رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير.. أسامة صالح

المنوعات

لأول مرة في تاريخها.. ⁧‫واتساب‬⁩ تدخل عالم الإعلانات!

كيف تغير الواتساب جذريا مع قدوم الإعلانات؟!

أعلنت ميتا هذا الأسبوع عن قدوم الإعلانات المدفوعة إلى تطبيق الواتساب، وهي خطوة عارضها مؤسسوه كليا. وبذلك انتهى عصر الرسائل والاتصالات المجانية على التطبيق.

*التفاصيل:*
ميتا استحوذت على الواتساب في عام 2014، ومنذ ذلك الحين اعترى التطبيق تغييرات جمة. آخرها كان قدوم الإعلانات إلى التطبيق الذي أعلنت عنه ميتا قبل يومين.

ميتا حاولت تبرير الخطوة بأن الإعلانات ستظهر فقط تحت تبويب Updates. أما الخانات الأخرى ستبقى كما هي خالية من الإعلانات. مع التحديث الجديد، المستخدم سيصبح يرى أيضا الإعلانات المدفوعة إلى جانب حالات ومشاركات معارفه.

ميتا شددت على أن التحديث الجديد يأخذ الخصوصية بعين الاعتبار، إذ أن الإعلانات لن تكون على حسب الرسائل المتبادلة لأنها مشفرة، وإنما حسب موقع المستخدم واللغة وطريقة تفاعله معها. ومع ذلك، مبدأ الإعلانات الموجهة يتعارض مع مفهوم وسيلة التواصل الآمنة التي دعا إليها مؤسسو التطبيق.

مؤسسا التطبيق صرحا سابقا برأيهما أن الإعلانات إذا دخلت التطبيق يوما، سيكون المستخدم هو المنتج الحقيقي.

بعد استحواذ ميتا على الواتساب بعامين، تحول النهج من استيفاء دولار واحد سنويا من كل مستخدم إلى الاستخدام المجاني. زوكربيرغ كان يصر على تقديم الإعلانات عبر الواتساب لمدة ليست هينة.

الفكرة ظهرت للوهلة الأولى إلى العلن في عام 2020. حاول المؤسسان مقاومتها، إلا أن التوجه العام كان أقوى منهما وفضلا ترك ميتا على إثر هذا الخلاف.

نموذج عمل ميتا مبني على الإعلانات، حيث حققت مبيعات بقيمة 160 مليار دولار من الإعلانات على الفيسبوك والإنستغرام في عام 2024. التوجه تصدقه مختلف منتجات ميتا. فالإعلانات المدفوعة وصلت إلى تطبيق Threads، ومن بعدها طرحت أداة الذكاء الصناعي ضمن الواتساب حيث تستطيع قراءة الرسائل التي تبدأ بإشارة MetaAI.

إطلاق الإعلانات الموجهة يثير الشكوك حول خصوصية المستخدمين التي جذبتهم إلى الواتساب على الصعيد الأول. ميتا وعدت سابقا بأنها لن تقدم الإعلانات على الواتساب عندما استحوذت عليه مقابل 19 مليار دولار، وها هي تخالف ما وعدت به من الأساس.

ميتا تعارض تصريحاتها في كل مقام ومقال. مثلا، لطالما شددت على أن الرسائل المتبادلة عبر التطبيق مشفرة بالكامل. وفي المقابل، الرسائل كانت تشجع إعلانات بعينها لتظهر على الفيسبوك والإنستغرام، مما يثير علامات استفهام على فكرة أن المرسل والمستقبل هما فقط من يمتلك صلاحية قراءتها.

ناهيك عن أن ميتا تملك منصات الفيسبوك والإنستغرام والواتساب، ومن غير المستبعد تكامل آلية توجيه الإعلانات بين المنصات الثلاث.

المفارقة أن ميتا وعدت بعدم تقديم الإعلانات على الواتساب، ومع أنها انتظرت عشرة سنوات حتى أفصحت عن خططها، فهي قد خالفت الوعد الذي أبرمته للمستخدمين. بعض المستخدمين قد لا يرى فيها ضيرا كونها محصورة في تبويب واحد فقط، ولكن السؤال الموجه لكل مستخدم، هل تثق في وعود زوكربيرغ؟ وما الذي يضمن عدم توسع الإعلانات الموجهة في خانات وأماكن أخرى على تطبيق الواتساب ؟!

الثابت أن الواتساب اختلف كليا، ونموذج عمله الذي كان قائما على تسهيل تجربة التواصل تحول اليوم إلى الإعلانات الموجهة، والمستخدم صار هو وقودها الذي يبقيها على قيد الحياة. لنتذكر أن قاعدة مستخدميه وصلت إلى ثلاثة مليارات، وهي قاعدة سال لها لعاب زوكربيرغ حتى بدأ في جلب الأموال منهم.
‏⁦‪

زر الذهاب إلى الأعلى