رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير.. أسامة صالح

تقارير

برقية إلى نخب الرزيقات والمسيرية (الصامتون) صمت القبور في أزمنة النصيحة والافصاح.

 

الشريف حسين خوجلى.

تقديم:- دكتور عصام دكين.
انسب صفة ان يوصف بها حسين خوجلى وتسبق اسمه ليس عبارة الاستاذ او الدكتور او البروفيسور او الصحفى فهى صفات اقل من قامة حسين خوجلي بكثير فانسب صفه هى الشريف حسين خوجلي بن الإشراف وهذا ليس سموا عرقيا إلى حسين خوجلي لكى نميزه به بل سمو اخلاقى وانسانى ودينى وروحى ووطنى وأم درمانى، سمو فوق كل شى فوق الجراحات والخلافات والألم.
* لاول مرة يكتب الشريف حسين خوجلي ود الشرفه بركات بهذه المرارة لابناء ونخب غرب السودان الذين صمتو صمت القبور ونحن نزبح زبح الشياه وننهب وكأننا غربا فى السودان بلادنا بلاد اجدادى ولنا فيها جهد وعرق ودم بلا ذنب جنيناه وفى ارضنا وديارنا ومع ذلك نشتم بأننا عيال عوين.
* الشريف حسين خوجلي اننا نعلم ان جدك الشريف احمد ود طه ناصر الأمام محمد احمد المهدى مع جدودنا كل اتى براياته وحيرانه واهله هذه المناصرة والوقفة لم تشفع لهم ولاجيالهم لقد عاقبنا خليفة المهدى بالزبح زبح اجدادى الضباينة رغم انهم كانوا فى الصفوف الأولى للمهدية وسد شرق السودان بجماجمهم حتى لا تدخل المسيحية والطليان السودان وجلبوا الاحباش من دوكة مكتفين ومعهم الخواجات والنصارى الطليان. فنحن أيتام واحفاد شهداء من قبل الخليفة عبدالله التعايشى.
* لقد نسينا ذلك الماضى المؤلم انستنا له ام درمان السودان المصغر فصاهرنا الغرابة عرب وزرقة رغم المرارة وصنع واقع جديد للسودان متسامح تخالطنا وتصاهرنا مع احفاد جلادينا ولكن للأسف عادت التعايشية بصورة أعنف واكثر انتقاما. هل هى جينات ام ماذا؟
* السؤال ماذا جنينا حتى نعاقب بلا رحمة وللمرة الثانية؟ نقتل فى قرانا ومدننا الصغيرة والكبيرة بدم بارد بدون ذنب جنيناه.
* شكرا جزيلا ايها الشريف حسين خوجلي وانت تكتب للتاريخ كلمات ذهبيات شريفات كشرفك الذى عرفناك به وحبك للجمال والإنسانية بلا تميز.
* اذكر ذات مساء من امسياتك الجميلة فى الخرطوم الجميلة بالعمارت ليلة ولا كل الليالى عن الفنان المرحوم التاج مصطفى سردا تاريخيا عن مسيرته الفنيه مع بناته واسرته وهو بن السروراب وحفيد الشيخ الطيب ود البشير وبن حى العرب وتستضيف الفنان الشاب ابن ام درمان حى العرضة وهو من اصل جنوبى يعشق غناء التاج مصطفى الشاب عزالدين قدم اغانيات رائعات من اغانى التاج مصطفى وكأنه التاج مصطفى بملامح جنوبية وانت تتحدث عن السودان الصغير الذى تكون فى ام درمان وانتج الشاب الفنا عزالدين العاشق والمحب للفنان التاج مصطفى الأخ غير الشقيق للشاعر سيف الدين الدسوقى وانت خبير بأم درمان واسر ام درمان وتمازجها قلت فى نفسى ان الشريف حسين خوجلي عبر عبورا فى كل شى وهو لوحدة امة فهو كنز من كنوز السودان وأم درمان يعرف كل كبيرة وصغيرة وكل اسرة فى أحياء ام درمان.
انت رجل شريف فى كل شى لا تعرف العنصرية والتفرقة فقط تبحث عن الجمال والفن والإنسانية.
* أخرى أيضا من جماليات الشريف حسين خوجلي ذات مرة فى قناة ام درمان وانت تستضيف الراحل الشاعر اللواء عوض احمد خليفة والملحن عبداللطيف خضر ود الحاوى وعدد من الفنانين الشباب وانت دائما تقدم الشباب اذاعين وفنانين وصحفين وايام لها ايقاع وهم يقدمون اروع الاغاني فقلت للحضور والمشاهدين عندنا بنية(بنت) مهندسة مغنية وتعنى انصاف فتحى قلنا ليها ماذا تغنى لينا قالت بغنى ليكم اغنية غاية الآمال للفنان ابراهيم عوض فكان تعليقك ان البنية انصاف فتحى عملت لينا شبكة مع الشاعر اللواء عوض احمد خليفة شاعر الأغنية والملحن ودالحاوى والفنان إبراهيم عوض فقلت لكن محمدية رحمة الله عليه والفرقة قاردين على فكنا اى حلنا من هذه الشبكة فكانت انصاف فتحى عبدالعزيز فى اغنية غاية الآمال فى غاية الإبداع والأداء فهى للشاعر اللواء عوض احمد خليفة ابن ام درمان الموردة وكان كل الحضور خليط من المكونات السودانية التى تعشق الفن والجمال وأم درمان ولا تعشق العنف والسرقة والنهب والقتل والاغتصاب كما حدث لنا من أهلنا القادمين من غرب السودان.
* الشريف حسين خوجلي رسالتك إلى نخب الرزيقات والمسيرية وبعض القبائل الدارفورية كانت تجول بخاطرى ان اكتب لهم ولكن خشيت ان يقول على عنصري او ان الوقت غير مناسب لمثل تلك الكتابات فاوفيت وكفيت ايها الشريف حسين خوجلي شقيق الشهيد عبدالاله خوجلي صنديد دار الهاتف رجع صداها النيل……..

