رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير.. أسامة صالح

الأعمدة

للقصة بقية -،معاوية الجاك – كامل اليتيم

أخيراً جداً ومنذ الفراغ في المنصب عقب انقلاب البرهان في 15 أكتوبر 2021 أعلن الرجل تسمية الدكتور كامل إدريس رئيساً لمجلس الوزراء رغم الحاجة الكبيرة جداً لوجود المنصب من فترة بعيدة حتى قبل نشوب الحرب،
ولكن البرهان مارس الصمت على حالة الفراغ الحكومي منذ انقلاب 25 أكتوبر وكأنه أراد التأكيد على أنه بعيد عن الشأن السياسي وقيادة البلاد.
تمت تسمية كامل ادريس رئيساً لمجلس الوزراء وفاجأت الخطوة الجميع رغم أن الرجل كان مرشحاً للمنصب منذ ثورة ديسمبر والملاحط ان تسميته قوبلت بانتقادات حادة تجاوزت مراحلاً بعيدة لحد التجريح وعدم تقدير المنصب وصاحبه معاً.
وكشفت الحملة أن إدريس بلا (ضهر سياسي) وبلا (ظهير اعلامي) وبلا (قبيلة تسنده) كما عودنا الواقع السوداني، ولذلك (إنجلد على بطنه) بصورة قاسية من الجميع خاصة الاسلاميين والذين عادوا بذاكرتهم للوراء ايام ثورة ديسمبر واستدعوا رسالة الرجل لهم بعنف وظهوره وهو يحذر البشبر وجماعته التي وصفها بالكتائب الاجرامية وطالبهم بالتنحي وتسليم السلطة.
الآن تمت تسمية كامل إدريس وأصبح الرجل مسؤولاً عن الإشراف على الوزارات التي كان يشرف عليها اعضاء المجلس السيادي وقدموا تجربةً تستحق وصفها بالبائسة والفاشلة وأضرت بالشعب السوداني المسكين.
بعد تسمية رئيس مجلس الوزراء رسمياً لم يعد النقد قاسياً كان أو رومانسياً، يُجدي شيئا، والمطلوب هو مغادرة محطات النقد بِنية تصفية الحسابات، وعلينا جميعاً الإتجاه صوب مربع تقديم النصح والافكار التي تعين الرجل على تقديم ما يفيد الشعب السوداني المرهق وعلى الدكتور كامل ان يتحول (180) درجة عن نهجه بالأمس، وينتبه إلى أنه أصبح شخصية (قومية) والكل تحت رعايته دون فرز، والقائد الحقيقي لا يحمل الحِنق بين جوانحه، الانصراف التام للعمل هو المطلوب ويجب أن يرفع الجميع وفي مقدمتهم رئيس الوزراء شعار (نحنا اولاد الليلة) عشان السودان.
ننتظر من رئيس الوزراء الجديد تفعيل علاقاته الدولية الكبيرة لأجل مصلحة هذا الشعب السوداني الطيب والذي تحمل ما هو فوق طاقته خلال الفترة السابقة، ننتظر من الرجل فك العزلة التي يعاني منها السودان، ننتظر منه الإسهام في مشروع إعادة هيبة وشخصية بلدنا التي اضاعها المتطلعون للمناصب دون امتلاك المقومات.
وحتى يحقق إدريس ما ذكرناه لا بد أن يجد الحرية من المجلس السيادي خاصة البرهان وَكباشي، مطلوب إطلاق سراح الرجل ليغرد ليبدع ويمتع بدلاً من سياسة التقييد داخل القفص وقص الاجنحة ،اتركوه يعمل بحرية ويختار مجموعته التي يجيد معها العزف الجماعي المموسق الذي يمتع شعب السودان دون نشاز.

زر الذهاب إلى الأعلى