رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير.. أسامة صالح

الأخبار

تحشيد وتعزيزات عسكرية كبيرة حول مدني والفاشر

في تطور جديد، زادت الأطراف المتنازعة في السودان من تعزيز وجودها العسكري حول مدينتي الفاشر ومدني، بينما تواصل وحدات الجيش والقوات الموالية للدعم السريع تقوية مواقعها في هاتين المنطقتين الاستراتيجيتين.

تأتي هذه التحركات في وقت حساس، حيث مر عام كامل منذ أن استولت قوات الدعم السريع على مدينة مدني، التي تعتبر مركزًا اقتصاديًا هامًا في البلاد.

ومع دخول الحرب في السودان عامها الثاني، يزداد التصعيد العسكري بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مناطق حيوية من البلاد، حيث ركزّت الأنظار في الأيام الأخيرة على مدينتي الفاشر في دارفور و“مدني” في ولاية الجزيرة، في ظل تزايد الاشتباكات والغارات الجوية بشكل مكثف.

في الفاشر، المعقل الأخير للجيش في إقليم دارفور، أفادت مصادر ميدانية بتقدم جديد لقوات الدعم السريع داخل المدينة، مما يعزز من موقعها في الإقليم الاستراتيجي الذي يعد حلقة وصل بين السودان وتشاد وأفريقيا الوسطى وليبيا.

هذا التطور يثير مخاوف من تفاقم النفوذ العسكري لقوات الدعم السريع في المنطقة.

وفي الوقت نفسه، واصلت الغارات الجوية التي تشنها طائرات الجيش السوداني قصف مناطق متعددة في دارفور، مما أودى بحياة أكثر من 400 شخص خلال الأيام الأربعة الماضية، وفقًا لتقارير من منظمات حقوقية.

ومن أبرز الهجمات، الغارة الجوية على سوق مزدحم في بلدة “كبكابية” بشمال دارفور، والتي أسفرت عن سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين.

وقد وصفت منظمة العفو الدولية هذا الهجوم بأنه “جريمة حرب”، مشيرة إلى أن قصف سوق مزدحم بالمدنيين لا يمكن تبريره بأي حال من الأحوال، حتى في حال وجود جنود من الطرفين المتنازعين في المنطقة. وعلق تيغيري تشاغوتا، المدير الإقليمي للمنظمة، قائلاً: “استخدام المدنيين كدروع بشرية أو استهدافهم بشكل متعمد يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني”.

تتفاقم الوضع الإنساني في السودان، حيث قدرت بيانات كلية لندن للصحة العامة أن أكثر من 60 ألف شخص قد لقوا مصرعهم منذ بداية الحرب في أبريل 2023، وأُجبر نحو 14 مليون شخص على النزوح من منازلهم.

تتعرض البلاد لأزمة غذائية حادة، حيث يواجه أكثر من نصف سكانها، الذين يُقدّر عددهم بنحو 48 مليون نسمة، تهديدات خطيرة تتعلق بالجوع.

في ظل هذه الأوضاع الميدانية والإنسانية المأساوية، كررت الولايات المتحدة وبريطانيا دعوتهما للعودة إلى طاولة المفاوضات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

ومع استمرار التصعيد العسكري وغياب أي أفق لحل سياسي، تزداد المخاوف من أن يؤدي هذا الصراع المستمر إلى مزيد من التدهور في الوضعين الأمني والإنساني في السودان، في وقت يواجه فيه الشعب السوداني معاناة شديدة جراء القصف والدمار والتهجير، ويبدو أن فرص الوصول إلى اتفاق سلام أو هدنة تتضاءل بشكل واسع.

زر الذهاب إلى الأعلى