هذه رسالتنا إلى نخب الرزيقات والمسيرية وبعض القبائل الدارفورية التي تماهت مع العصابة والجريمة نقول صارخين وهاتفين في شفقة تماثل الحزن والأسف، إن لم تحرككم وتهزكم:

** عاصفة الموت المجاني لشبابكم لصالح المؤامرة والأجنبي موت جعل فرقانكم مترعة بالأيامى واليتامى والأرامل والشيوخ والعذابات المادية والمعنوية التي ملأت الصحارى قفراً على قفرها والحواكير بؤسا على بؤسها.

** إن لم تحرككم هذه المجازر التي طالت كل بقاع السودان وبيوت الغبش الآمنين في الحواضر والقرى قتلاً واغتصابا ونهباً وأنتم تنظرون في بلاهة وغباء تاريخي.

** وإن لم تحرككم وتهز مشاعركم الميتة كل الذي جرى في البنية الأساسية لبلادنا للمشافي التي تداويتم فيها، والمدارس التي فكت عنكم أسر الجهالة، والجامعات التي قدمتكم للمجتمعات للداخل والخارج وزراء وتكنوقراط ورجال أعمال وحكام. نسيتم كل ذلك وحطمتم بايديدكم كل ذلك ليس في الوسط وحده، بل حتى في دياركم وما الذي حدث في الجنينة ونيالا وزالنجي والضعين ببعيد.

** إن لم تحرككم هذه المجازر التي تنفذ بحرفية عالية على يد العصابات من ابنائكم والمرتزقة من وراء الحدود، تلك المجازر التي طالت كل برئ ليس له علاقة بالحرب أو بالثروة أو بالحكم والحاكمية. حدث هذا وأنتم تحدقون بلا مبالاة بمجازر اهلكم في مخيم زمزم وأبو شوك ومخيم عطبرة ومجزرة الأمس بالصالحة التي قال قاتلها المجرم جار النبي على كل الاذاعات والقنوات والميديا ( نعم ساذبحكم بسكيني ولن أخير فيكم طلقة واحدة)
لم تحرككم كل هذه المجازر التي جعلت الأرض جرداء والقلوب والحاضر والمستقبل.

** لم تحرككم هذه الدعاوى البائسة التي تدين دولة ٥٦ التي كنتم نوابها ووزراءها ورؤسائها واحزابها، لم تحرككم الشتيمة والبذاءات التي تطال الاباء المؤسسيين من المدنيين والعسكريين الذين صنعوا بذكاء الاستقلال من داخل البرلمان دون أن يسكبوا قطرة دم واحدة، وانتم تعلمون أن عواصم مجاورة سكبت أنهرا من الدماء في سبيل حق تقرير المصير والاستقلال.

** لم يحرككم هذا العنف اللفظي اليومي الذي يوجه للنخبة والقبائل النيلية تلك التي آختكم وعلمتكم الاعتدال والوسطية واحترام القانون، واصبحتم جزءا اصيلا من سياستها واجتماعها وثقافتها وفنونها.

** لم تحرككم كل هذه المرافعات المكتوبة بالدم والدموع والأنين كأنما قُدِدتم من صخر وصنعتم من نار كما خلق الشيطان.
لقد آثرتم المنافي والمرافئ والمال الحرام والصمت المريب عن الحق والحقيقة صمت الجبناء المنحازين للجريمة والعصابة والأجنبي والكراهية والعدمية في سبيل حفنة من الدولارات ووعد كاذب بالدولة المستحيلة والسلطة القابضة والاستوزار الهباء.

هنيئاً لكم بهذا الرزق الرخيص وهذه الاستكانة المشهودة وهذا التولي عن كل القيم التي كان الشعب يظن أنكم انتبهتم لها نظرا وتطبيقا. إنكم تأكدون بهذا السقوط التاريخي المخزي بأنكم تنتمون لأصول ومعتقدات لا علاقة لها بالوطنية ولا بالدين ولا بالانسانية، ولكن عليكم أن تقلبوا صفحات التاريخ تدبرا فمتى انتصرت عصابة على شعب ومتى سمقت همجية فوق حضارة ومتى كتبت القيادة لعملاء ومرتزقة وخونة وابقين؟

وقد صدق رب العزة في كتابه وهو أصدق القائلين بآيات كأنها نزلت في حقكم اليوم اليوم وسار بها الدعاة والكادحين والصابرين (الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) أُولَٰئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا (105) ذَٰلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا (106).

زر الذهاب إلى الأعلى