رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير.. أسامة صالح

أخبار العالم

أسياس أفورقي يشعل جدلاً دولياً : حظر الأحزاب المعارضة ورفض مساعدات الغذاء الأمريكية، وطرد قائد عسكري أمريكي


‎في سلسلة قرارات مثيرة للجدل، اتخذ الرئيس الإريتري أسياس أفورقي خطوات حاسمة تهدف إلى تعزيز السيطرة الوطنية وتأكيد السيادة، ما دفع بالبلاد مجدداً إلى واجهة الجدل الدولي.
‎أفورقي أعلن حظر جميع الأحزاب السياسية المعارضة، ورفض استقبال مساعدات غذائية من الولايات المتحدة، في حين أفادت تقارير بقيامه بطرد قائد القيادة الأميركية في أفريقيا (أفريكوم) الجنرال مايكل لانغلي، مع عدد من المسؤولين الآخرين، بدعوى تدخلهم في الشأن الداخلي الإريتري.
‎حظر الأحزاب المعارضة: تأكيد لنظام الحزب الواحد
‎الرئيس أفورقي، الذي يحكم إريتريا منذ الاستقلال عام 1993، أعلن رسميًا حظر جميع الأحزاب السياسية المعارضة، متهماً إياها بأنها أدوات للتدخل الأجنبي.
‎الحكومة قالت إن دولاً غربية وعلى رأسها الولايات المتحدة تدعم هذه الجماعات المعارضة من أجل زعزعة استقرار البلاد واستغلال مواردها الاستراتيجية في البحر الأحمر.
‎هذا القرار يعزز من النظام القائم على الحزب الواحد في إريتريا، حيث تظل “الجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالة” هي الكيان السياسي الشرعي الوحيد في البلاد.
‎معارضون في الخارج وصفوا القرار بأنه تصعيد خطير في تقويض الحريات، في بلد صنّفته “مراسلون بلا حدود” في المرتبة الأخيرة على مؤشر حرية الصحافة لعام 2024. ويأتي هذا الحظر ضمن سجل طويل من قمع المعارضة، من أبرز ملامحه اعتقال 11 مسؤولًا حكوميًا بارزًا عام 2001 بعد توجيههم انتقادات لأداء الرئيس.
‎رفض مساعدات الغذاء الأمريكية: سيادة أم إنكار للأزمة؟
‎في موقف يتحدى الروايات الدولية حول الوضع الإنساني في إريتريا، رفض أفورقي استقبال أي مساعدات غذائية من الولايات المتحدة، واصفًا تقارير المجاعة بأنها “أكاذيب” تهدف إلى تشويه صورة بلاده وتدمير اعتمادها على نفسها.
‎الرئيس دأب على مهاجمة المساعدات الخارجية واعتبارها وسيلة استعمارية جديدة لإضعاف الاقتصادات الإفريقية، مؤكدًا أن بلاده “تأكل أفضل من غيرها”، في تكرار لما قاله عام 2007 عندما تحدث عن اكتفاء زراعي وشيك.
‎هذا الرفض يأتي رغم تقارير سابقة، منها تقرير لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة عام 2009، أكد أن ثلثي سكان إريتريا يعانون من سوء التغذية، في وقت تواصل فيه الحكومة منع أي تقييم مستقل للوضع الغذائي.
‎طرد الجنرال الأمريكي مايكل لانغلي: كبح للتدخلات أم تصعيد دبلوماسي؟
‎أفادت مصادر بأن الرئيس أفورقي أمر بطرد الجنرال مايكل لانغلي، قائد أفريكوم، إلى جانب عدد من الشخصيات المتهمة بالتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد.
‎ورغم عدم صدور تأكيد رسمي من أسمرة، تشير تقارير إلى أن القرار يأتي في سياق رفض النظام الإريتري للوجود العسكري والدبلوماسي الأمريكي في القارة، واتهامه بمحاولة التأثير على السياسات المحلية.
‎لانغلي، الذي يُعد أول جنرال أسود من مشاة البحرية يتولى هذا المنصب، كان شخصية محورية في جهود واشنطن لمواجهة النفوذ الصيني والروسي في أفريقيا.
‎ويأتي هذا الطرد في سياق نهج أفورقي المستمر في رفض التعاون مع الغرب، والذي شمل سابقًا طرد المنظمات غير الحكومية الأمريكية عام 2015، ومقاطعته لقمة “الولايات المتحدة – أفريقيا” خلال إدارة بايدن.
‎توجهات إريتريا الجيوسياسية تظهر بوضوح في تقاربها مع روسيا والصين، سواء في تأييدها لموسكو في غزو أوكرانيا، أو عبر اتفاقيات لتطوير موانئها على البحر الأحمر.
‎ردود الفعل الدولية: قلق متزايد وتنديد دبلوماسي
‎وزارة الخارجية الأمريكية أعربت عن “قلق عميق” حيال قرار الحظر السياسي وطرد الجنرال، داعية الحكومة الإريترية لاحترام الحريات والانخراط في حوار بنّاء مع المجتمع الدولي.
‎الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي دعوا أيضاً إلى التهدئة والحوار، إلا أن تأثيرهم على أسمرة يبقى محدوداً ، لا سيما بعد انسحاب إريتريا من عدد من المنظمات الإقليمية مثل الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد).
‎داخل أفريقيا: انقسام حاد في المواقف
‎الخطوات الأخيرة أثارت تبايناً واسعاً في ردود الأفعال داخل القارة الأفريقية.
‎بعض الجهات اعتبرت قرارات أفورقي تعبيراً جريئاً عن السيادة ورفضًا للتدخلات الغربية، في حين عبّر آخرون عن خشيتهم من أن تؤدي هذه السياسات إلى مزيد من العزلة الاقتصادية وتفاقم انتهاكات حقوق الإنسان، خاصة في ظل تقارير أممية صنّفت بعض ممارسات النظام بأنها “جرائم ضد الإنسانية محتملة”.
‎الموقع الاستراتيجي لإريتريا على البحر الأحمر، واحتياطاتها من المعادن، يجعل من تطوراتها الأخيرة قضية ذات أهمية في سياق الأمن الإقليمي والتوازنات الدولية في منطقة القرن الأفريقي.
‎دولة على مفترق طرق
‎قرارات أفورقي الأخيرة تؤكد تمسكه بنموذج الحكم المركزي والاكتفاء الذاتي، وهو نهج ينبع من خلفيته كقائد سابق في جبهة التحرير الشعبية.
‎لكن في ظل غياب دستور، أو برلمان، أو انتخابات منذ الاستقلال، وتاريخ طويل من إسكات الأصوات المعارضة، تبدو آفاق المستقبل محفوفة بالمخاطر.
‎بالنسبة للإريتريين، سواء في الداخل أو في الشتات، فإن قرارات الرئيس تمثل سيفًا ذا حدين: من جهة مقاومة الهيمنة الأجنبية، ومن جهة أخرى تعميق الانغلاق السياسي وتعطيل فرص التعافي الاقتصادي.
‎مع ازدياد اهتمام العالم بما يحدث، يبقى السؤال مفتوحاً : هل ستقود هذه الخطوات إلى ترسيخ السيادة الوطنية، أم إلى عزلة
‎أكبر وانهيار داخلي؟
للاطلاع على التقرير الأصلي كما نشر في صحيفة Tanzania Times، يمكن العودة إلى المصدر عبر الرابط التالي :

