تتعرض لها المدينة على مدار ثلاثة أيام متتالية،، اعتداءات المتمردين بكادقلي،، قصة الخسران المبين
مقتل ما لا يقل عن 15 من المواطنين وسقوط عشرات الجرحي والمصابين..

.إدانة واسعة للهجمات، واعتبارها جرائم وانتهاكات ضد الإنسانية..
الوالي: تصرف جبان ولن يحقق للمتمردين أي مكاسب في الميدان..

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..
قُتل خمسة عشر مواطناً على الأقل، وأصيب أكثر من عشرين آخرين، إصابات بعضهم حرجة، وذلك في هجوم نفذه متمردو الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة عبد العزيز الحلو، مسنودين بقوات من ميليشيا الدعم السريع، على مدينة كادقلي حاضرة ولاية جنوب كردفان، وبحسب شهود عيان فإن المدينة ظلت تتعرض وعلى مدار ثلاثة أيام متتالية اعتباراً يوم الخميس الخامس عشر من مايو الجاري 2023م، لوابل من الهجمات التي استخدم فيها المتمردون الأسلحة الثقيلة مستهدفين عدداً من الأحياء شمال ووسط وجنوب المدينة الأمر الذي أدى إلى سقوط هذا الكم الهائل من الشهداء والجرحى والمصابين، في صفوف الأبرياء من المواطنين.
كادقلي في مرمى النيران:

ومنذ اندلاع حرب الخامس عشر من أبريل 2023م والتي أشعلت فتيلها ميليشيا الدعم السريع، تعرضت مدينة كادقلي، لعدة هجمات عبر القصف المدفعي من قبل “الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال” بقيادة عبد العزيز الحلو، بداية من يوليو من العام 2023م، حيث استغلت الحركة الشعبية انشغال الجيش السوداني بحربه ضد ميليشيا الجنجويد، ونفَّذت هجوماً على كادقلي استمر ستة أيام أوقع ضحايا في بين المواطنين، وفي فبراير من العام الجاري 2025م، تعرضت المدينة لقصف مدفعي مكثف أسفر عن مقتل أكثر من 44 شخصاً وإصابة نحو 70 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال.
جرائم ضد الإنسانية:

ودانت وزيرة الصحة والتنمية الاجتماعية بولاية جنوب كردفان جواهر احمد سليمان الهجوم المشترك للجيش الشعبي وميليشيا الدعم السريع على مدينة كادقلي وأبدت الوزيرة أسفها على نهج المتمردين في استهداف المواطنين الأبرياء والعزل، وقالت إن أغلب الضحايا سواءً الذين قضوا أو أصيبوا من النساء والأطفال، مؤكدة أن ما تتعرض له مدينة كادقلي من قفص مدفعي ممنهج يضاف إلى سجل الانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية التي ظلت ترتكبها ميليشيا الدعم السريع المتمردة وحليفتها الحركة الشعبية جناح المتمرد عبد العزيز الحلو، وامتدحت وزيرة الصحة والتنمية الاجتماعية التفاف مواطني ولاية جنوب كردفان بمختلف مكوناتهم واصطفافهم خلف قواتهم المسلحة والقوات المساندة لها حتى يتم دحر المتمردين وتنظيف الولاية من دنسهم.
تنسيق وتصعيد عسكري:

ويجري تنسيقٌ سياسي وعسكري على مستوىً عالٍ بين الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال – إقليم جبال النوبة بقيادة عبد العزيز الحلو، وميليشيا الدعم السريع منذ توقيع الطرفين في مارس الماضي 2025م على الميثاق التأسيسي الذي ترتَّب عليه تصعيد عسكري ملحوظ في ولاية جنوب كردفان – إقليم جبال النوبة، كشفت عنه العمليات التي دارت رحاها في منطقة خور الدليب، وكابوس، وأم دحليب، وبرنو، وكيقا، وغيرها من المناطق التي جرى فيها تنسيق بين الجيش الشعبي وميليشيا الدعم السريع وتجرَّعوا فيها هزائم ساحقة ومتلاحقة، وولوا الدُبر مخلفين وراءهم قتلاهم ومعداتهم العسكرية.
اعتداءات جبانة:

(تصرف جبان)، هكذا ابتدر والي جنوب كردفان محمد إبراهيم عبد الكريم إفادته للكرامة واصفاً القصف المدفعي المتتالي على عدد من أحياء مدينة كادقلي، مؤكداً أن هذا التدوين العشوائي الذي ينطلق من منطقة العِفين شرق مدينة كادقلي لن يحقق لمتمردي الحركة الشعبية وميليشيا الدعم السريع أي مكاسب ميدانية على الأرض، وأبان الوالي أن هذه الهجمات البائسة واليائسة غالباً ما تكون ردَّة فعل من المتمردين على الهزائم الكبيرة التي تلقوها على يدي القوات المسلحة سواءً في الفرقة 14 مشاة كادقلي أو في الفرقة العاشرة مشاة أبو جبيهة، حيث لقنتهم القوات المسلحة والقوات المساندة لها دروساً قاسية في عدة مناطق شمال وشرق وجنوب ولاية جنوب كردفان، هذا فضلاً عن الهزائم التي تلقُّوها على أيدي متحرك الشهيد الصيَّاد في الحمادي والقرى التابعة لها على مستوى ولاية جنوب كردفان، وقبلها في منطقة الخوي بولاية غرب كردفان، وأكد الوالي محمد إبراهيم عبد الكريم، أن الاعتداءات الجبانة من قبل متمردي الدعم السريع والحركة الشعبية لن تزيد القوات المسلحة والشعب إلا تماسكاً وقوةً حتى يتحقق النصر والفتح القريب من الله سبحانه وتعالى.
خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر فمن الواضح أن مخاوف المواطنين من انتقال الحرب والقتال إلى ولاية جنوب كردفان – إقليم جبال النوبة عقب التوقيع على “الميثاق التأسيسي”، قد أصبحت واقعاً معيشاً، وأن تحالف الحركة الشعبية والجنجويد سيمضي في اتجاه التصعيد، وهي محاولات بحسب مراقبين تستهدف إلهاء الجيش وإقعاده من تنفيذ استراتيجيته القاضية بدحر هؤلاء الأوباش، وتسليم ولايات كردفان ودارفور خاليةً من التمرد، ولكنها محاولات أثبتت فشلها في ظل التقدم الملحوظ للجيش في مختلف محاور وجبهات القتال، وقطعاً تحمل الأيام القادمة مفاجاتٍ لن تحتملها قلوب المتمردين، وانتصاراتٍ ستشفي صدور قوم مؤمنين.