رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير.. أسامة صالح

الأعمدة

الحياة تعود للعاصمة وكأن لم يكن هنالك حرب وجنجويد. -دكتور عصام دكين

.انا الشاهد الذى شاهد كل شى، عندما اندلعت الحرب فى ١٥ أبريل ٢٠٢٣م فى العاصمة الخرطوم وتمددت مليشيا الدعم السريع المتمردة الإرهابية فى كل مكان فى ولاية الخرطوم ولم يبقى مكان الا وتواجدت فيه مليشيا الدعم السريع المتمردة الإرهابية، وانا فى محلية كررى التى دارت فيها المعارك الأولى حيث لم يتبقى من محلية كررى الا الحارات شمال خور شمبات بل دارت معارك حول بنك الخرطوم سوق خليفة الذى تم نهبة تماما فى شهر مايو ٢٠٢٣م واستشهدت الفنانة شادن احد سكان العمارة التى بها البنك الحارة 21 الثورة. ضاقت بناء الأرض وشلت الحياة والداعمين لمليشيا الدعم السريع المتمردة الإرهابية الساكنين معنا ينتظرون اعلان الحكومة المتمردة وكانوا فى حديثهم معنا أن جيشنا انتهى وبلادنا فى يد الجنجويد وكل شى انتهى وبدأت الفوضى والنهب والسرقة والقتل والاغتصاب وكل شى قبيح تسمع وترى، اليأس تمكنا منا وفقدنا الأمل فى كل شى وعدنا إلى الله اكثر مما كنا عليه فى علاقتنا به امتلأت المساجد بالمصلين ونجمع الصلوات المغرب والعشاء لان الشفشافة يبدأون الحركة الخطرة بعد المغرب ليس هنالك خروج او دخول وكنا بعد نهاية صلاة الظهر والعصر نجلس مجموعات مجموعات نتداول الاخبار وكل يقول كلاما وكل الذى يقال ان الدعم السريع سوف يحكم السودان لقد سقطت الخرطوم فى يدة ظلننا على هذه الحال لأكثر من عشرة أشهر الدعم السريع فى محلية كررى الجيش فقط حول القاعدة الجوية حافر الخنادق بالبوكلن والدبابات فى الشوارع المودية إلى القاعدة العسكرية بعضها ظاهر وبعضها داخل الارض لا ترى الا الماسورة، بل المعارك على طول شارع الوادى حتى كبرى الحلفايا وعلى طول شارع النص حتى محطة خليفه وعلى طول شارع الشنقطى حتى سوق صابرين اما شارع الامتداد فهو محتل تماما وهذا كل ما تبقى من العاصمة الخرطوم، كنا على استعداد للخروج متى ما وصل إلينا الدعم السريع للخروج ناحية شندى عبر طريق الريف الشمالى إلى مدينة ام درمان سيرا على الاقدام.
ثم دخلنا مرحلة أخرى فى شهر أكتوبر ٢٠٢٣م وهى إسقاط الدانات على محلية كررى مدينة الثورة هذه كانت أصعب مرحلة حيث الموت فى كل مكان بسقوط الدانات فى الشوارع والمنازل والمساجد فى كل مكان عندما تسقط دانه يتقطع الناس اربا رابا اذا خرجت ربما لا تعود.
كانت ابشع حادث جعلتنا نخرج من منزلنا حادثة اسرة الحارة 17 الثورة هديل وامها واختها جيراننا هذه الحادثة ستظل فى ذاكرتنا حيث التقطيع للاجساد فقررنا الخروج إلى شمال غرب سكر سنار قريتنا التاريخية(المرتفعة) لان منزلنا سقفه من الزنك. فخرجنا فى شهر أكتوبر ٢٠٢٣م عبر شندى و ودحسونة و ود ابو صالح وود مدنى ومعنا الجيران كل اتجه نحو عشيرته وتملاونا الحسرة والندم والخوف والرعب وجاء الينا الجنجويد إلى شمال غرب سكر سنار فى منتصف ديسمبر ٢٠٢٣م بعد سقوط ود مدنى فكانت العودة أصعب بكثير من الخروج من ام درمان فتلك قصة نفرد لها مساحة أخرى.
اليوم نحن فى علم وما عشناه كأنه حلم (وما بين طرفة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلى حال) الان
حركة الحياة مع عودة المواطنين اكبر من قدرة ولاية الخرطوم بكثير علي استيعابها وما يحدث فى محلية كررى كل شى على مايرام أسواق فاتحة إلى منتصف الليل مطاعم مواصلات أندية حفلات أعراس مدارس جامعات سيارات الطرقات مزدحمة أسواق للسيارات بمليارات الجنيهات كل شى طلمبات الوقود…..الخ. ذكر احد الاخوان بالامس جاء الى محلات الاسبيرات فى سوق خليفة كررى الثورة الحارة 17 يبحث عن اسبير لسيارته فتناولنا اطراف الحديث عن المنطقة التى يسكن فيه الان كوبر وكافوري والاملاك فقال هناك مخابز شغاله بمولدات، خطوط المواصلات شغالة من اي محطة تريد الوصول اليها على مسافة 200 متر ستات الشاي محطات القود تعمل فى كافوري الان دخلت الخدمة في بحري القديمة من الحلفايا لكافوري، شبكات الاتصالات متوفرة بشكل جيد. كل الكبارى الرابطة للعاصمة فاتحة عداء كبرى شمبات، اختفاء مظاهر حمل السلاح مع وجود للشرطة فقط، هكذا الشعب السوداني شعب طيب حنون يعيش فى أصعب الظروف اذا وجد الامان فقط. كما أن الشعب السوداني سريع النسيان للألم والجراح يستأنف الحياة كأن شى لم يكن اى كأن لم تكن هنالك حرب وجنجويد المحيرنى أصبحت الأسواق على طول الشوارع الرئيسية واصبح اجار الدكان على شارع الزلط بمليار جنية ونصف المنزل الإيجار بخمسمائة الف جنية وغير متوفر.
* شكرا قواتنا المسلحة والقوات النظامية المختلفة والمستنفرين والقوات المشتركة.
* تحية خاصة إلى والى ولاية الخرطوم احمد عثمان حمزة الرجل الوطنى الشجاع الذى صمد والتاريخ سيخلدة.
* شكرا لشباب التكايا والداعمين للتكايا فكانت لنا تكية الصابرين التى توقفت بتوقف الداعمين.

زر الذهاب إلى الأعلى