عبد الرحيم البركل لـ”أمدر تايمز”: أتعلم من الجيل القديم وأفتح بوابة للجيل الجديد.
أغنية الدليب مرآة لثقافة البيئات السودانية

حوار: المغيره بكري – أمدر تايمز
في لقاء خاص مع صحيفة “أمدر تايمز”، التقينا الفنان الكبير عبد الرحيم محمد عثمان (عبد الرحيم البركل)، أحد قامات فن الطنبور والدليب بالسودان. فنان تميّز بلونيّة خاصة وصوت متفرّد، يجيد أداء أغاني الرميات (الموال) وأغاني السيرة والحماس، واستطاع أن يُشكّل مدرسة فنية متفردة أضاءت دروب الأغنية السودانية.
في هذا الحوار نبحر معه في مسيرة فنية طويلة، وآرائه حول قضايا الوسط الفني، وتأثير الحرب، ورسالة الفن في زمن الأزمات.
أمدر تايمز:كيف ترى تأثير أغنية الدليب على خارطة الأغنية السودانية؟
:تأثير الأغنية بشكل عام يتوقف على مدى مصداقيتها، وقدرتها على تصوير وعكس ثقافة البيئة التي تنتمي إليها. إن وجدت الأغنية الصادقة مكانها، فإنها تبحر في محيطات العالم، وتخترق وجدان الشعوب.
أمدر تايمز: عرفت بالغناء بالإيقاع الثقيل.. فهل ترى أن أغاني “الرتوت” أثّرت على هذا النمط؟
الإيقاعات موجودة منذ الأزل، وهي ترجمة لإيقاع الحياة اليومية. “الرتوت” من أقدم الإيقاعات، وظهوره المكثف حاليًا هو بمثابة تغيير مرغوب لهذا الجيل لكسر حاجز الروتين. وكل إيقاع يحمل رسائل سيكولوجية وفلسفية مختلفة.

أمدر تايمز:حققت حفلاتك نجاحات كبيرة وسط الجاليات بالخارج. برأيك لماذا لا تنتشر الأغنية السودانية، وغناء الطنبور تحديدًا، في الوطن العربي؟
انتشار الأغنية يعتمد على القبول والحضور وحُسن التوصيل. وهي مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الفنان، الذي يجب أن يكون ملمًا ومثقفًا بما يقدمه، حتى يصل صوته ورسائله إلى الجمهور العربي والخارجي.
أمدر تايمز:ظهرت مؤخرًا أغاني الربابة.. ما رأيك فيها وهل أثّرت على أغنية الطنبور؟
الربابة أصلاً حاضرة منذ القدم، وهي تعكس تراث أصحابها. لا يمكن أن نعتبرها تقليلاً من شأن الطنبور، بل هي إضافة ثقافية ثرية تعزز من تنوع المشهد الفني السوداني.
أمدر تايمز:قدّمت تجربة ناجحة في الجمع بين الآلات الموسيقية والطنبور.. لماذا لم تواصل في هذا المسار رغم أنه لونك المتفرد؟
الجمع بين الآلات الموسيقية والطنبور صفة من صفات الفنان المتكامل. لكن هذا يتطلب اجتهادًا ومثابرة ليصل الفنان إلى درجة الإتقان. وأؤمن بأن التنوع في الأداء يعزز من حضور الفنان.

أمدر تايمز:كيف تتعامل مع الشعراء، خاصة أولئك الذين نظموا أغاني لأسماء بارزة في الساحة؟
الشعر لا يعرف احتكارًا ولا جغرافيا. فممكن لفنان من أقصى الأرض أن يغني قصيدة لشاعر من السودان. الشعر إحساس مطلق، ولا يتقيّد بمكان أو زمان.
أمدر تايمز:الراحل محمد وردي كان يشتكي من ضعف إمكانيات التسجيل.. هل ترى أن هذا يؤثر على تقديم الفن السوداني للخارج بشكل لائق؟
بكل تأكيد. التسجيل داخل الاستوديو يمنح الأغنية جودة صوتية عالية. أما التسجيل الخارجي، فرغم أفضليته للمشاهدة الطبيعية، إلا أنه يقلل من جودة الصوت مالم تتوفر أجهزة متطورة تحفظ التوازن.

أمدر تايمز:من هو الشاعر الذي شكّل معك ثنائية مميزة؟
في الحقيقة.. كل الشعراء الذين تعاملت معهم وجدت نفسي في نصوصهم. كل واحدٍ منهم كان شريكًا حقيقيًا في تقديم أعمالي.
أمدر تايمز:هل هناك أغنية لها وقع خاص في نفسك؟
كل الأغاني التي تغنيت بها تمسّني بطريقة أو بأخرى، سواء كان ذلك شعوريًا أو معنويًا.

أمدر تايمز:كيف تقيّم تجربة الشعراء الشباب؟
أبدعوا وترجموا واقعهم بشكل صادق. ولدي أعمال معهم أعتز بها.
أمدر تايمز:ما علاقتك بالحفلات الجماهيرية والخاصة، وأيهما يضيف للفنان أكثر؟
كل واحدة لها مزاياها. الحفلات الجماهيرية تتيح التفاعل المباشر، بينما الأفراح والحفلات الخاصة تمنح مساحة للفنان لإبراز إمكانياته الفنية بشكل مختلف.
امدر تايمز:ما رسالتك في ظل ما تمر به البلاد من حرب؟
الحرب سرطان الشعوب.. تدمر الثقافة والاقتصاد وكل مقومات الحياة. نسأل الله أن يُعجّل بنهايتها وأن تعود البشائر والعيش الكريم للوطن.
أمدر تايمز:ما فريقك الرياضي المفضل محليًا وعالميًا؟
أنا مع “اللعبة الحلوة”.. أعشق الأداء الجميل بغض النظر عن اسم الفريق.
أمدر تايمز:من أبرز فنانين الطنبور الشباب في رأيك؟
كل الشباب في الساحة أدّوا رسالتهم باقتدار. ولكلٍ منهم لونه الخاص.

أمدر تايمز:ما سر سحر إيقاع الدليب على المتلقي؟
الأمر يتوقف على ذوق المتلقي. من يجد نفسه فيه، يتأثر به بشدة.
أمدر تايمز:آلة الطنبور.. هل لها أسماء أخرى؟
نعم. تُعرف بأسماء متعددة حسب المنطقة: الطنبور، الربابة، السمسماية. لكنها في الأصل أداة موسيقية واحدة تنتمي للثقافة السودانية.
“أمدر تايمز”:رأيك في وجود الحراسات الخاصة للفنان؟
مهمة جدًا. سواءً للحفاظ على الفنان أو كنوع من الوقار والتنظيم.
“أمدر تايمز “هل يضيف مدير أعمال الفنان أم يخصم منه؟
يتوقف على شخصية المدير. يمكن أن يكون إضافة كبيرة للفنان أو العكس.

“أمدر تايمز” :رأيك في أغاني السيرة والعرضة؟
لها مواصفات خاصة. تتطلب نوعًا معينًا من الصوت وأداءً مميزًا يتسق مع جوّها الحماسي.
أمدر تايمز: كلمة أخيرة لجمهورك عبر “أمدر تايمز”؟
عبد الرحيم البركل
والشى الصح بيوجع..
هَمُّه يااامِنّة البلد
مالو حبايبو كان اتلمّوا جملة بلا عدد
مو بيقبل زمو كان بت ولا كان ولد
ويا بخت البتاوق نمو للغيمة أم رعد.