رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير.. أسامة صالح

الأعمدة

،البُرهان،مودينا ل وين؟ : جليلة ماتت يا ناس”* كانت أقرب للموت من الحياة..

*،،البُرهان،مودينا ل وين؟!*،،
..دراما اِستقصائية تحليلية..
بقلم / عادل سيدأحمد
….. الحلقة “14”…..
*”جليلة ماتت يا ناس”*
كانت أقرب للموت من الحياة..
السماء اِقتصت لها مِن مُغتصِبيها،حيث قضوا بوابل من الرصاص،الله وحده يعلم من أي إتجاه جاء..
الضحية وجدت نفسها أمام المستشفى،بعد أنْ حملوها على متن (كارو)..!.
………………………….
– صديقي اِسترسل في سرد مأساة (جليلة)،قائلاً:
اِشتدَ عليها النزِيف..وقد ظلت قابعة لنحو أربع ساعات،تحت شجرة،
تنتظر دورها لمقابلة الطبيب..!.
-*قلت لصديقي:عمومي أم أخصائي؟!.*
– ردَّ عليَّ ضاحكاً:
عمومي،وقد كان مُصاباً باِلتهاب حاد،كمؤشِر على الربو..!.
-*قلت له:يعني هو نفسه يحتاج لطبيب..؟!.*
– قال لي:بالضبط..كان يتقيأ من شدة القُحة..ثم ينحني جانباً ليُخرِج بلغماً..!.
-*قلت له:في ظل الحرب كُلّ المعايير تختل،فيصبح(فاقد الشيء يُعطيه)..!.*
– قال لي:المُهم،ندهوا إسمها..صاحبا (الكارو والأمجاد )تضامنا وآجَرَ⁠ا نقالة..!..
تحركوا بها صوب الطبيب،حيث كان يكشف على المرضى في العراء،،تحت ظل شجرة..!.
-*قلت له:الدكتور عمل ليها شنو؟!.*
– قال لي:طلب شاش ودِرِب..!.
بعد حوالي 3ساعات فاقت..!.
(الكارو) ودعها..!.
والأمجاد نقلها ..!.
عادت إلى منزل أبيها،جنوب الخرطوم..
أخوها قُتل مُرصَصَاً..
وأبوها مات حسرةً..
جاءت جارتها..وبقيت معها لأيام..
ثم أصبحت تتردد عليها،من وقت لآخر.
-*قلت له:عليك الله اِختصر..في النهاية الحصل شنو على (جليلة)..؟!.*
– قال لي:بطنها مع الأيام كِبرت..
تصارعت مع ضميرها،،
وهناك (دايات)خبيرات في (الاِجهاض)..!
(جليلة)قررت ألا تنزِل جناها..!.
فعاطفة الأُم عندها أقوى من السِفاح..!.
-*قلت له:الحصل شنو بعد داك؟!.*
– قال لي:عِرفت إنو في الحِلة المُجاورة هناك (أخصائي نساء وولادة)..
ذهبت إليه..
خاصةً وقد أحست بألم المخاض،ولكنه كان مصحوباً ب(نزيف حاد)..!.
-*قلت له:قال ليها شنو..؟!.*
– قال لي:بعد أنْ كشف عليها..ورأى الدم ينهمر من بين رجليها..قال لها:لازم نضحي بيك أو بالجنين..!.
هولُ الخبر صدمها..ليس خوفاً من الموت،ولكن طمعاً في أنْ تعيش من أجل فِلْذَة كَبِدِهَا.!.
وقعت مغشياً عليها..!.
-*قلت له:وماذا فعل الطبيب..؟!.*
– قال لي:كانت معه مُمرضة..
لاحظا أنها تتنفس بصعوبة..كأنها شمعةٌ تنطفىء..
ويا سبحان الله،،تضاعف المخاض،،حتى وصل ذِروته..
والدم ينزف بغزارة..!.
أشرفَ الطبيب ومُمرضته على الولادة..
(جليلة) جابت ولد..!.
…………………………
(!)كُلَّ دُعاة الحرب شُركاء،في هذه الجريمة النكراء..!.
(!!)وأتعجب ل(إخوان الدمار)،على أيّ فتوى يعتمدون،فالقرآن يمقت الوغى:( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ۖ)..!.
(!!!)(جليلة)وُئدت:
(وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ)..!.
(!!!!)ومن فداحة الجُرم،
فإنَّ الله سُبحانه وتعالى ذَمَّ ذلك بالآية الكريمة:(أَنَّهُۥ مَن قَتَلَ نَفْسًاۢ بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍۢ فِى ٱلْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ ٱلنَّاسَ جَمِيعًا ۖ وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا ٱلنَّاسَ جَمِيعًا).
…………………………
*(جليلة) ماتت يا ناس..!.*

زر الذهاب إلى الأعلى