
سجّلت أسعار الأراضي والمنازل السكنية في العاصمة السودانية تراجعًا قياسيًا تجاوز 85 % مقارنةً ببداية 2023، وفق تقديرات اتحاد المكاتب العقارية وشبكات السماسرة. قطع سكنية كانت تُعرض بنحو 200 مليون جنيه باتت لا تجد مشترين حتى عند 25 مليون، في ظل ركود شبه كامل لعمليات البيع والشراء.
يُرجع مختصون الانهيار إلى استمرار القتال بين القوات المسلحة السودانية ومليشيا الدعم السريع منذ أبريل 2023. غياب السيطرة الأمنية فتح الباب أمام عمليات نهب واحتلال منازل، خصوصًا في أحياء أركويت والطائف والمعمورة، ما دفع آلاف الأسر إلى النزوح وأفقد السوق أبرز محرّك للطلب: الاستقرار.
مع تفاقم المخاطر، اتجه المستثمرون لحيازة الذهب والعملة الصعبة، بينما تحوَّل ملاك المباني الفاخرة إلى عارضي بيع اضطراري «لتقليل الخسائر»، بحسب أحد السماسرة في حي الرياض. حتى مشاريع التطوير الممولة من مغتربين توقفت، وسط عجز البنوك عن توفير التمويل وسيطرة السوق السوداء على سعر الصرف.
تحذيرات من انهيار أعمق ما لم يعد الاستقرار
يحذّر اتحاد أصحاب العقارات من فقدان السوق ما تبقّى من قيمته إذا لم يُفرض وقف دائم لإطلاق النار تُرافقه إجراءات أمنية تعيد الثقة للمستثمرين. ويرى مراقبون أنّ أي انتعاش مرهون بخطة شاملة لإعادة الإعمار وإصلاح بيئة الأعمال، تبدأ بتمكين السلطات المحلية من بسط الأمن وحماية الملكية الخاصة.