

في عام 2011، كان الشاب الأسترالي دانيال سانديرسون يعمل كنادل بسيط في أحد الحانات، يتقاضى راتبًا بالكاد يكفيه للعيش. لم يكن يتخيل أبدًا أن خطأ تقني صغير في ماكينة صراف آلي سيحوّله فجأة إلى مليونير يعيش حياة الأساطير.
في أحد الأيام، اكتشف دانيال أن بإمكانه سحب مبالغ كبيرة من ماكينة الصراف باستخدام بطاقة عادية، رغم أن حسابه البنكي كان شبه فارغ! فقد كان هناك خلل في النظام البنكي يسمح له بسحب الأموال على شكل “دفعات سريعة” دون أن يظهر على الفور في النظام، مما جعله يبدو وكأنه لا يتجاوز رصيده.
وبدلًا من التبليغ عن الخلل، قرر أن يستغل الموقف… وهنا بدأت القصة المجنونة.
على مدار خمسة أشهر كاملة، سحب دانيال ما يقرب من 1.6 مليون دولار، وأنفقها بطريقة جعلت من حياته وكأنها فيلم هوليوودي:
أقام حفلات صاخبة في أفخم الفنادق
استأجر طائرات خاصة وسافر عبر البلاد
اشترى ملابس فاخرة ومجوهرات
دفع رسوم الجامعات لأصدقائه
وأغرق من حوله بالهدايا
لكن الحياة المليئة بالبذخ لم تخفِ شعور الذنب الذي بدأ يتسلل إليه. كلما ازدادت لذته بالمال، ازداد صراعه الداخلي. كان يعلم أن كل ما يفعله ليس قانونيًا، وأن لحظة المواجهة قادمة لا محالة.
وفي النهاية، لم تكن الشرطة هي من قبضت عليه… بل هو من توجه بنفسه إلى قسم الشرطة، معترفًا بكل شيء. قال إنه “لم يستطع النوم لليالٍ طويلة”، وأن الذنب كان يطارده كظل لا يزول.
قضت المحكمة بسجنه، ورغم ذلك، أبدى ندمًا عميقًا على ما فعله، واعتبر الكثيرون أن قراره بتسليم نفسه دليل على قوة ضميره، حتى وإن كان متأخرًا.
أن الثروة المفاجئة قد تكون فتنة، وأن المال سهل الوصول ليس دائمًا طريقًا للسعادة… بل أحيانًا، طريقًا للندم والدموع.