وانفجر الوضع داخل حركة العدل والمساواة وإنشقت حول قرار إعفاء وزراءها داخل الحكومة وعلى رأسهم وزير المالية (الفكي جبريل)

إحساسها في ذات الوقت أن مجموعة (بورتكوز) تسعى للتخلص منهم أو التضحية بهم بعد (إنتهاء فترة صلاحيتهم) للتماهي مع الضغوط الدولية بتشكيل حكومة من (التكنوقراط) ديمقراطية (ولو شكلية) حتى تتمكن من إستعادة توازنها ولو إلى حين
عصب الشارع – صفاء الفحل
وبدأ الصراع..
وانفجر الوضع داخل حركة العدل والمساواة وإنشقت حول قرار إعفاء وزراءها داخل الحكومة وعلى رأسهم وزير المالية (الفكي جبريل) فبعد أن رحب المتحدث باسمها محمد زكريا بالقرار خرج الأمين السياسي للحركة معتصم أحمد صالح معتبراً حلّ الحكومة بالكامل بما في ذلك ما سماه (وزراء السلام) مخالفاً لاتفاق جوبا لسلام السودان وتجاوزا للضمانات المتفق عليها دولياً قائلاً في تهديد مبطن إن حلّ الحكومة لا يمسّ فقط بتوازن السلطة الذي أرساه الإتفاق بل يهدّد مصداقية الإلتزامات تجاه (أطراف السلام) ويُضعف الثقة في مسار الإنتقال السياسي مما قد يؤثر على (تماسك) الجبهة الداخلية في ظلّ ظرف بالغ التعقيد معتبراً أن جوبا لسلام السودان تُشكّل ضمانة قانونية وسياسية لهم محاولاً تذكير العسكر الإنقلابيين أن وجود أطراف العملية السلمية داخل مؤسسات الحكم يرسّخ لمبدأ الشراكة الثلاثية خلال الفترة الانتقالية (المكوّن العسكري أطراف السلام قوى الحرية والتغيير) والتي باتت الآن (شراكة ثنائية) بعد الانقلاب على القوى السياسية المدنية ويقوّض الأساس الذي قامت عليه هذه الشراكة .
ويبدو أن مليشيا العدل والمساواة في موقف لا تحسد عليه وباتت تتحسس موقعها المستقبلي وتتخبط بين السير في تأييد مجموعة العسكر الإنقلابيين وبين التراجع إلى مربع (الحياد) وهو موقف صار صعباً عليها في هذا التوقيت بعد سيطرة الدعم السريع على أربعة من ولايات إقليم دارفور مع علمها بإمكانية سقوط (الفاشر) آخر المعاقل التي ترتكز عليها في الإستمرار في تلك الشراكة وإحساسها في ذات الوقت أن مجموعة (بورتكوز) تسعى للتخلص منهم أو التضحية بهم بعد (إنتهاء فترة صلاحيتهم) للتماهي مع الضغوط الدولية بتشكيل حكومة من (التكنوقراط) ديمقراطية (ولو شكلية) حتى تتمكن من إستعادة توازنها ولو إلى حين .
والمعادلة الصعبة أن الحركات الدارفورية (جبريل، مناوي، تمبور) والتي وقفت خلف الإنقلاب (الكيزاني) من أجل وقوف العسكر معهم ضد (الدعم السريع) مستغلة الخلاف الذي وقع بينهما لا تملك القوة الكافية للوقوف وحدها في مواجهته وفي ذات الوقت ستفقد ورقة الضغط على مجموعة (برتوكوز) إن هي تراجعت عن الوقوف خلفهم وستفقد أيضاً الدعم العسكري والإعلامي الذي تقدمه لهم تلك المجموعة الأمر الذي سيضعفها مادياً وعسكرياً واعلامياً، وترفض أيضاً بأن تكون تابعاً لا قيمة له في الحراك السياسي خاصة وأنها قد فقدت الشريك الآخر المدني الذي يملك المد الجماهيري .
والحركات الدافورية التي ما زالت تحاول الحفاظ على الشراكة مع المجموعة الإنقلابية الكيزانية رغم علمها بغدرهم وبيعهم لها في سبيل مصالحها لن يكون أمامها (خيارات) متعددة إن حاولت نفض يدها عن تلك الشراكة (المهزوزة) فإما أن تتجه إلى صناعة جبهة (جديدة) في الصراع (السوداني السوداني) او تتمسك بالفتات الذي ستلقيه عليها حكومة (برتوكوز) وتبدأ عملية صراع دولي (خاسرة) أو إتفاق سلام جوبا الذي (مزقته) بأيديها بالتماهي مع حركة إنقلابية مغامري العسكر الكيزانية وهي في كافة الأحوال خاسرة بما فعلت يداها وتفكيرها المحدود .
وثورتنا الشعبية في كافة الأحوال مستمرة لإعادة الديمقراطية المدنية.
ومطالباتنا بالمحاسبة والقصاص لن تتوقف في مواجهة كل أجرم في حق الشعب ..
والرحمة والخلود لشهدائنا ..