

يعد حواري مع الدكتور يحي الفخراني واحدا من اهم الحوارات التي أجريتها في حياتي فقد كان مليئ بالمفاجأت والتي كنت اعتبرها سارة جدا ، كان الرجل في مزاج جيد جدا وكان الحوار في جو اسري وكرم فياض وحضرت بيننا زوجته الدكتورة لميس جابر تحدث الدكتور يحي الفخراني عن أعماله وتاريخه مع الدراما وزواجه من دكتورة لميس جابر وأسرته الصغيرة واعماله وصداقته بالكاتب والمخرج والمنتج السوري حاتم علي وعن أعمالهم الفنية معا وهنا توقف وقال لي أنا من عشاق الأديب السوداني الطيب صالح وقرأت مجموعته الكاملة ومعجب جدا بموسم الهجرة إلى الشمال و بكل شخصيات الرواية وخاصة شخصية مصطفى سعيد وهي واحده من الشخصيات التي تمنيت ان أمثلها وبالفعل اتفقت مع المخرج حاتم علي على هذا الفيلم ولكننا في ذات الوقت اتفقنا على ان السيناريست لابد ان يكون سودانيا يكتب ورق بنفس مستوى كاتب الرواية وواصل دكتور يحي حديثه قائلا لذا فأنا اطلب منك ورجاء خاص ان تعلن لي عن ذلك من خلال منبركم لكل من يجد في نفسه كفاءة كتابة هذه الرواية فمرحبا به ، حقيقة سعدت وفرحت جدا وهي فرصة عظيمة جدا لسيناريت سوداني يخرج بنا إلى محيط واسع وقد يفتح لنا أبوابا مستقبليا لاعمال أخرى كبيرة جدا ويفتح الباب لآخرين كان كل همي ان يجد السينارست السودانيين الفرصة في هوليود العرب وسيكون فتحا جديدا للفنون السودانية
عدت إلى السودان وانا احمل تلك البشريات ونشرت الخبر في صحيفتي وقتها كانت الازمنة ومررت الخبر لكل الصفحات الفنية بالصحف السودانية وذهبت لأبعد من ذلك حيث ذهبت للمسرح القومي والتقيت وقتها السينارست عادل إبراهيم محمد خير وأخطرته بذلك ولكن لم يحدث شئ الجميع (عمل نايم ) رغم معرفتي الأكيدة بان السودان به اعظم من يكتبون السيناريو ولن أنسى أبدا حديث الاستاذ أسامة أنور عكاشة حينما قال لي بالحرف ( انتوا عندكو كنز اسمه سعدالدين إبراهيم ويعتبر من افضل كتاب السيناريو بس مش شايف حاجة هو ما بيكتبش ليه ) كان ردي عليه ان اتصلت وقتها بالأستاذ سعد الدين إبراهيم عليهما رحمة الله وقلت له هو اللي حيرد على السؤال ده تحدث معه وقتها لأكثر من ربع ساعة وكنت سعيد جدا فأمامي موقف عظيم جدا بين اثنين احبهم جدا ، بلاشك ان كثير من الشخصيات السودانية يمتازون بفن حرفة الكتابة لذا كنت أتوقع ان يبرز من بينهم واحدا يفتح الباب لآخرين ولكن ذلك يقودني لحديث الأديب العالمي جمال القيطاني في الحوار الذي أجريته معه فتحدث عن المبدع السوداني قائلا بلاشك ان الطيب صالح أديب عظيم ولكنه ليس افضل أديب او كاتب في السودان الفرق بينه والآخرين ان الطيب كان جرئ جدا وقدم نفسه بصورة ممتازة حيث نشر في بداياته في مجلة لبنانية ما دفع الاستاذ الناقد المعروف رجاء النقاش بعمل دراسة نقدية حول روايته مؤسم الهجرة إلى الشمال والتي نشرت في حلقات اما ما اعرفهم من الكتاب السودانيين وهم اصحاب قدرات كبيرة جدا ولكنهم يتهيبون التجربة رغم انهم اكبر من كثيرين اعرفهم
حقيقة نحتاج لجرأة الطيب صالح وجمال سعدالدين إبراهيم و عادل إبراهيم محمد خير والشاب الجميل عمر الحاج وغيرهم في النهوض بهذا الفن الجميل المقعد عسى ولعل ان ننهض ونستطيع ان نصل العالم فنحن أجمل وأحلى شعوب الارض