رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير.. أسامة صالح

الرياضة

إنتر ميلان يكسر شفرة فليك: قصة المصيدة التي تحولت إلى مقتل أصحابها”


كتب : معاوية أبوالريش
في ليلة أوروبية لا تُنسى، كشف إنتر ميلان الإيطالي عن ثغرات خطيرة في استراتيجية مصيدة التسلل الشهيرة التي يعتمد عليها هانزي فليك مع برشلونة. ثلاث مرات اهتزت شباك تشزني، وثلاث مرات تساءل عشاق برشلونة: هل آن الأوان لإعادة النظر في هذه الخطة المحفوفة بالمخاطر؟
” مصيدة التسلل: سلاح ذو حدين”
تعتبر مصيدة التسلل من الاستراتيجيات الدفاعية القديمة المتجددة في كرة القدم الحديثة. يستخدمها فليك بشكل ممنهج، معتمداً على خط دفاع متقدم يتحرك بتناغم مذهل لإيقاع مهاجمي الخصم في فخ التسلل. هذه الاستراتيجية منحت برشلونة تفوقاً في العديد من المباريات، خاصة في الليغا الإسبانية، حيث نجح الفريق في حصد النتائج الإيجابية معتمداً على ضغط عالٍ وخط دفاع متقدم.
لكن ما نجح محلياً لم ينجح بالضرورة أوروبياً. فقد استطاع المدرب المخضرم سيموني إنزاغي قراءة خطة فليك بدقة وتحويلها من نقطة قوة إلى نقطة ضعف قاتلة.
“كيف كسر إنزاغي الشفرة؟”
استخدم إنزاغي ثلاث تكتيكات رئيسية لتفكيك مصيدة التسلل:
التوقيت المثالي للتمريرات : درّب الإيطالي لاعبيه على اختيار اللحظة المناسبة لتمرير الكرة، مستغلاً سرعة مهاجميه ماركوس تورام ولاوتارو مارتينيز. و تمرير الكرات العرضية خلف الدفاع: استغل المساحات الشاسعة خلف دفاع برشلونة عبر تمريرات عرضية دقيقة من الأطراف.
التبديل السريع لمركز اللعب : نجح في تشتيت انتباه دفاع برشلونة عبر التحول السريع من جهة إلى أخرى، ما خلق ثغرات في التنظيم الدفاعي.
” دروس قاسية لفليك”
المباراة قدمت دروساً قاسية لفليك أبرزها: مصيدة التسلل تتطلب تناسقاً مثالياً بين المدافعين، وأي خطأ فردي قد يكلف الفريق هدفاً.
الفرق الأوروبية الكبيرة لديها القدرة على تحليل وكسر هذه الاستراتيجية. ضرورة وجود خطة بديلة عند مواجهة فرق تمتلك سرعات هجومية عالية.
“مستقبل مصيدة التسلل في برشلونة”
رغم الإخفاق أمام إنتر، من غير المرجح أن يتخلى فليك عن استراتيجيته بالكامل. المرجح أنه سيعمل على تطويرها وتحسينها، مع إضافة بدائل تكتيكية تسمح بمرونة أكبر عند مواجهة فرق تجيد كسر مصيدة التسلل.
تبقى مصيدة التسلل سلاحاً فعالاً في ترسانة المدربين التكتيكيين، لكن مباراة برشلونة وإنتر ميلان أثبتت أنها ليست عصا سحرية. كرة القدم الحديثة تتطلب التنوع والتكيف، وقد تكون هذه المباراة نقطة تحول في مسيرة فليك مع برشلونة نحو مقاربة دفاعية أكثر توازناً تجمع بين الجرأة والحذر.
بعد هذا التعادل المثير، تبقى كل الاحتمالات مفتوحة في مباراة الإياب بميلانو. هل سيصر فليك على فلسفته أم سنشهد تغييراً جذرياً في طريقة لعب برشلونة؟ الإجابة ستكون في ملعب سان سيرو.

زر الذهاب إلى الأعلى