
الجزء الاول:
وانا علي متن الطائرة حاولت استثمار الوقت في السماع للشيخ عبد الرشيد الصوفي عبر شاشة المقعد وبعدها استهوتني مشاهدة بعض الأفلام لان مره سابقة شاهدت لأول مره الفلم السوداني ستموت في العشرين وبرغم الانتقادات الكثيرة التي واجهها الفيلم إلا ان العمل حصل علي جوائز عالمية ومن منطلق هذا الإعجاب بالفيلم وانا امرر سبابتي من علي الشاشة مستعرضاً عدة أفلام وقع علي عيني فيلم بعنوان وداعاً جوليا ومن خلال الصورة التي صاحبت الإعلان عن الفيلم صورة امرأة من سحنتها انها من جنوبنا الحبيب واستهواني المشهد فاخترت ان اشاهد الفيلم وكانت الدهشة وبرغم التعب والإرهاق الذي صاحب يوم سفري إلا ان سيناريوهات الفيلم كانت تحكي عن حقيقة وعن واقع عايشناه فقط بأعيننا وبنظرتنا الدونية لأخواننا في جنوبنا الحبيب
الفيلم جسد مشاهد قد تكون حقيقية إبان حقبة ولحظات دامية عقب الإعلان عن وفاة الجنرال الوحدوي جون قرنق ميراديت والاحداث المؤسفة جراء اختلاط الشائعات واحداث الشغب التي صاحبت خبر مقتل ملهم اخواننا من جنوب السودان
لا افهم كثيرا في السياسة ولكن من اكبر السقطات في تاريخ السودان اتفاقية نيفاشا التي مهدت الطريق للخلاص من جزء عزيز من وطننا السودان وفراق نفر اصيل هم اخواننا من الجنوب الذين نشهد لهم بالأصالة وهم من عمروا وشيدوا كل المباني الشاهقة في عواصمنا المختلفة من الأقاليم آنذاك والولايات حالياً من غيرهم كان يعمل في المهنة التي استعصت علي كل أبناء اهلنا في كل المناطق شمالا وشرقاً وغرباً ووسطاً ليس تقليلاً من همة ومقدرة اخواننا الآخرين ولكن هذه حقيقة لابد ان نذكرها ونحن الان اصبحنا سواسية كأسنان المشط من جراء ما الم بنا من حرب دمرت الأخضر واليابس وأهانت شعباً بأكمله وشردت الملايين من أبناء شعبنا المغلوب علي امره امتهن اخواننا من جنوبنا ألحبيب هذه المهنة الشاقة وكثير من المهن الاخري الأكثر شقاوة من اجل الكسب الحلال في مجتمع متضارب الهوية متلون النوايا صابرين علي كل المضايقات والاستسغار فكانوا اخوة طيبين نقيين السريرة متصالحين مع انفسهم متقبلين ما ينوبهم بصبر وجلد فخرج من رحم امهاتهم قادة وأطباء ومهندسين ومحامين ومعلمين وفنانين وموسيقيين وفي هذه الاخيرة أقولها بالفم المليان ان لايوجد شخص من اخواننا من الجنوب اشتر (لايجيد التناسق مع الإيقاعات او الموسيقي او الغناء) وهذا يعني ان اخواننا من الجنوب الحبيب مسكونون فنياً بالفطرة وهذا الابداع نتاج طبيعي للبيئة المتنوعة في الجنوب وهذا التنوع الثقافي نتج عنه انسان فنان في كل مجال من المجالات المختلفة ولا ننسي المجال الرياضي الذي برع وتألق فيه اخواننا من الجنوب ومثلوا كل المنتخبات الرياضية المختلفة فكانوا نجوماً في كرة القدم والسلة والكرة الطائرة وشاركوا بأسم السودان في جميع المحافل العربية والأفريقية المختلفة فجاء الاستفتاء الذي تمخضت عنه اتفاقية نيفاشا معلنة انفصال الجنوب بتدبير خارجي معروف لدي الجميع
في الجزء الثاتي
اكتب عن مشاهد وسيناريو صاحب فيلم وداعاً جوليا
ترقبوا الأجزاء القادمة