريتانية الكبرى مثل نادي انواذيبو والجمارك وتفرغ زينة، وتوفير وسائل النقل لهذه الجماهير، وتوزيع أعلام وقمصان الهلال عليهم، إلا أن الاستجابة لا تزال غائبة.
الأمر يزداد غرابة عندما نعلم أن المباراة تُعتبر على أرض الهلال الافتراضية، وأن الفريق السوداني في أمس الحاجة إلى دعم معنوي، خاصة في ظل صغر حجم الجالية السودانية المقيمة في موريتانيا.
” فرصة لا تزال قائمة”
رغم تأخر إدارة الهلال في التحرك، إلا أن الفرصة لا تزال متاحة للاستفادة م هو خبرة ومعرفة الإعلامي الموريتاني يسلم سيدي، الذي أبدى استعداده للمساعدة في حشد الجماهير الموريتانية لمساندة الفريق السوداني، نظراً لعلاقاته الوطيدة مع رؤساء روابط المشجعين للأندية الموريتانية الكبرى.
” أهمية الدعم الجماهيري في معركة الإياب”
لا يخفى على أحد أهمية العامل الجماهيري في مباريات كرة القدم، وتحديداً في مرحلة خروج المغلوب من دوري أبطال أفريقيا. فالدعم الجماهيري يمنح اللاعبين دفعة معنوية هائلة، ويخلق ضغطاً نفسياً على الخصم، وغالباً ما يؤثر في قرارات الحكام.
الهلال السوداني، الذي يسعى للتأهل إلى نصف نهائي البطولة القارية، بحاجة ماسة إلى تحويل ملعب شيخا ولد بيديا إلى قلعة زرقاء، من خلال استقطاب دعم الجماهير الموريتانية، التي يمكن أن تشكل الفارق في هذه المواجهة المصيرية.
” دعوة للتحرك العاجل”
الوقت لا يزال متاحاً لإدارة الهلال للتحرك بسرعة وفعالية، والتواصل مع الجهات المعنية في موريتانيا، وتنظيم حملة مدروسة لاستقطاب الجماهير المحلية. فالمعركة على المدرجات لا تقل أهمية عن المعركة على أرضية الملعب، والفريق الذي ينجح في كسب قلوب الجماهير الموريتانية، سيكون قد قطع شوطاً كبيراً نحو حسم التأهل لصالحه.
فهل تستيقظ إدارة الهلال من سباتها قبل فوات الأوان؟ أم أن الأهلاي سينجح في تحويل ملعب شيخا ولد بيديا إلى قلعة حمراء في عقر دار الهلال الافتراضي؟