Asmara, we have a problem! Eritrea in dire straits


‎حقوق النشر محفوظة للكاتب والموقع الأصلي (Tanzania Times)
‎ترجمة: شبكة رصد إريتريا الإخبارية – تقرير خاص
للاطلاع المعلوماتي عبر رصد – معلومات إضافية عن الجنرال مايكل لانغلي
شبكة رصد إريتريا الإخبارية تقدم للقارئ نبذة موجزة عن الجنرال الأمريكي مايكل لانغلي، كجزء من التوثيق المرتبط بتقارير الطرد المزعومة من إريتريا:
• الاسم الكامل: مايكل إي. لانغلي (Michael E. Langley)
• الرتبة: جنرال بأربع نجوم في قوات مشاة البحرية الأمريكية (U.S. Marine Corps)
• المنصب: قائد القيادة الأمريكية في أفريقيا (AFRICOM) منذ عام 2022
• التميّز: أول أمريكي من أصل أفريقي يصل إلى رتبة جنرال بأربع نجوم في تاريخ سلاح البحرية الأمريكية
• المسؤوليات: يشرف على العمليات العسكرية والدبلوماسية الأمريكية في قارة أفريقيا، ويقود جهود التصدي للنفوذ الروسي والصيني المتصاعد في القارة
• التحصيل العلمي: حاصل على درجات عليا في الاستراتيجية والدراسات الأمنية من كليات عسكرية أمريكية مرموقة
• التحركات الأخيرة: قام بعدة زيارات رسمية لدول أفريقية، واجتمع بقيادات عسكرية ومدنية في إطار تعزيز التعاون الأمني، قبل أن ترد أنباء عن طرده من قبل السلطات الإريترية بدعوى “التدخل في الشؤون الداخلية”.
تنويه: هذه المعلومات ليست جزءًا من تقرير Tanzania Times الأصلي، وإنما استناداً إلى مصادر شبكة رصد إريتريا الإخبارية.
شبكة رصد إريتريا الإخبارية – توثيق وتحليل

زر الذهاب إلى الأعلى