
انهيار الأسواق العالمية… وترامب يفجّر أزمة اقتصادية بـ9 تريليونات دولار
الأسواق تترنح تحت وطأة حرب تجارية فجّرها ترامب – الصين توقف التداول – وآبل تخسر 450 مليار دولار – والمحللون يحذّرون: العالم يدخل حقبة تقلبات غير مسبوقة.
يوم الإثنين 7 أبريل 2025، شهد العالم واحدة من أعنف الهزات الاقتصادية منذ عقود. فقد اجتاحت البورصات العالمية موجة انهيارات جماعية، تزامنت مع تصعيد تجاري غير مسبوق قاده الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب، وأدى إلى خسائر تجاوزت 9 تريليونات دولار في الأسواق الأميركية وحدها. بينما أعلنت الصين وقف التداولات في أسواق المال، في مشهد وصفته وسائل إعلام رسمية بأنه “لحظة تاريخية قاتمة”.
ترامب يضغط الزناد… البورصات ترد بالدم الأحمر
في مسعى لتقليص عجز الميزان التجاري الأميركي البالغ 900 مليار دولار، أطلق ترامب سلسلة من الرسوم الجمركية العقابية شملت الصين وتايوان وعددًا من شركاء الولايات المتحدة.
فُرضت رسوم بنسبة 54% على الصين، و32% على تايوان، إلى جانب تهديدات برسوم إضافية تشمل 25% على الحديد والألومنيوم والسيارات، و20% على سلع استهلاكية تدخل حيّز التنفيذ يوم الأربعاء المقبل.
لكن النتيجة كانت كارثية؛ فبدلاً من تعديل الميزان التجاري، هوت البورصات الأميركية، وفقدت أكثر من 9 تريليونات دولار من قيمتها السوقية خلال أيام، مع تراجع عنيف في مؤشرات داو جونز وناسداك وS&P 500.
آبل تتهاوى… و450 مليار دولار تتبخر
من بين أكبر الخاسرين كانت شركة “آبل”، التي فقدت 450 مليار دولار من قيمتها السوقية بعد فرض الرسوم الجديدة.
تراجع سهم الشركة إلى ما دون 200 دولار، بسبب اعتمادها على التصنيع في الصين، حيث يتم إنتاج أكثر من 90% من هواتف آيفون.
وقد حذر محللون من أن الشركة ستكون في صلب العاصفة التجارية، خصوصاً إذا ردّت بكين بإجراءات انتقامية تخص سلاسل التوريد والإمداد.
الصين توقف التداول… والأسواق تنهار
في خطوة غير مسبوقة، أعلنت السلطات الصينية إيقاف التداول مؤقتًا في البورصات بعد انهيارات حادة وصفتها وسائل الإعلام الحكومية بـ”التاريخية”.
مؤشر شنغهاي المركب فقد أكثر من 7%، في حين هوى مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ بأكثر من 13%.
وقالت الهيئة الصينية للأوراق المالية إن القرار جاء “لحماية المستثمرين ومنع الانهيار الكامل”، بينما تصاعدت مخاوف من انتقال العدوى إلى الأسواق الناشئة الأخرى.
أوروبا على الحافة… والنمو في خطر
لم تنجُ القارة الأوروبية من الاضطرابات. فقد أغلقت مؤشرات ألمانيا وفرنسا وبريطانيا على خسائر ثقيلة، تجاوزت في بعضها 5%.
وخرج محافظ بنك اليونان محذرًا من أن الرسوم الأميركية قد تؤدي إلى خفض نمو منطقة اليورو بنسبة تتراوح بين 0.5 إلى 1 نقطة مئوية، وسط تراجع حاد في قطاعي السيارات والصلب.
محللون: ما يحدث يتجاوز أزمة… إنه تحوّل في النظام الاقتصادي
قال تيم جراف، رئيس استراتيجية الاقتصاد الكلي في أوروبا والشرق الأوسط:
“هذه لحظة محورية… ستُذكر بعد 10 أو 20 عامًا. السوق لا تواجه فقط تصحيحًا بل تحوّلاً كاملاً في سلاسل التجارة العالمية.”
من جانبه، حذّر جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لـ JPMorgan Chase، من أن هذه الإجراءات “ستبطئ الاقتصاد العالمي وترفع التضخم وتضعف ثقة المستهلكين”.
شبح 1929 يلوح في الأفق
لا تخفي الأسواق تشبيه ما يجري اليوم بانهيار الكساد الكبير عام 1929.
تراجعات متزامنة، قرارات سياسية انفعالية، غياب تنسيق دولي، وضغط على سلاسل التوريد… كلها مؤشرات تنذر بأن الأزمة قد لا تكون عابرة، بل مرحلة جديدة من الاضطراب الاقتصادي العالمي.
ختاما مؤشرات :
بينما تترنح الأسواق تحت وطأة قرارات سياسية مفاجئة وتصعيدات تجارية غير مسبوقة، يبدو أن العالم دخل مرحلة جديدة من عدم الاستقرار المالي والاقتصادي.
الأسئلة التي تفرض نفسها الآن: هل تتدخل البنوك المركزية العالمية سريعًا لاحتواء الموقف؟ وهل هناك نية سياسية حقيقية للتهدئة قبل أن تتحول الأزمة إلى ركود عالمي؟
الوقت وحده كفيل بالإجابة، لكن المؤكد أن ما حدث في 7 أبريل 2025 سيبقى محفورًا في ذاكرة الاقتصاد العالمي… كنقطة تحوّل لا تقل خطرًا عن أزمة 1929 أو 2008.
احمد بن عمر
الاثنين الاسود 7 أبريل 2025